حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)﴾

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدَّخر له في الآخرة: مثل البغي وقطيعة الرحم».

حسن: رواه أبو داود (٤٩٠٢) والترمذي (٢٥١١) وابن ماجه (٤٢١١) وأحمد (٢٠٣٩٨) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٦٢، ١٦٣) كلهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، حدثني أبي، عن أبي بكرة فذكره.

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدَّخر له في الآخرة: مثل البغي وقطيعة الرحم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني عن الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● أجدر: الأولى والأحق والأسرع.
● أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة: أن ينزل به العذاب والعقاب في الحياة الدنيا قبل الآخرة.
● البغي: التعدي على الناس والظلم والطغيان والخروج عن الحق.
● قطيعة الرحم: هجر الأقارب وعدم صلتهم، والإضرار بهم، وترك الإحسان إليهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن هناك ذنوباً يعجل الله عقوبتها لصاحبها في الدنيا، بخلاف كثير من الذنوب التي يؤجل عقابها ليوم القيامة. وأشد هذه الذنوب وأسرعها في استجلاب العقوبة الدنيوية هما ذنبان عظيمان:
1- البغي: وهو كل تعدٍ على الآخرين وظلمهم، سواء كان بغياً باليد واللسان، أو بغياً على أموال الناس أو أعراضهم أو دمائهم بغير حق. والبغي هو مجاوزة الحد في الظلم والعدوان.
2- قطيعة الرحم: وهي الإساءة إلى الأقارب، وهجرهم، ومنعهم حقوقهم من الصلة والبر والمعروف.
ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحب هذين الذنبين لا ينجو من العقوبة لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل يعاقب في الدنيا بعقوبات متنوعة كالهم والغم، وضيق الرزق، وقصر العمر، وذهاب البركة، ونزع الرحمة من قلوب الناس تجاهه، وقد يعاقب بالقتل أو الهلاك على أيدي من بغى عليهم. ثم يدخر له في الآخرة عذاباً أليماً خاصاً بهذين الذنبين، بالإضافة إلى عذاب سائر ذنوبه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- خطورة هذين الذنبين: إذ جعلهما النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم مسببات العقوبة العاجلة في الدنيا.
2- العدل الإلهي: فكما أن الظالم يظلم الناس في الدنيا، فإن الله يعاجله بالعقوبة فيها ليكون عبرة لغيره.
3- الحث على صلة الرحم: الحديث تحذير شديد من قطيعة الرحم، وهو في المقابل يحث بشدة على صلتها، والتي فيها من الفضائل العظيمة من بركة في الرزق والعمر ومحبة بين الناس.
4- التحذير من الظلم: فالبغي هو الظلم، والله تعالى يقول: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].
5- أن المعصية تجر إلى المعصية: فالباغي يقطع رحمه بظلمه لأقاربه، وقاطع الرحم يبغي عليهم بقطيعته وإيذائه لهم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- من الأمثلة على عقوبة البغي في الدنيا ما حدث للطغاة throughout التاريخ الذين أهلكهم الله بسبب بغيهم وطغيانهم، مثل فرعون وقومه.
- صلة الرحم لا تقتصر على رد السلام أو زيارة الأقارب فحسب، بل تشمل الإحسان إليهم بالمال، والتفقد لحالهم، وسد حاجتهم، وكف الأذى عنهم.
- يقابل هذه العقوبة العاجلة للذنب، الثواب العاجل للطاعة، فكما أن للذنب عقوبة معجلة، فإن للطاعة ثواباً معجلاً في الدنيا، كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من البغي وقطيعة الرحم، وأن يوفقنا لصلة أرحامنا وترك الظلم، وأن يتوب علينا ويغفر لنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩٠٢) والترمذي (٢٥١١) وابن ماجه (٤٢١١) وأحمد (٢٠٣٩٨) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٦٢، ١٦٣) كلهم من طريق إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، حدثني أبي، عن أبي بكرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل عيينة بن عبد الرحمن فإنه حسن الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1426 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

  • 📜 حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب