حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨)﴾

عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت.

صحيح: رواه ابن سعد في طبقاته (٢/ ١٠٠) عن عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا عبد الله بن عون، عن نافع فذكره.

عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك، هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وسأشرحه لك بطريقة واضحة ومفيدة إن شاء الله.

نص الحديث:


عن نافع قال: كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها، وأمر بها فقطعت.


1. شرح المفردات:


● الشجرة: هي الشجرة التي بايع تحتها الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة الرضوان (سنة 6 هـ في الحديبية).
● الرضوان: اسم يُطلق على هذه البيعة لأن الله رضي عن الصحابة الذين شاركوا فيها، كما في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
● يأتونها: يقصدونها ويزورونها.
● أوعدهم فيها: حذرهم وعاقبهم على فعلهم هذا.
● فقطعت: أمر بقطع الشجرة وإزالتها.


2. شرح الحديث:


يخبرنا التابعي الجليل نافع (مولى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما) أن بعض الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يذهبون إلى مكان شجرة البيعة (شجرة الرضوان) ويقصدون الصلاة عندها والتعبد هناك، ظنًا منهم أن هذا المكان له فضيلة خاصة أو بركة.
فلما علم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا الفعل، أنكر عليهم بشدة وحذرهم من عواقب هذا العمل، ثم أمر بقطع الشجرة وإزالتها من جذورها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


هذا الحديث العظيم يحوي دروسًا عظيمة وفوائد جليلة، منها:
1- محاربة البدع والمنكرات: فعل عمر رضي الله عنه هو تطبيق عملي لسد ذرائع الشرك والبدع. الصلاة عند شجرة أو مكان معين لم يشرعه الله ولا رسوله هو من البدع المذمومة التي قد تؤدي إلى الغلو والتعظيم الذي لا يجوز لغير الله.
2- الحكمة والسرعة في معالجة المنكر: لم يتردد عمر رضي الله عنه في القضاء على هذه الظاهرة فور علمه بها، فلم يكتف بالوعظ فقط، بل أزال سبب الفتنة بقطع الشجرة نفسها، ليمنع الناس من التبرك بغير ما شرع الله.
3- الفهم الصحيح للتبرك: التبرك المشروع هو التبرك بما شرعه الله ورسوله، كالتبرك بكلام الله (القرآن)، أو بذكر الله، أو بالأعمال الصالحة. أما التبرك بالأشجار أو الأحجار أو القبور فليس من الإسلام في شيء.
4- الاجتهاد في تطبيق مقاصد الشريعة: عمر رضي الله عنه اجتهد في فهم مقصد الشريعة في محاربة كل ما يؤدي إلى الشرك، وقدم مصلحة حفظ العقيدة على أي اعتبار آخر.
5- مسؤولية الحاكم المسلم: يبين الحديث دور الحاكم المسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحفاظ على عقيدة الناس من الانحراف.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● بيعة الرضوان كانت تحت شجرة في منطقة الحديبية، وكان عدد الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم فيها حوالي 1400 صحابي.
- هذا الفعل من عمر رضي الله عنه (قطع الشجرة) موافق لأصول الإسلام، وقد وافقه عليه الصحابة ولم ينكره أحد، فكان إجماعًا سكوتيًا على صحة هذا الإجراء.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على وجوب إزالة أسباب الشرك والبدع، ولو كانت أشياء مادية يظن بعض الناس فيها بركة.
- الفقهاء يذكرون أن عمر رضي الله فعل هذا خوفًا من أن يفتن الناس بهذه الشجرة، فيجعلونها كالأصنام التي كانت تعبد من دون الله.
نسأل الله أن يرزقنا الفهم الصحيح للدين، ويبعدنا عن الغلو والبدع. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد في طبقاته (٢/ ١٠٠) عن عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا عبد الله بن عون، عن نافع فذكره.
وإسناده صحيح. وقد صحّحه أيضا الحافظ في الفتح (٧/ ٤٤٨).
فقول سعيد بن المسيب: «إن أصحاب محمد ﷺ لم يعلموها وعلمتموها أنتم، فيه إنكار وتهكم، فإن الشجرة قد أمر بقطعها عمر بن الخطاب فأين هي الآن؟ وأما مكان الشجرة فكان جابر بن عبد الله يضبطه ولكنه عمي فلم يستطع أن يدل عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1453 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

  • 📜 حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فقطعت بأمر عمر بن الخطاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب