حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قراءة النبي ﷺ سورة الفتح بالترجيع

عن عبد الله بن مغفل المزني قال: رأيت رسول الله ﷺ يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قال: فرجَّع فيها قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يحكي النبي ﷺ فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آآ آثلاث مرات.

متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٥٤٠) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٩٤: ٢٣٧) كلاهما من طريق شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن عبد الله بن مغفل، فذكره.

عن عبد الله بن مغفل المزني قال: رأيت رسول الله ﷺ يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح - أو من سورة الفتح - قال: فرجَّع فيها قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفل، وقال: لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يحكي النبي ﷺ فقلت لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آآ آثلاث مرات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه بيان هيئة قراءة النبي ﷺ وتطريبه صوته بالقرآن. وإليك الشرح الوافي له على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● يوم الفتح: يقصد به فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● يقرأ سورة الفتح: أي سورة "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" (سورة الفتح، الآية: 1).
● فرجَّع فيها: الترجيع في القراءة يعني ترديد الصوت وتحسينه بمدّ النغم وتكراره بطريقة melodic، مما يزيد في جمال التلاوة وطربها دون خروج عن قواعد التجويد.
● يحكي: أي يقلّد ويُحاكي ويُشبه.
● آ آ آ: هذه حروف تدل على المدّ والترديد في الصوت، أي أنه كان يمد صوته ويكرر النغمة.

2. شرح الحديث:


يروي الصحابي الجليل عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه أنه شاهد النبي ﷺ في يوم فتح مكة، وكان النبي راكباً على ناقته، يقرأ سورة الفتح (أو جزءاً منها) بصوت جميل مُرَجَّع، أي كان يمد صوته ويحسنه بطريقة تبعث الطمأنينة والجمال في السمع.
ثم إن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (وهو خليفة فيما بعد) كان يحكي ويقلد قراءة ابن مغفل التي سمعها من النبي ﷺ، وقال معاوية: "لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجّع ابن مغفل يحكي النبي ﷺ"، يعني أنه كان يخشى إذا رجّع في القراءة مثلما فعل النبي أن يتجمع الناس حوله ظناً منهم أن هناك أمراً غير عادي، فكان يتورع عن ذلك.
فسأله الراوي (وهو أحد التابعين) عن كيفية هذا الترجيع، فأجاب معاوية بأنه كان يقول "آ" ثلاث مرات، أي كان يمد صوته في المواضع المناسبة من الآية بتكرار النغمة بشكل متتالٍ جميل.

3. الدروس المستفادة منه:


● استحباب تحسين الصوت بالقرآن: الحديث دليل على مشروعية تحسين الصوت وتطريبه عند تلاوة القرآن، ما دام لا يخرج عن حدود الشرع (كالتغني المذموم الذي يخل بالكلمات أو يقصد به التمثيل واللهو).
● هدي النبي ﷺ في القراءة: كان النبي يُرَجِّع في قراءته، وهذا من كمال أدبه مع كلام الله تعالى، وهو سنة ينبغي للمسلم أن يحاول الاقتداء بها ضمن استطاعته.
● التواضع وخشية الرياء: قول معاوية "لولا أن يجتمع الناس عليكم" يدل على حرص السلف على تجنب مواطن الشبهات والرياء، وعدم فعل المستحب إذا كان سيؤدي إلى فتنة أو لفت انتباه الناس بشكل مبالغ فيه.
● جواز المحاكاة في الخير: محاكاة معاوية لقراءة ابن مغفل والتي هي بدورها تحكي قراءة النبي، تدل على جواز تقليد أهل الخير والفضل في هيئاتهم المشروعة.
● التحديث بنعم الله: قراءة سورة الفتح في يوم فتح مكة فيها معنى الشكر والفرح بنعمة الله، وهذا درس في ذكر النعم والفرح بها ضمن حدود الشرع.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الترجيع في القراءة: هو نوع من التدوير وتحسين الصوت، وهو جائز بشرط ألا يؤدي إلى زيادة حرف أو نقصانه، أو إلى التمطيط المذموم. وقد وردت أحاديث أخرى في فضل تحسين الصوت بالقرآن، مثل قوله ﷺ: «زينوا القرآن بأصواتكم» (رواه أبو داود والنسائي وهو حسن).
سورة الفتح: نزلت بعد صلح الحديبية، تبشر بفتح مكة ونصر المؤمنين، فكان من المناسب أن يقرأها النبي ﷺ عند دخوله مكة منتصراً.
● الاقتداء بالنبي في كل شيء: هذا الحديث يظهر حرص الصحابة والتابعين على نقل كل صغيرة وكبيرة عن النبي، حتى في كيفية قراءته وتلاوته، مما يدل على كمال محبتهم واتباعهم له.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا حسن التلاوة والتدبر والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التوحيد (٧٥٤٠) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٩٤: ٢٣٧) كلاهما من طريق شعبة، عن معاوية بن قرّة، عن عبد الله بن مغفل، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1437 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب