حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (٣)﴾

عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنعُ هذا يا رسولَ الله، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذَنْبِكَ وما تأخَّر؟ قال: «أَفلا أحبُّ أن أكون عبدًا شكورًا»، فلما كَثُر لحْمه صلَّى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٣٧)، ومسلم في صفة القيامة (٢٨٢٠) كلاهما من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنعُ هذا يا رسولَ الله، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذَنْبِكَ وما تأخَّر؟ قال: «أَفلا أحبُّ أن أكون عبدًا شكورًا»، فلما كَثُر لحْمه صلَّى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث عائشة رضي الله عنها الذي ذكرته من الأحاديث العظيمة التي تبين عبادة النبي ﷺ وشكره لربه تعالى، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● تتفطر قدماه: أي تتشقق من طول القيام والعبادة.
● غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر: أي أن الله قد غفر للنبي ﷺ كل ذنوبه السابقة واللاحقة.
● عبداً شكوراً: العبد الذي يشكر نعم الله تعالى ويستخدمها في طاعته.
● كثر لحمه: أي زاد وزنه أو تقدم به السن فأصبح من الصعب عليه القيام لفترات طويلة.

ثانياً. شرح الحديث:


كان النبي ﷺ يقوم الليل ويصلي حتى تتشقق قدماه من طول القيام والعبادة، فسألته عائشة رضي الله عنها متعجبة: لماذا تبذل هذا الجهد العظيم في العبادة مع أن الله قد غفر لك كل ذنوبك؟ فأجابها ﷺ: "أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً"، أي أنه يريد أن يشكر الله على نعمه العظيمة عليه، ومن أعظمها مغفرة الذنوب.
ثم بينت عائشة أنه عندما تقدم به السن وكثر لحمه (أي أصبح من الصعب عليه القيام طويلاً)، كان يصلي جالساً، فإذا أراد أن يركع قام وقرأ ثم ركع.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- اجتهاد النبي ﷺ في العبادة: مع أنه معصوم ومغفور له، إلا أنه كان أكثر الناس عبادة وشكراً لله تعالى.
2- الشكر لله على النعم: أعظم الشكر هو استخدام النعم في طاعة الله، فمغفرة الذنوب نعمة عظيمة تستدعي الشكر بالعبادة.
3- التيسير في العبادة عند الحاجة: عندما كبر النبي ﷺ أو صعب عليه القيام، خفف على نفسه بالصلاة جالساً، يظهر that Islam is a religion of ease and practicality.
4- استمرارية العبادة: لم يترك النبي ﷺ العبادة مع تقدم سنه، بل استمر عليها بما يناسب حاله.
5- حب النبي ﷺ للشكر: كان يحب أن يكون عبداً شكوراً، وهذا من كمال إيمانه وتقواه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أحاديث فضائل النبي ﷺ وعبادته، وهو يدل على أن العبادة ليست فقط للتكفير عن الذنوب، بل هي شكر لله على نعمه.
- الصلاة جالساً للمعذور لها أجر الصلاة قائماً، كما في الحديث: "إذا مرض العبد أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً" (رواه البخاري).
- ينبغي للمسلم أن يجتهد في العبادة حسب طاقته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
أسأل الله أن يجعلنا من عباده الشكورين، وأن يوفقنا لطاعته وعبادته كما يحب ويرضى.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٣٧)، ومسلم في صفة القيامة (٢٨٢٠) كلاهما من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1442 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

  • 📜 حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب