حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (١١)﴾

عن البراء قال: لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله، وقال: «لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا». فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عهد إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صُرِفَ وجوهُهم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: «لا تجيبوه». فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: «لا تجيبوه». فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعل هبل. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه». قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل». قال أبو سفيان: لنا العزَّى ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه». قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم». قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: فذكره.

عن البراء قال: لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله، وقال: «لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا». فلما لقينا هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عهد إليَّ النبي ﷺ أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صُرِفَ وجوهُهم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: «لا تجيبوه». فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: «لا تجيبوه». فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعل هبل. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه». قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله أعلى وأجل». قال أبو سفيان: لنا العزَّى ولا عزى لكم. فقال النبي ﷺ: «أجيبوه». قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم». قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه، يروي لنا أحداث غزوة أحد، وهي من الغزوات المهمة في تاريخ الإسلام، والتي فيها دروس وعبر عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● لقينا المشركين يومئذ: أي التقى المسلمون مع كفار قريش في غزوة أحد.
● وأجلس النبي ﷺ جيشا من الرماة: أي وضع النبي ﷺ مجموعة من الرماة على جبل الرماة (ممر جبلي استراتيجي).
● وأمَّر عليهم عبد الله: وهو عبد الله بن جبير رضي الله عنه، جعله قائداً على هؤلاء الرماة.
● لا تبرحوا: لا تتحركوا من مكانكم.
● ظهرنا عليهم: انتصرنا عليهم.
● هربوا: فر الكفار من أرض المعركة.
● النساء يشتددن في الجبل: النساء يسرعن في الصعود إلى الجبل هرباً.
● بدت خلاخلهن: ظهرت أساورهن التي في أرجلن.
● الغنيمة الغنيمة: دعوا لجمع الغنائم من أموال الكفار التي تركوها.
● صُرِفَ وجوهُهم: انهزموا وتراجعوا.
● أشرف أبو سفيان: نظر من مكان مرتفع ونادى.
● كذبت يا عدو الله: رد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي سفيان.
● اعل هبل: هبل هو صنم كان لقريش، ومعناه علا وشرف هبل (على سبيل التفاخر بالباطل).
● الله أعلى وأجل: الله أعلى من كل شيء وأعظم.
● لنا العزَّى ولا عزى لكم: العزى صنم آخر لقريش، يفخرون به.
● الله مولانا ولا مولى لكم: الله هو ناصرنا وولينا وليس لكم ناصر.
● يوم بيوم بدر: أي أن انتصاركم في بدر يقابله انتصارنا اليوم في أحد.
● الحرب سجال: أي أن الحرب دول بين الفريقين.
● مثلة لم آمر بها: أي تشويه في القتلى (مثل ما فعلت قريش بجثة حمزة رضي الله عنه) وأنكر أبو سفيان أنه أمر بذلك.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا البراء بن عازب رضي الله عنه عن غزوة أحد، حيث وضع النبي ﷺ مجموعة من الرماة على جبل الرماة بقيادة عبد الله بن جبير، وأمرهم بعدم مغادرة مكانهم سواء انتصر المسلمون أو انهزموا، وذلك لحماية ظهور المسلمين من أي كمين.
ولكن عندما بدأ الكفار يفرون، ظن الرماة أن المعركة انتهت، فترك معظمهم مواقعهم لجمع الغنائم، مخالفين أمر النبي ﷺ. وعندما انكشف ظهر المسلمين، انتهز خالد بن الوليد (وكان يومئذ مشركاً) الفرصة، وهاجم المسلمين من الخلف، فحدثت الهزيمة واستشهد سبعون من الصحابة.
ثم جاء أبو سفيان ونادى يسأل عن النبي ﷺ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ظناً منه أنهم قتلوا. فأمر النبي ﷺ بعدم الرد عليه حتى لا يعرف أنهم أحياء. ولكن عندما ادعى أبو سفيان أنهم قتلوا، لم يستطع عمر رضي الله عنه السكوت، فرد عليه. ثم تفاخر أبو سفيان بأصنامه، فرد المسلمون بكلمات التوحيد بإذن النبي ﷺ.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- وجوب طاعة النبي ﷺ ولو لم تفهم الحكمة: لو أن الرماة أطاعوا الأمر ولو بدا لهم أن المعركة انتهت، لما حدثت الهزيمة.
2- خطر حب الدنيا: حب الغنائم والدنيا كان سبباً في معصية الأمر، مما أدى إلى المصيبة.
3- الصبر عند المحن: النبي ﷺ وأصحابه صبروا على الأذى ولم ييأسوا.
4- الثبات على التوحيد: حتى في أحلك الظروف، كان رد المسلمين بكلمات التوحيد على تفاخر المشركين بالأصنام.
5- أن الحرب قد تكون فيها انتصارات وهزائم: كما قال أبو سفيان: "الحرب سجال"، ولكن العاقبة للمتقين.


رابعاً. معلومات إضافية:


- الغزوة حدثت في السنة الثالثة للهجرة.
- استشهد فيها حمزة بن عبد المطلب عم النبي ﷺ، بجانب سبعون من خيرة الصحابة.
- الحديث يدل على أن الهزيمة كانت بسبب معصية أمر النبي ﷺ، وليس لأن الله تخلى عن المسلمين.
- فيه بيان حكمة النبي ﷺ العسكرية بوضع الكمائن وحماية الظهر.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٠٤٣) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1409 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

  • 📜 حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب