حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)﴾

عن البراء قال: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي ﷺ أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي ﷺ فأتاها، فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ، ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: فذكره.

عن البراء قال: تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية، كنا مع النبي ﷺ أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها فلم نترك فيها قطرة، فبلغ ذلك النبي ﷺ فأتاها، فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء من ماء فتوضأ، ثم مضمض ودعا ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنها أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● تعدون أنتم الفتح: أي تحسبون وتظنون أن الفتح الحقيقي هو فتح مكة فقط.
● بيعة الرضوان: هي البيعة التي حدثت تحت الشجرة في الحديبية، وقد رضي الله عن الصحابة الذين بايعوا النبي ﷺ فيها، فنزل قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
● الحديبية: اسم مكان قرب مكة، وفيه بئر.
● بئر، فنزحناها: البئر هي الحفرة العميقة التي يستخرج منها الماء، ونزحناها: أي استخرجنا كل مائها حتى جفّت.
● على شفيرها: حافتها أو طرفها.
● مضمض: أدخل الماء في فمه ثم طلقه.
● صبه فيها: سكب الماء الذي توضأ فيه في البئر.
● أصدرتنا: أروتنا وأعطتنا من الماء ما يكفينا.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه عن رأي الصحابة في تعريف "الفتح"، فيقول إن الناس (أي بعض المتأخرين أو غير المطلعين) يظنون أن الفتح العظيم هو فتح مكة، وهو بلا شك فتح عزيز، لكن الصحابة الذين عاصروا النبي ﷺ كانوا يرون أن "الفتح" الحقيقي هو بيعة الرضوان في الحديبية، وذلك لأنها كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ الدعوة الإسلامية.
ثم يشرح البراء القصة الكاملة: كان النبي ﷺ خرج مع أصحابه إلى مكة في السنة السادسة للهجرة لأداء العمرة، وكان عددهم حوالي 1400 صحابي. وعندما وصلوا إلى الحديبية، وجدوا بئراً هناك، فشربوا منها واستقوا حتى نضب ماؤها وجفت. فلما علم النبي ﷺ بذلك، جاء إلى البئر وجلس على حافتها، ودعا بإناء من الماء فتطهر منه (توضأ)، ثم تمضمض و دعا الله تعالى بدعاء (وهو سرُّ المعجزة)، ثم سكب الماء الذي تمضمض فيه في البئر الجافة.
فكانت بركة دعائه ﷺ أن فاضت البئر بالماء مرة أخرى، بل أصبح ماؤها غزيراً جداً، حتى كفى كل الصحابة ورواءهم، ودوابهم، وشربوا جميعاً منه.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة بيعة الرضوان: الحديث يرفع من شأن بيعة الرضوان ويبين أنها كانت فتحاً مبيناً ونقطة تحول تاريخية، حيث كانت مقدمة لفتح مكة، ونزل فيها قرآن يتلى، ورضي الله عن المشاركين فيها.
● بركة النبي ﷺ ودعائه: القصة يظهر معجزة حسية لنبينا ﷺ، حيث جعل الله تعالى الماء يتفجر من بئر جافة بدعائه وبركته، مما يزيد المؤمنين يقيناً بنبوته.
● التوكل على الله والأخذ بالأسباب: النبي ﷺ لم يجلس منتظراً المعجزة، بل أخذ بالأسباب (جلس على البئر، وتوضأ، ودعا)، ثم جاءت المعجزة من الله.
● قوة الإيمان والصدق مع الله: الصحابة كانوا في ظرف صعب (منعوا من العمرة، والبئر جفت)، ولكن ثباتهم وبيعتهم تحت الشجرة كانت سبباً في نصر عظيم.
● أن المعيار في تقييم الأحداث هو ما يراه الله ورسوله والصحابة: فما يراه الناس "فتحاً" قد يكون مختلفاً عما يراه أهل الإيمان والعلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● بيعة الرضوان تسمى أيضاً "بيعة الشجرة"، وقد بايع الصحابة النبي ﷺ على عدم الفرار من الحرب والثبات، وكانت في ظروف صعبة حيث منعهم المشركون من دخول مكة.
- نزلت سورة الفتح تخليداً لهذا الحدث العظيم، وسميت السورة بهذا الاسم.
- عدد الصحابة في البيعة كان 1400، ويقال إن الله قد غفر لهم جميعاً بسبب هذه البيعة.
- هذه المعجزة (تفجير الماء من البئر الجافة) تشبه معجزة أخرى له ﷺ، مثل تكثير الماء بين يديه في غزوة الحديبية وغيرها.
أسأل الله أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يجعلنا من المتبعين لهديه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٥٠) عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1440 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

  • 📜 حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: معجزة تكثير الماء يوم الحديبية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب