حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (٣٣)﴾
حسن: رواه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٦٩٩) عن محمد بن عبد الله بن القهزاد، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني أبو جميل، ثنا عبد الله بن المبارك، أنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
![رُويَ عن ابن عمر قال: كنا معشر أصحاب رسول الله ﷺ نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبول حتى نزلت: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ ! فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش حتى نزلت: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]، فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر والفواحش، ونرجو لمن لم يصبها. رُويَ عن ابن عمر قال: كنا معشر أصحاب رسول الله ﷺ نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبول حتى نزلت: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ ! فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش حتى نزلت: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]، فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر والفواحش، ونرجو لمن لم يصبها.](img/Hadith/hadith_13282.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر -أخي السائل- يحكي قصة عظيمة من قصص الوحي وكيفية تلقّي الصحابة رضي الله عنهم لآيات القرآن الكريم، وفهمهم العميق لدقائق الدين. وإليك الشرح الوافي للحديث:
أولاً. شرح المفردات:
● نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبول: أي كانوا يعتقدون أن جميع أعمالهم الصالحة مقبولة عند الله تعالى.
● حتى نزلت: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾: هذه الآية من سورة محمد (آية 33).
● الكبائر الموجبات: الذنوب العظيمة التي تستوجب العقاب.
● الفواحش: الذنوب القبيحة والمنكرات العظيمة.
● كففنا عن القول في ذلك: توقفنا عن الحكم بالقول ببطلان الأعمال.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحكي لنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قصة إيمانية عظيمة، حيث كان الصحابة الكرام في بداية الإسلام يعتقدون أن أعمالهم الصالحة كلها مقبولة عند الله تعالى، ولم يكن عندهم علم بالذنوب التي قد تبطل هذه الأعمال.
فلما نزلت الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: 33]، اضطربوا لهذا التحذير الإلهي، وتساءلوا: ما هذا الشيء الذي يمكن أن يبطل أعمالنا الصالحة؟!
فاجتهد الصحابة رضي الله عنهم في فهم المراد، ورأوا -بناء على فهمهم الأول- أن ارتكاب الكبائر والفواحش هي التي تبطل الأعمال، فأصابهم الخوف والقلق على من يرتكب هذه الذنوب.
ثم نزلت الآية المبينة والمفسرة في سورة النساء: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، ففهموا أن الشرك بالله هو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله إذا مات صاحبه عليه، أما ما دون الشرك من الذنوب ( including الكبائر) فإنها تحت مشيئة الله، إن شاء غفرها وإن شاء عذب عليها، ولكنها لا تبطل جميع الأعمال الصالحة بالكلية.
فلما نزلت هذه الآية، توقف الصحابة عن القول بأن الكبائر تبطل الأعمال كلها، وأصبح موقفهم: الخوف على مرتكب الكبيرة من عذاب الله، والرجاء له بالمغفرة إذا تاب أو كانت له حسنات عظيمة.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- حرص الصحابة على العلم والفهم: لم يقبل الصحابة كلامًا حتى يتأكدوا من صحته، وسارعوا إلى النبي ﷺ ليفهموا المراد الحقيقي من الآيات.
2- التدرج في التشريع: أنزل الله الأحكام تدريجيًا ليطابق استعداد النفوس وقدرتها على الفهم والتطبيق.
3- الفرق بين الشرك والكبائر: الشرك هو أعظم الذنوب وهو لا يغفر إذا مات صاحبه عليه، أما الكبائر فإنها تحت مشيئة الله، وقد يعذب الله صاحبها ثم يدخله الجنة، أو يغفرها له برحمته.
4- الخوف والرجاء: يجب على المسلم أن يجمع بين الخوف من عقاب الله والرجاء في رحمته، فيخاف على العصاة من عذاب الله، ويرجو لهم المغفرة.
5- عدم اليأس من رحمة الله: مهما عظم ذنب العبد فإن باب التوبة مفتوح، ورحمة الله واسعة.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
- الآيتان المذكورتان في الحديث هما من أعظم الآيات في بيان عقوبة الشرك وفضل مغفرة الله لما دونه.
- يستفاد من الحديث أن ارتكاب الكبائر لا يخرج المسلم من الملة، ولكنه يفسق ويستحق الوعيد، إلا أن توبة العبد تهدم ما قبلها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعصمنا من الشرك والكبائر، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورجاله ثقات غير أبي جميل فلم أقف على ترجمته.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1433 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1408 المؤمنون يُحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 1409 لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا
- 1410 الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد
- 1411 يأكل المسلم في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1412 المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
- 1413 المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1414 أكل المومن معتدل
- 1415 المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1416 الكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1417 المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1418 في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر
- 1419 إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة
- 1420 بُعِثْتُ والساعة كهاتين
- 1421 أكلت مع النبي ﷺ خبزا ولحما أو ثريدا
- 1422 رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري
- 1423 أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
- 1424 لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
- 1425 قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة
- 1426 البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة
- 1427 لا يدخل الجنة قاطع
- 1428 فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر
- 1429 من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه
- 1430 الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
- 1431 إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته...
- 1432 الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
- 1433 الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
- 1434 لو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس
- 1435 أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
- 1436 لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا
- 1437 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته
- 1438 يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا
- 1439 كان النبي ﷺ، إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه
- 1440 معجزة تكثير الماء يوم الحديبية
- 1441 قام النبي حتى تورمت قدماه فقال: أفلا أكون عبدا شكورا
- 1442 أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا
- 1443 اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن
- 1444 الملائكة تستمع لقراءة القرآن
- 1445 إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا
- 1446 بيعة الرضوان على الثبات لا على الموت
- 1447 بيعة الصحابة على الموت في غزوة الحديبية
- 1448 لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان...
- 1449 نهى النبي ﷺ عن الخذف
- 1450 من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال
- 1451 أنتم اليوم خير أهل الأرض
- 1452 مكان بيعة الرضوان تحت الشجرة
- 1453 الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن...
- 1454 لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها
- 1455 من شهد بدرا والحديبية لا يدخل النار.
- 1456 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ
- 1457 بسم الله الرحمن الرحيم وما نعرف الرحمن الرحيم
معلومات عن حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
📜 حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








