حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨)﴾

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن هذه الآية التي في القرآن: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) قال في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سَمَّيتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٣٨) عن عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن هذه الآية التي في القرآن: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨)﴾ قال في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سَمَّيتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو من الأحاديث التي تُعرف بالإسرائيليات، أي التي يخبر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء موجود في الكتب السابقة (التوراة) تصديقاً لما معنا في القرآن، وإظهاراً لصدق نبوته.

أولاً. شرح المفردات:


● حرزًا: الحِرْز هو الحافظ والواقي والمُعصم، أي الذي يحمي من الضلال والهلاك.
● الأميين: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب منزل قبل القرآن، وسُمّوا بذلك نسبة إلى الأمية، أي عدم الكتابة والقراءة.
● سخاب: الصياح والصراخ في الخصومة والمشاجرة.
● الملة العوجاء: الملة هي الدين، والعوجاء تعني المعوجّة المنحرفة عن الحق، وهي هنا كناية عن الشرك والضلال.
● قلوبا غلفا: الغلف جمع أغلف، وهو القلب الذي عليه غشاءٌ يمنعه من فهم الحق، أي القلوب المغلقة التي لا يصلها نور الإيمان.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن الآية الكريمة من سورة الأحزاب: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} قد ورد ذكرها في التوراة التي بأيدي أهل الكتاب آنذاك، ولكن بزيادات عظيمة تصف النبي صلى الله عليه وسلم وتبين صفاته ومهمته.
وفي النص المذكور في التوراة، كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً:
1- "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين": هذا تأكيد للدور الذي ذكره القرآن، فهو شاهد على أمته يوم القيامة، ومبشر للمؤمنين بالجنة، ونذير للكافرين من النار. وزيادة "حرزًا للأميين"، أي حافظاً لهم واقياً من الضلال، يجمعهم على الحق ويحميهم من الشرك.
2- "أنت عبدي ورسولي": هذه من أعظم الصفات، فقد جمعت بين العبودية الكاملة لله والرسالة العظيمة عنه. فهي ترد على من قد يغلوا في حبه من أمته فيرفعوه فوق منزلته.
3- "سَمَّيتك المتوكل": أي أن الله سبحانه هو الذي اختار له هذا الاسم أو هذه الصفة، وهي صفة التوكل على الله في كل أمره، والاعتماد الكلي عليه، وعدم الالتفات إلى قوة الخلق وضعفهم.
4- "ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق": هذا وصف لأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم. فلم يكن فظاً في حديثه أو معاملته، ولا غليظ القلب قاسياً، ولا صيَّاحاً في الأسواق يرفع صوته في المشاجرات والخصومات، بل كان هادئ الطبع، لين الجانب، رفيقاً بالناس.
5- "ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح": هذه من قمم الأخلاق. فلم يكن رد فعله على الإساءة بمثلها، بل كان يتجاوز ويعفو، ويصفح عن الناس حتى عن الذين آذوه في مكة. وهذا من أسباب دخول الناس في دين الله أفواجاً.
6- "ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء": هنا بيان للهدف الأسمى من بعثته، وهو أن الله لن يتوفاه حتى يتم لهذا الدين ويظهر على الدين كله. فمهمته هي إقامة "الملة العوجاء" – وهي دين الشرك والضلال – على الحق، وذلك "بأن يقولوا لا إله إلا الله".
7- "فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا": وهذه هي نتيجة قول "لا إله إلا الله" والإيمان بها. فكلمة التوحيد تفتح الأعين العمي التي لا ترى آيات الله، والآذان الصمَّاء التي لا تسمع الحق، والقلوب الغلف التي لا تعقله، فتنشرح بها الصدور، ويزول ما عليها من غشاوة الجهل والضلال.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته: فقد بشّرَت به الكتب السابقة وذكرت صفاته، مما يزيد المؤمن يقيناً بنبوته وصدقه.
2- كمال أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: الحديث يرسم لنا لوحة أخلاقية رائعة للنبي، فهو المتوكل، اللين، العفو، الصفوح، الذي لا يجهل على من جهل عليه. وهذا قدوة لكل داعية ومسلم.
3- أن الغاية من البعثة هي تحقيق التوحيد: فمهمة النبي الأساسية هي هداية الناس إلى كلمة "لا إله إلا الله" التي بها تصلح أحوالهم في الدنيا والآخرة.
4- قوة تأثير كلمة التوحيد: فهي مفتاح للقلوب والأبصار والآذان، تزيل ما عليها من غلاف الجهل والضلال، وتُحدث انقلاباً كلياً في حياة الإنسان.
5- الحكمة واللين في الدعوة إلى الله: من أهم أسباب نجاح الدعوة هو اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في اللين والعفو والصفح، وليس الغلظة والفظاظة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله، مما يؤكد صحته وقوته.
- فيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم بإخباره عما في الكتب السابقة.
- ينبغي للمسلم أن يتخلق
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٣٨) عن عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1445 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

  • 📜 حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب