حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)﴾
صحيح: رواه البخاري في الأدب (٥٩٩١) عن محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن الأعمش والحسن بن عمرو وفطر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».
(أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب ليس الواصل بالمكافئ)
شرح الحديث:
# 1. شرح المفردات:
● الواصل: هو الشخص الذي يصل رحمه، أي يحسن إلى أقاربه ويحافظ على العلاقة معهم.
● المكافئ: من المكافأة، وهو الذي يرد الإحسان بمثله، فيحسن إلى من أحسن إليه فقط، ولا يزيد على ذلك.
● قطعت رحمه: أي قصر أقاربه في حقه، أو أساءوا إليه، أو هجروه وأعرضوا عنه.
● وصلها: أي أحسن إليهم مع إساءتهم، وواصل العلاقة معهم رغم أن their behavior.
# 2. شرح المعنى الإجمالي للحديث:
يحدد النبي ﷺ في هذا الحديث المعيار الحقيقي للبر والصدقة في صلة الرحم، ويبين الفرق بين الفعل العادي والفعل المتميز.
- فـ "المكافئ" هو الشخص الذي يعامل أقاربه بنفس المعاملة التي يعاملونه بها، إن أحسنوا أحسن، وإن أساءوا أساء. هذه معاملة يقوم بها الكثير من الناس، وهي في الأصل معاملة عادلة، ولكنها ليست صلة الرحم الكاملة التي يمدح عليها الإنسان ويُثاب عليها ثواباً خاصاً.
- أما "الواصل" الحقيقي، الذي يستحق هذا الوصف ويثاب عليه الأجر العظيم، فهو ذلك الشخص الاستثنائي الذي يحسن إلى أقاربه حتى عندما يُسيئون إليه، ويواصل العلاقة معهم حتى عندما يقطعونها. لا ينتظر منهم مقابلة إحسانه بإحسان، بل يصبر على أذاهم ويغلب حظ نفسه وحظ دينه على حظ نفسه وهواه.
# 3. الدروس المستفادة والعبر:
1- رفع المعيار الأخلاقي: الإسلام لا يرضى للمسلم بأن يكون ردود أفعال، بل يريد منه أن يكون صانعاً للخير ومبادِراً إليه، حتى مع من لا يستحق.
2- اختبار حقيقة الإيمان: صلة الرحم بهذه الصورة (الواصل لمن قطعه) هي من أعلى درجات الإيمان وأصعبها، لأنها تحتاج إلى مجاهدة النفس وكظم الغيظ وحسن الخلق.
3- الاقتداء بالأنبياء: هذا الخلق هو خلق الأنبياء والصالحين. فقد كان نبينا محمد ﷺ يصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه.
4- سبب للبركة في الرزق والعمر: وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضل صلة الرحم، منها ما جاء في الحديث: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (متفق عليه).
5- الفوز بالأجر العظيم: الواصل بهذه الصفة ينتقل من مجرد "المكافأة" العادية إلى مرتبة "الإحسان" التي أمر الله بها في قوله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ» (النحل: 90). والإحسان هو أن تعطي أكثر مما يجب وتصبر على ما لا يجب.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
● الرحم تشمل جميع الأقارب من جهة الأب والأم، وكلما كان القريب أقرب كانت صلته أوجب.
● صلة الرحم ليست فقط بالمال، بل تكون بالزيارة، والسؤال، والهدية، وطلاقة الوجه، والدعاء، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم.
● قطع الرحم من كبائر الذنوب، قال تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ» (محمد: 22-23).
● الحكمة من هذا الأمر: فيها إصلاح للمجتمع، ونشر للمحبة، وتماسك للأسر، وإدخال للسرور على قلوب الناس، وإطفاء لنيران العداوة والبغضاء.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على صلة أرحامنا، وأن يوفقنا للإحسان إليهم في كل حال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يحدد النبي ﷺ في هذا الحديث المعيار الحقيقي للبر والصدقة في صلة الرحم، ويبين الفرق بين الفعل العادي والفعل المتميز.
- فـ "المكافئ" هو الشخص الذي يعامل أقاربه بنفس المعاملة التي يعاملونه بها، إن أحسنوا أحسن، وإن أساءوا أساء. هذه معاملة يقوم بها الكثير من الناس، وهي في الأصل معاملة عادلة، ولكنها ليست صلة الرحم الكاملة التي يمدح عليها الإنسان ويُثاب عليها ثواباً خاصاً.
- أما "الواصل" الحقيقي، الذي يستحق هذا الوصف ويثاب عليه الأجر العظيم، فهو ذلك الشخص الاستثنائي الذي يحسن إلى أقاربه حتى عندما يُسيئون إليه، ويواصل العلاقة معهم حتى عندما يقطعونها. لا ينتظر منهم مقابلة إحسانه بإحسان، بل يصبر على أذاهم ويغلب حظ نفسه وحظ دينه على حظ نفسه وهواه.
# 3. الدروس المستفادة والعبر:
1- رفع المعيار الأخلاقي: الإسلام لا يرضى للمسلم بأن يكون ردود أفعال، بل يريد منه أن يكون صانعاً للخير ومبادِراً إليه، حتى مع من لا يستحق.
2- اختبار حقيقة الإيمان: صلة الرحم بهذه الصورة (الواصل لمن قطعه) هي من أعلى درجات الإيمان وأصعبها، لأنها تحتاج إلى مجاهدة النفس وكظم الغيظ وحسن الخلق.
3- الاقتداء بالأنبياء: هذا الخلق هو خلق الأنبياء والصالحين. فقد كان نبينا محمد ﷺ يصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه.
4- سبب للبركة في الرزق والعمر: وقد وردت نصوص كثيرة تبين فضل صلة الرحم، منها ما جاء في الحديث: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (متفق عليه).
5- الفوز بالأجر العظيم: الواصل بهذه الصفة ينتقل من مجرد "المكافأة" العادية إلى مرتبة "الإحسان" التي أمر الله بها في قوله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ» (النحل: 90). والإحسان هو أن تعطي أكثر مما يجب وتصبر على ما لا يجب.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
● الرحم تشمل جميع الأقارب من جهة الأب والأم، وكلما كان القريب أقرب كانت صلته أوجب.
● صلة الرحم ليست فقط بالمال، بل تكون بالزيارة، والسؤال، والهدية، وطلاقة الوجه، والدعاء، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم.
● قطع الرحم من كبائر الذنوب، قال تعالى: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ» (محمد: 22-23).
● الحكمة من هذا الأمر: فيها إصلاح للمجتمع، ونشر للمحبة، وتماسك للأسر، وإدخال للسرور على قلوب الناس، وإطفاء لنيران العداوة والبغضاء.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على صلة أرحامنا، وأن يوفقنا للإحسان إليهم في كل حال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
قال سفيان: لم يرفعه الأعمش إلى النبي ﷺ، ورفعه حسن وفطر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1432 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1407 الشهيد يغفر له كل ذنب الا الدين
- 1408 المؤمنون يُحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 1409 لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا
- 1410 الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد
- 1411 يأكل المسلم في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1412 المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
- 1413 المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1414 أكل المومن معتدل
- 1415 المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1416 الكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1417 المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء
- 1418 في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر
- 1419 إذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة
- 1420 بُعِثْتُ والساعة كهاتين
- 1421 أكلت مع النبي ﷺ خبزا ولحما أو ثريدا
- 1422 رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري
- 1423 أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
- 1424 لا أزال أغفر لهم ما استغفروني
- 1425 قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة
- 1426 البغي وقطيعة الرحم من أعجل الذنوب عقوبة
- 1427 لا يدخل الجنة قاطع
- 1428 فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر
- 1429 من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه
- 1430 الرحم شجنة فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
- 1431 إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته...
- 1432 الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
- 1433 الكبائر والفواحش تبطل الأعمال
- 1434 لو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس
- 1435 أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس
- 1436 لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا
- 1437 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته
- 1438 يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا
- 1439 كان النبي ﷺ، إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه
- 1440 معجزة تكثير الماء يوم الحديبية
- 1441 قام النبي حتى تورمت قدماه فقال: أفلا أكون عبدا شكورا
- 1442 أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا
- 1443 اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن
- 1444 الملائكة تستمع لقراءة القرآن
- 1445 إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا
- 1446 بيعة الرضوان على الثبات لا على الموت
- 1447 بيعة الصحابة على الموت في غزوة الحديبية
- 1448 لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان...
- 1449 نهى النبي ﷺ عن الخذف
- 1450 من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال
- 1451 أنتم اليوم خير أهل الأرض
- 1452 مكان بيعة الرضوان تحت الشجرة
- 1453 الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن...
- 1454 لا يدخل النار من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها
- 1455 من شهد بدرا والحديبية لا يدخل النار.
- 1456 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ
معلومات عن حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
📜 حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








