المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (١٢)﴾

عن عمرو قال: كان نهيك رجلا أكولا، فقال له ابن عمر: إن رسول الله ﷺ قال: «إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء»، فقال: أنا أؤمن بالله ورسوله.

صحيح: رواه البخاري في الأطعمة (٥٣٩٥) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه عمرو عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:

تخريج الحديث:

هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5393) ومسلم في صحيحه (رقم 2060).

شرح المفردات:

● نهيك: هو رجل من التابعين، كان معاصرًا لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
● أكولا: أي كثير الأكل، شديد الشهية للطعام.
● سبعة أمعاء: كناية عن كثرة الأكل والشره، وليس المقصود العدد الحرفي، بل المبالغة في وصف سعة الأكل.

شرح الحديث:

يخبرنا التابعي عمرو أن رجلاً يُدعى "نهيك" كان معروفًا بكثرة أكله وشدة شهيته للطعام. فلما رآه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على هذه الحال، نصحه تذكيرًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يصف كثرة أكل الكفار وشرههم، حيث قال: «إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء».
فأجابه نهيك بقوله: "أنا أؤمن بالله ورسوله"، أي أنه يعترف بأنه كثير الأكل، لكنه يبرئ نفسه من صفة الكفر، ويعلن إيمانه بالله ورسوله، مفهمًا أن كثرة أكله لا تعني كفره، ولكنه يعترف بأنها خصلة ذميمة.

الدروس المستفادة والعبر:

1- التوجيه النبوي بالرفق: كان توجيه ابن عمر رضي الله عنه لنَهيك بأسلوب لطيف، حيث لم يوبخه مباشرة، بل ذكره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على حسن التربية وأسلوب الحكمة في النصح.
2- ذم الإسراف في الأكل: الحديث يوجه إلى الاعتدال في الطعام وعدم الإسراف فيه، لأن الكفار – بسبب بعدهم عن منهج الله – يتبعون أهواءهم فيملؤون بطونهم دون ضابط شرعي.
3- الفرق بين المسلم والكافر في السلوك: المسلم يتصف بالاعتدال في كل أموره، ومنها الأكل والشرب، كما قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. أما الكافر فيغلب عليه الشره واتباع الهوى.
4- قبول النصيحة والاعتراف بالخطأ: كان رد "نهيك" يدل على حسن استماعه للنصيحة، حيث لم يغضب أو يستكبر، بل اعترف بحقيقة حاله وأكد على إيمانه، مما يدل على تواضعه ورغبته في التغيير.
5- لا ينبغي للمسلم أن يشابه الكفار: الحديث يحذر المسلم من أن يتشبه بالكافرين في سلوكياتهم، ومنها الإسراف في الأكل والشراب.

تنبيه:

ليس المقصود من الحديث أن كل من كثر أكله فهو كافر، حاشا وكلا، بل المقصود الذم والتحذير من التشبه بأخلاق الكفار. وقد فهم "نهيك" هذا المعنى، فأكد على إيمانه.

خاتمة:

الحديث يدعو المسلم إلى الاعتدال في طعامه وشرابه، ويحثه على التأدب بآداب الإسلام التي جاءت للارتقاء بالإنسان وعدم اتباع الهوى. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأطعمة (٥٣٩٥) عن علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، قال: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1417 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

📜 حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمن يأكل في مِعًى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية