حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)﴾

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في إثره فليصل رحمه».

صحيح: رواه البخاري في الأدب (٥٩٨٥) عن إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن معن، قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سَرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في إثره فليصل رحمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يجمع بين الترغيب في عمل صالح والجزاء العاجل في الدنيا قبل الآخرة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
رواه البخاري (رقم 5985) ومسلم (رقم 2557).


أولاً. شرح المفردات:


● سَرَّهُ: أي أعجبه وأفرحه.
● يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ: أي يُوسَّع له في رزقه ويكثر خيره وبركته.
● يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ: قيل في تفسيرها معنيان صحيحان:
1- يُؤَخَّر له في أجله فيزاد في عمره. وهذا قول جمهور العلماء.
2- يُذكر بخير بعد موته ويُثنى عليه، ويكون له ذكر حسن. وهو قول بعض أهل العلم.
● فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ: أي فليواصل أقاربه ويحسن إليهم، مادياً ومعنوياً، ويدفع عنهم الأذى.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن صلة الرحم من أعظم الأسباب التي يجلب الله بها للعبد الخير في دنياه، فيوسع عليه في رزقه، ويزيد في عمره وبركته، أو يخلد له الذكر الحسن بعد وفاته.
والمراد بالزيادة في العمر: إما الزيادة الحقيقية بأن يطول عمره بالفعل، أو الزيادة المعنوية بأن يبارك الله له في وقته وعمره، فيعمل في سنوات قليلة من الطاعات ما لا يعمله غيره في سنين طويلة، فيكون عمره مباركاً نافعاً. وكلا المعنيين صحيح.
وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث جعل لأعمال البر آثاراً حسنة في حياة العبد الدنيوية، إلى جانب الأجر العظيم في الآخرة.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل صلة الرحم وعظم أجرها: فهي من الأعمال التي يحبها الله تعالى، وقد قرنها الله تعالى بعبادات عظيمة في قوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1].
2- الترغيب في الخير بالجزاء الدنيوي: فالإسلام يربي المؤمن على عمل الصالحات طمعاً في ثواب الله، وخوفاً من عقابه، ويذكر أيضاً بعض الجزاءات العاجلة في الدنيا ترغيباً وتحبيباً للخير.
3- البركة في الرزق والعمر مرتبطة بالطاعة: فالمؤمن يطلب الرزق الحلال مع الأخذ بالأسباب، ولكن بركة هذا الرزق واتساعه مرتبط بتقوى الله وطاعته، ومنها صلة الرحم.
4- المؤمن لا ينقطع عن أهله وأقاربه: حتى لو قاطعوه، فإنه يصلهم ويحسن إليهم، امتثالاً لأمر الله ورسوله، طمعاً في الأجر والجزاء.
5- الجزاء من جنس العمل: كما أنك تصل رحمك وتواصل من قطعك، فإن الله يوسع عليك في رزقك ويصل لك في عمرك وذكرك.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الرحم تشمل كل قريب ذي رحم، من الأصول (كالوالدين والجدود)، والفروع (كالأولاد وأولادهم)، والحواشي (كالإخوة وأولادهم، والأعمام وأولادهم، والأخوال وأولادهم).
● صلة الرحم تكون بالإحسان المادي كالهدايا والهبات، والمعنوي كالزيارة والسؤال والسلام، ودفع الأذى عنهم.
● قطيعة الرحم من الكبائر، وقد توعد الله عليها، قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22-23].
- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ التي أخبر بها عن أمور غيبية، حيث أثبت الطب الحديث أن الروابط الاجتماعية القوية والإحسان إلى الأقارب يزيد في سعادة الإنسان وراحته النفسية، مما ينعكس إيجاباً على صحته وعمره.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصلة أرحامنا، وأن يبسط لنا في أرزاقنا، ويبارك لنا في أعمارنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٥٩٨٥) عن إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن معن، قال: حدثني أبي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1429 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

  • 📜 حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من سره أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب