حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)﴾

عن عبد الله بن مغفل المزني، إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي ﷺ عن الخذف.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٤١) ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٤: ٥٥)
كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل المزني، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن عبد الله بن مغفل المزني، إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي ﷺ عن الخذف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال: (إني ممن شهد الشجرة، نهى النبي ﷺ عن الخذف).

1. شرح المفردات:


● شهد الشجرة: أي حضر بيعة الرضوان تحت الشجرة، وهي البيعة التي بايع فيها الصحابة النبي ﷺ على القتال حتى الموت في صلح الحديبية سنة 6 هـ، وقد مدحهم الله تعالى في القرآن بقوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: 18].
● الخذف: هو قذف الحصى أو الحجارة الصغيرة بإصبعين (السبابة والإبهام) أو بطريقة معينة لترمي لمسافة بعيدة، وكانت عادةً للعب أو لإيذاء الآخرين أو للصيد أحيانًا.

2. شرح الحديث:


يشير عبد الله بن مغفل رضي الله عنه إلى مكانته وفضله بأنه كان من الذين حضروا بيعة الرضوان تحت الشجرة، وهي منقبة عظيمة. ثم يذكر أن النبي ﷺ نهى عن "الخذف"، وهو رمي الحصى الصغيرة بطريقة معينة.
والنهي عن الخذف جاء لعدة أسباب:
● عدم إصابة الهدف بدقة: فالخذف لا يحقق الغرض غالبًا، وقد يصيب ما لا يُراد إيذاؤه.
● إيذاء الآخرين: فقد يصيب الحصى عين إنسان أو حيوان فيؤذيه، وقد يؤدي إلى العمى أو الجروح.
● إضاعة الوقت: كان الشباب يمارسونه للعب دون فائدة، فيضيعون وقتهم فيما لا ينفع.
● عدم الجدوى في الصيد: لا يحقق الخذف صيدًا efficaceًا، بل قد يعذب الحيوان دون قتله.

3. الدروس المستفادة:


● تحريم إيذاء الآخرين: النهي عن الخذف يدخل في تحريم كل ما يؤذي المسلم أو الحيوان أو يسبب ضررًا، لقوله ﷺ: "لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ" (رواه ابن ماجة).
● الابتعاد عن اللهو الباطل: الإسلام يحث على استغلال الوقت فيما ينفع، ويذم اللهو الذي لا فائدة فيه.
● التأكيد على الرحمة: النهي عن الخذف يدل على رحمة الإسلام بالبشر والحيوان، وعدم تعذيبهم.
● أهمية التوجيه النبوي: النبي ﷺ ينهى عن الأمور التي تبدو صغيرة ولكنها قد تؤدي إلى مفاسد كبيرة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- الفقهاء استنبطوا من النهي عن الخذف تحريم كل ما يشبهه في الإيذاء أو العبث، مثل رمي الحجارة بدون هدف مفيد.
- بعض العلماء يرى أن النهي للتحريم، وآخرون للكراهة، لكن الراجح التحريم إذا كان يؤذي.
- الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل سنة النبي ﷺ حتى في الأمور الصغيرة، ليعلمها المسلمون.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٤١) ومسلم في الصيد والذبائح (١٩٥٤: ٥٥)
كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة، قال: سمعت عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل المزني، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1449 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

  • 📜 حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى النبي ﷺ عن الخذف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب