حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)﴾

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «من أحب أن يُبْسَطَ له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليَصِلْ رحمه».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٥٩٨٦) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٥٧: ٢١) كلاهما من طريق الليث بن سعد، حدثني عُقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: «من أحب أن يُبْسَطَ له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليَصِلْ رحمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يحثنا على خُلُق كريم ويبشرنا بثماره العاجلة في الدنيا قبل الآجلة في الآخرة.

الحديث بلفظه:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».
(رواه البخاري ومسلم)


أولاً. شرح المفردات:


● يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ: البسط هو السعة والزيادة. أي: من أحب أن يُوسَّع له في رزقه، فيكثر خيره ويَتَّسع عليه أمر معيشته.
● يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ: "يُنْسَأ" من النَّسْء، وهو التأخير والإبطاء. و"أثره" هنا يعني أجله وعمره. أي: من أحب أن يُؤخَّر له في أجله، فيُزاد في عمره.
● فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ: الوصل ضد القطع. و"الرحم" هم الأقارب من جهة الأب والأم. فمعناه: فليبر أقاربه ويحسن إليهم، ولا يقطعهم.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن لنا النبي ﷺ في هذا الحديث因果ية (سببًا ونتيجة) واضحة بين عملين:
1- السبب: صلة الرحم، وهي الإحسان إلى الأقارب بالمال والقول والفعل، وزيارتهم، والسؤال عنهم، ومواساتهم في الشدائد، والصفح عن زلاتهم.
2- النتيجة: نتيجتان دنيويتان عاجلتان يحبهما كل إنسان:
● سعة في الرزق: بأن يبارك الله له في ماله وقوته، فيكفيه القليل ويوسع عليه من فضله.
● زيادة في العمر: والمقصود بالزيادة هنا على وجهين:
- *زيادة حقيقية*: بأن يزيد الله في عمره بالفعل.
- *زيادة بركة*: وهو المعنى الراجح عند many scholars، بأن يبارك الله له في عمره، فيوفقه لطاعته، وينجح في أعماله، فيحصل في سنوات قليلة من الخير والنجاح ما لا يحصله غيره في سنين طويلة، فيكون عمره مباركًا نافعًا.
فالحديث يربط بين البركة في المال والعمر وبين صلة الأقارب، مما يجعلها من أعظم أبواب الخير الدنيوي والأخروي.


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على صلة الرحم: فهي من أعظم القربات وأجل الطاعات، وهي من صفات المؤمنين.
2- جزاء الإحسان إحسان: من أحسن إلى أقاربه، أحسن الله إليه في دنياه قبل آخرته.
3- البركة من الله تعالى: الرزق والعمر بيد الله وحده، وهو الذي يبسطهما ويقدرهما، وطاعته سبحانه سبب لجلب البركة.
4- الترغيب لا الترهيب: جاء الحديث بصيغة الترغيب ("من أحب") مما يجذب القلوب إلى فعل الخير محبة للخير لا خوفًا من العقاب فقط.
5- الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية: الإسلام دين المجتمع، ويحث على تماسك الأسر وترابطها، وصلة الرحم هي عماد هذا التماسك.


رابعًا. معلومات إضافية:


● منزلة صلة الرحم: هي من الأمور المُجمع على فضلها، وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بالحث عليها والتحذير من قطيعتها، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: 1].
● الرحم معلقة بالعرش: كما في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ، قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَلِكِ».
● صلة الرحم لا تكون بالمثل: فالحقيقة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، كما جاء في الحديث: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا».
نسأل الله أن يوفقنا لصلة أرحامنا، وأن يبسط لنا في أرزاقنا، ويبارك لنا في أعمارنا.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٥٩٨٦) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٥٧: ٢١) كلاهما من طريق الليث بن سعد، حدثني عُقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1428 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

  • 📜 حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فضل صلة الرحم في بسط الرزق وطول العمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب