حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٢)﴾

عن عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل، قال: فبتنا بشرِّ ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٠) عن محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد لأعلى، عن داود، عن عامر، قال: فذكره.

عن عامر قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟ قال: فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحدٌ منكم مع رسول الله ﷺ ليلة الجنِّ؟ قال: لا. ولكنّا كُنَّا مع رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير، أو اغتيل، قال: فبتنا بشرِّ ليلة بات بها قوم. فلما أصبحنا إذا هو جاءٍ من قِبَل حراء. قال: فقلنا: يا رسول الله! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قومٌ. فقال: «أتاني داعي الجنِّ، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد. فقال: «لكم كلُّ عظمٍ ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا. وكلُّ بعرة علفٌ لدوابكم». فقال رسول الله ﷺ: «فلا تستنجوا بهما؛ فإنَّهما طعام إخوانكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث وسنده:


هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة، باب ذِكْرِ الْجِنِّ وَاسْتِئْذَانِهِمْ. وهو حديث صحيح، رواه عامر بن شراحيل الشعبي عن علقمة بن قيس النخعي، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

شرح المفردات:


● ليلة الجن: الليلة التي التقى فيها النبي ﷺ بالجن.
● فقدناه: لم نجدْه.
● التمسناه: طلبْناه وبحثنا عنه.
● في الأودية والشعاب: الأماكن المنخفضة بين الجبال والطرق الضيقة فيها.
● استطير: أي اختُطِفَ وطار به الجن أو الشياطين.
● أو اغتيل: قُتِل خفية.
● بات بها قوم: قضوا ليلة.
● من قِبَل حراء: من جهة جبل حراء.
● داعي الجن: مبعوث منهم يدعوه للقائهم.
● آثار نيرانهم: علامات نارهم التي أوقدوها.
● الزاد: الطعام.
● عظم: ما بقي من الذبيحة بعد الأكل.
● أوفر ما يكون لحمًا: كثير اللحم، وهو وصف لحالته قبل أن يؤكل.
● بعرة: روث البهائم (كالإبل والبقر والغنم).
● علف لدوابكم: طعام لحيواناتكم.
● فلا تستنجوا بهما: لا تَستَعينوا بهما في إزالة النجاسة بعد قضاء الحاجة.

شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن حادثة وقعت مع النبي ﷺ، حيث فقدوه ليلةً فبحثوا عنه في كل مكان، وخافوا عليه أن يكون قد أصابَه مكروه من الجن أو غيرهم، فباتوا ليلةً في قلق شديد. فلما أصبحوا، وجدوه قادمًا من جهة جبل حراء، فأخبرهم ﷺ أن داعيًا من الجن قد أتاه فذهب معه ليدعوهم إلى الإسلام، فقرأ عليهم القرآن فاستجابوا له وآمنوا.
ثم انطلق بهم وأراهم مكان اجتماع الجن وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد (الطعام)، فأخبرهم النبي ﷺ أن الله أحل لهم كل عظم ذكر اسم الله عليه عند ذبح الحيوان، حتى لو كان قد أُكِلَ لحمه، فإنه يقع في أيديهم "أوفر ما يكون لحمًا" – أي أن الله يعيده لحماً طيباً طاهراً يكون طعاماً لهم. وكذلك جعل روث البهائم (البعر) علفًا لدوابهم. ثم نهاهم ﷺ عن الاستنجاء بهذين الشيئين (العظم والروث)؛ لأنهما طعام لإخوانهم من الجن.

الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز ذهاب الإنسان إلى الجن لدعوتهم: وهذا من رحمة الله بهم، حيث أرسل إليهم رسول البشرية ﷺ ليهديهم إلى صراط مستقيم.
2- اهتمام الصحابة بالنبي ﷺ وخوفهم عليه: مما يدل على محبتهم الفائقة له وحرصهم على سلامته.
3- بركة ذكر الله تعالى: حيث أن العظم الذي ذكر اسم الله عليه عند الذبح يصير طعامًا حلالاً طيبًا للجن.
4- رحمة الإسلام بالجن: حيث شرع لهم ما ينفعهم في معاشهم، ونهاهم عن الإضرار بهم.
5- تحريم الاستنجاء بالعظم والروث: لأنهما طعام للجن، فلا يجوز إهانتهما أو استعمالهما في إزالة الأذى.
6- الإيمان بالغيب: فالجن خلق من خلق الله، نؤمن بوجودهم ولا نراهم، وهم مكلفون مثل البشر.

معلومات إضافية مفيدة:


- استدل العلماء بهذا الحديث على أن الجن يأكلون ويشربون، ولهم طعام خاص بهم.
- كما استدلوا به على تحريم الاستنجاء بالعظم والروث، وهو قول جمهور العلماء.
- وفيه دليل على أن الجن يمكن أن يستمعوا القرآن ويتأثروا به، كما حصل مع جن نصيبين الذين آمنوا برسول الله ﷺ.
- قوله ﷺ: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه" يدل على اشتراط التسمية عند الذبح، وأن ما لم يذكر اسم الله عليه فهو حرام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٥٠) عن محمد بن المثنى، حدَّثنا عبد لأعلى، عن داود، عن عامر، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1402 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

  • 📜 حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان ابن مسعود شهد مع رسول الله ﷺ ليلة الجن؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب