حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤)﴾

عن الحارث بن يزيد البكري قال: خرجتُ لأشكوَ العلاء بن الحضرميّ إلى رسول الله ﷺ، فمررت بالربَذَة، فإذا عجوزٌ منقَطعٌ بها من بني تميم، فقالت: يا عبد الله! إنّ لي إلى رسول الله ﷺ حاجةً، فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها، فقدمت المدينة. قال: فإذا رايات سود، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث بعمرو بن العاص وجهًا. قال: فجلست حتى فرغ. قال: فدخل منزله - أو قال: رَحْله - فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقعدت، فقال لي رسول الله ﷺ: «هل كان بينكم وبين تميم شيء؟» قلت: نعم! وكانت لنا الدَّبَرة عليهم، وقد مررت بالربذة، فإذا عجوز منهم مُنقطعٌ بها، فسألتني أن أحملها إليك، وها هي بالباب. فأذن لها رسول الله ﷺ، فدخلت، فقلت: يا رسول الله! اجعل بيننا وبين تميم الدَّهنا حاجزًا، فحميت العجوزُ واستوفزت، وقالت: فأين تضطرُّ مُضَرك يا رسول الله؟ قال، قلت: أنا كما قالوا: «معزى حملتَ حَتْفًا»! حملتُ هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصمًا! أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد! قال: «وما وافدُ عادٍ؟» قلت: على الخبير سقطتَ! قال: وهو يستطعمني الحديثَ.
قال الأعظمي: إن عادًا قُحِطوا فبعثوا قَيْلا وافدًا، فنزل على بكرٍ، فسقاه الخمرَ شهرًا وتغنّيه جاريتان يقال لهما «الجرادتان»، فخرج إلى جبال مهرة، فنادى: «إني لم أجئ لمريض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه، اللهم! فاسقِ عادًا ما كانت تُسْقِيه»! فمرت به
سحابات سُودٌ، فنودي منها: «خذها رمادًا رِمْدِدًا، لا تبقي من عادٍ أحدًا». قال: فكانت المرأة تقول: «لا تكن كوافد عادٍ»! فما بَلَغني أنَّه أرسل عليهم من الريح، يا رسول الله! إلا قَدْر ما يجري في خاتمي. قال أبو وائل: فكذلك بلغني.

حسن: رواه الترمذي (٣٢٧٤)، وأحمد (١٥٩٥٤)، والطبري في تفسيره (١٠/ ٢٧٦) واللفظ له، كلهم من طريق زيد بن الحباب قال: حدثنا سلام أبو المنذر النحوي، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري فذكره.

عن الحارث بن يزيد البكري قال: خرجتُ لأشكوَ العلاء بن الحضرميّ إلى رسول الله ﷺ، فمررت بالربَذَة، فإذا عجوزٌ منقَطعٌ بها من بني تميم، فقالت: يا عبد الله! إنّ لي إلى رسول الله ﷺ حاجةً، فهل أنت مبلغي إليه؟ قال: فحملتها، فقدمت المدينة. قال: فإذا رايات سود، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث بعمرو بن العاص وجهًا. قال: فجلست حتى فرغ. قال: فدخل منزله - أو قال: رَحْله - فاستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت فقعدت، فقال لي رسول الله ﷺ: «هل كان بينكم وبين تميم شيء؟» قلت: نعم! وكانت لنا الدَّبَرة عليهم، وقد مررت بالربذة، فإذا عجوز منهم مُنقطعٌ بها، فسألتني أن أحملها إليك، وها هي بالباب. فأذن لها رسول الله ﷺ، فدخلت، فقلت: يا رسول الله! اجعل بيننا وبين تميم الدَّهنا حاجزًا، فحميت العجوزُ واستوفزت، وقالت: فأين تضطرُّ مُضَرك يا رسول الله؟ قال، قلت: أنا كما قالوا: «معزى حملتَ حَتْفًا»! حملتُ هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصمًا! أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد! قال: «وما وافدُ عادٍ؟» قلت: على الخبير سقطتَ! قال: وهو يستطعمني الحديثَ.
قال الأعظمي: إن عادًا قُحِطوا فبعثوا قَيْلا وافدًا، فنزل على بكرٍ، فسقاه الخمرَ شهرًا وتغنّيه جاريتان يقال لهما «الجرادتان»، فخرج إلى جبال مهرة، فنادى: «إني لم أجئ لمريض فأداويه، ولا لأسير فأفاديه، اللهم! فاسقِ عادًا ما كانت تُسْقِيه»! فمرت به
سحابات سُودٌ، فنودي منها: «خذها رمادًا رِمْدِدًا، لا تبقي من عادٍ أحدًا». قال: فكانت المرأة تقول: «لا تكن كوافد عادٍ»! فما بَلَغني أنَّه أرسل عليهم من الريح، يا رسول الله! إلا قَدْر ما يجري في خاتمي. قال أبو وائل: فكذلك بلغني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الحارث بن يزيد البكري رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● الربذة: موضع معروف قرب المدينة المنورة.
● عجوز منقطع بها: امرأة مسنة وحيدة، لا معين لها.
● رَحْله: منزله أو مكان إقامته.
● الدَّبَرة: الهزيمة والانكسار في الحرب.
● استوفزت: انتفضت وغضبت.
● معزى حملت حتفًا: مثل يضرب لمن يحمل شيئًا يهلكه، كمن يحمل عنزة (معزة) إلى ذبحها.
● وافد عاد: رسول قبيلة عاد الذي أرسلوه لطلب الغيث فدعا عليهم.
● رمادًا رمددًا: رمادًا متتابع التساقط، دلالة على العذاب الشديد.

2. شرح الحديث:


يحكي الحارث بن يزيد البكري رضي الله عنه قصته عندما خرج ليشكو العلاء بن الحضرمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفي طريقه مر بالربذة فوجد عجوزًا من بني تميم وحيدة، فطلبَت منه أن يحملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة لها، فاستجاب لها وحملها معه.
عندما وصل المدينة وجد الناس في حركة واستعداد، فقيل له إن النبي صلى الله عليه وسلم يريد إرسال عمرو بن العاص في بعث عسكري. انتظر حتى انتهى النبي من شؤونه، ثم دخل عليه وأخبره عن شكايته، وسأله النبي إن كان هناك حرب بين قومه (بني بكر) وتميم، فأخبره أن قومه انتصروا عليهم.
ثم أخبر النبي أنه حمل معه عجوزًا من تميم، فأذن لها النبي فدخلت، وطلبت منه أن يجعل بينهم وبين تميم حاجزًا (أي فاصلًا يحميهم من العدوان)، فغضبت العجوز وقالت: "أين تضطر مضرك يا رسول الله؟" يعني أنها استنكرت طلب الحاجز لأنهم جميعًا من مضر.
عندها ندم الحارث على حملها، وقال: "أنا كما قالوا: معزى حملت حتفًا" أي كمن يحمل هلاكه بيديه، ثم تعوذ بالله ورسوله أن يكون كوافد عاد.
فسأله النبي: "وما وافد عاد؟" فأخبره بقصة وافد عاد الذي أرسلته قبيلته لطلب المطر، فخان الأمانة وسكر وطلب الهلاك لقومه، فاستجاب الله دعاءه وأهلكهم بالريح العقيم.

3. الدروس المستفادة:


● فضل مساعدة المحتاجين: الحارث ساعد العجوز رغم أنها من القبيلة المعادية، وهذا من حسن الخلق.
● العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم استمع للطرفين دون تحيز.
● خيانة الأمانة وعواقبها: قصة وافد عاد تحذر من خيانة الأمانة والدعاء على الآخرين بغير حق.
● التعوذ من سوء العاقبة: الحارث تعوذ بالله أن يكون مثل الوافد الخائن.
● الحكمة في فض النزاعات: النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيمًا في إدارة الخلاف بين القبائل.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وحسنه المحققون.
- قصة وافد عاد مذكورة في بعض كتب التفسير والتاريخ كعبرة.
- الحديث يظهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تعامله حتى مع الخصوم.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٢٧٤)، وأحمد (١٥٩٥٤)، والطبري في تفسيره (١٠/ ٢٧٦) واللفظ له، كلهم من طريق زيد بن الحباب قال: حدثنا سلام أبو المنذر النحوي، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري فذكره.
ورواه ابن ماجه (٢٨١٦) مختصرا من وجه آخر عن عاصم، عن الحارث بن حسان، فأسقط من الإسناد أبا وائل والصحيح إثباته.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1399 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

  • 📜 حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حملت عجوزًا ولا أشعر أنها خصمي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب