حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٢)﴾

عن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوةً لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال: «ابْغِنِيْ أحجارا أستنفض بها، ولا تأتِني بعظم، ولا بروثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ معه فقلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: «هما
من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظمٍ ولا بروثةٍ إلا وجدوا عليها طعامًا».

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٦٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوةً لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال: «ابْغِنِيْ أحجارا أستنفض بها، ولا تأتِني بعظم، ولا بروثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ معه فقلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: «هما
من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظمٍ ولا بروثةٍ إلا وجدوا عليها طعامًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي تحوي فوائد جليلة تتعلق بالجن وآداب قضاء الحاجة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله تعالى.

الحديث بتمامه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي ﷺ إداوةً لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها فقال: «من هذا؟» فقال: أنا أبو هريرة. فقال: «ابْغِنِيْ أحجارا أستنفض بها، ولا تأتِني بعظم، ولا بروثة». فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيتُ معه فقلت: ما بالُ العظم والروثة؟ قال: «هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين - ونعم الجن - فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظمٍ ولا بروثةٍ إلا وجدوا عليها طعامًا».

1. شرح المفردات:


● إداوة: إناء صغير من جلد يُحفظ فيه الماء.
● أستنفض بها: أي أتطهر بها بعد قضاء الحاجة، والاستنفاض هو الاستجمار بالأحجار لإزالة النجاسة.
● عظم: ما بقي من الحيوان بعد ذبحه وأكله.
● روثة: الروث هو فضلات الحيوانات من بعير أو غنم.
● وفد جن نصيبين: جماعة من الجن جاءوا من منطقة نصيبين (وهي مدينة معروفة بين الموصل والجزيرة).
● نعم الجن: أي هم خير الجن وصفوة منهم.
● الزاد: الطعام.

2. شرح الحديث:


كان أبو هريرة رضي الله عنه يخدم النبي ﷺ ويصحبه في أسفاره وحاجاته، ففي هذه القصة كان يحمل له الإداوة التي فيها الماء للوضوء ولقضاء الحاجة. وعندما ذهب النبي ﷺ لقضاء حاجته، طلب من أبي هريرة أن يجلب له أحجارًا ليتطهر بها (وهذا ما يسمى الاستجمار)، ونهاه أن يأتي بعظم أو روثة.
ففعل أبو هريرة ما أمره، ثم بعد أن فرغ النبي ﷺ سأله عن الحكمة من النهي عن العظم والروثة، فأخبره النبي ﷺ أن العظم والروثة هما من طعام الجن، وذلك لأن وفدًا من الجن من نصيبين قد جاءوه وسألوه الزاد (الطعام)، فدعا الله تعالى لهم أن يجعل لهم طعامًا في العظام والروث، فلا يمرون بعظم ولا روثة إلا وجدوا عليه طعامًا.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز الاستجمار بالأحجار: وهو إزالة النجاسة بالأحجار بدل الماء، وهذا من سنن الفطرة.
● تحريم الاستجمار بالعظم والروث: لأنهما طعام لإخواننا من الجن، فلا يجوز إهانة طعامهم أو استخدامه في إزالة الأذى.
● رحمة النبي ﷺ وعنايته بجميع المخلوقات: حتى الجن، فقد استجاب لطلبهم ودعا لهم بالرزق.
● الإيمان بوجود الجن: وأنهم مكلفون مثل البشر، ويأكلون ويشربون.
● خدمة الصحابة للنبي ﷺ: وحبهم لصحبته ومساعدته في جميع أحواله.
● استحباب السؤال عن الحكمة من الأحكام: كما فعل أبو هريرة رضي الله عنه، مما يزيد الإيمان والفهم.
● بركة دعاء النبي ﷺ: حيث استجاب الله دعاءه للجن.

4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالجن.
- الاستجمار يكون بثلاثة أحجار على الأقل، وينبغي أن تكون طاهرةً قادرةً على إزالة النجاسة.
- هذا الحديث يدل على كرم النبي ﷺ وحسن خلقه، حيث لم يبخل على الجن بالدعاء لهم.
- فيه إثبات أن الجن يأكلون، ولكن طعامهم يختلف عن طعام البشر، فهم يأكلون العظام والروث بعد أن يدعو لهم النبي بالبركة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ في كل صغيرة وكبيرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٦٠) عن موسى بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدي، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1403 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

  • 📜 حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتني بعظم ولا بروثة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب