حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)﴾

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك»، ثم قال رسول الله ﷺ: «اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٣١) ومسلم في البر والصلة (٢٥٥٤) كلاهما من
طريق حاتم بن إسماعيل، عن معاوية بن أبي مزرَّد مولى بني هاشم، قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك»، ثم قال رسول الله ﷺ: «اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)﴾».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك»، ثم قال رسول الله ﷺ: «اقرؤوا إن شئتم: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)». [رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


● قامت الرحم: أي تحدثت الرحم وشكت إلى الله تعالى.
● مقام العائذ: موضع المستجير والمعتصم.
● القطيعة: قطع الصلة وعدم التواصل.
● أصل من وصلك: أُعطي الثواب وأواصل بالخير من وصلني بطاعتي.
● أقطع من قطعك: أقطع الخير وأهجر من قطع صلتك بعصياني.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث العظيم أن الله تعالى بعد أن خلق الخلق، قامت الرحم (وهي قرابة الإنسان) تشكو إلى الله وتستجير به من أن يقطعها الناس، فقالت: هذا مقام المستجير بك من القطيعة. فأجابها الله تعالى بأنه سيصل من يصلها (أي من يحافظ على صلة الرحم ويبر أقاربه) وسيقطع من يقطعها (أي من يقاطع أقاربه ويقطع صلتهم). فوافقت الرحم على هذا العدل الإلهي.
ثم أمر النبي ﷺ بقراءة الآيات من سورة محمد التي توعد الله فيها الذين يقطعون أرحامهم ويُفسدون في الأرض باللعنة والصمم العمي عن الحق.


3. الدروس المستفادة:


1- عظم حق الرحم: الحديث يبين المكانة العظيمة لصلة الرحم عند الله تعالى، حتى أن الله خصها بهذا المقام.
2- الجزاء من جنس العمل: من وصل رحمه وصله الله بالخير والبركة، ومن قطعها قطعه الله وأبعده عن رحمته.
3- الوعيد الشديد: قطع الرحم من الكبائر التي توعد الله فاعلها باللعنة والخزي في الدنيا والآخرة.
4- الحث على التدبر: الأمر بقراءة الآيات يدعو إلى التفكر في عواقب قطع الرحم والتحذير منها.


4. معلومات إضافية:


● الرحم تشمل الأقارب من جهة الأب والأم، ويجب صلتها حسب القدرة والإمكان.
● صلة الرحم لا تقتصر على رد الزيارة أو السلام، بل تشمل الإحسان المادي والمعنوي والتواصل بالخير.
● الحديث من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي ﷺ عن ربه.
● من فضائل صلة الرحم: يطيل في العمر، وزيادة في الرزق، ومحبة في الأهل، كما في الأحاديث الأخرى.
نسأل الله أن يصل أرحامنا، ويبعد عنا قطيعتها، ويجعلنا من الواصلين لا من القاطعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٣١) ومسلم في البر والصلة (٢٥٥٤) كلاهما من
طريق حاتم بن إسماعيل، عن معاوية بن أبي مزرَّد مولى بني هاشم، قال: حدثني عمي أبو الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لمسلم، ولم يسق البخاري لفظه كاملا بهذا الإسناد بل أحال على إسناد قبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1425 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

  • 📜 حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب