حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل سورة ق

عن جابر بن سمرة قال: إن النبي ﷺ كان يقرأ في الفجر بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) وكان صلاته بعدُ تخفيفا.

صحيح: رواه مسلم في الصلاة (٤٥٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره.

عن جابر بن سمرة قال: إن النبي ﷺ كان يقرأ في الفجر بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)﴾ وكان صلاته بعدُ تخفيفا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه، وفيه بيانٌ لهَدْي النبي ﷺ في صلاة الفجر، وهو من الأحاديث التي تُظهِر توازنَه ﷺ بين إطالة القِراءة أحياناً وبين التخفيف في الصلاة مراعاةً للمصلين.

أولاً. شرح المفردات:


● يقرأ في الفجر: أي في صلاة الصبح (الفجر)، وهي الصلاة التي يبدأ بها النهار.
● بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾: أي بسورة (ق)، وهي من السور المكية التي تبتدئ بهذه الآية، وتتحدث عن البعث والجزاء، وعظمة القرآن الكريم.
● وكان صلاته بعدُ تخفيفاً: أي أن صلاته ﷺ بشكل عام (بعد هذه القراءة الطويلة نسبياً) كانت خفيفة، لا يُطيل فيها إطالةً شاقةً على المصلين.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يقرأ في صلاة الفجر بسورة (ق) أحياناً. وسورة (ق) من السور الطويلة نسبياً (45 آية)، مما يدل على أنه ﷺ كان يطيل القراءة في ركعتي الفجر أحياناً، لا دائماً.
ثم يوضح أن صلاة النبي ﷺ في العموم – حتى مع هذه الإطالة أحياناً في الفجر – كانت "تخفيفاً"، أي أنه كان يراعي حال المأمومين، فلا يُثقل عليهم، بل يجعل الصلاة معتدلةً بين الطول والقصر، سهلةً خفيفةً على الناس، وهذا من رحمته ﷺ وشفقته بأمته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- استحباب إطالة القراءة في صلاة الفجر أحياناً: يستحب للإمام أن يقرأ في صلاة الصبح بسورٍ طويلةٍ نسبياً أحياناً، كسورة (ق) أو ما شابهها، اقتداءً بالنبي ﷺ. وقد ورد في أحاديث أخرى أنه ﷺ كان يقرأ في الفجر بالستين آية إلى المائة آية.
2- مراعاة حال المصلين وعدم التشديد عليهم: الحديث يبرز خلق النبي ﷺ في رحمته بأمته وعدم تحميلهم ما يشق عليهم. فمع أنه أطال أحياناً، إلا أن صلاته في المجمل كانت تخفيفاً وتيسيراً. وهذا توجيه لكل إمام أن يراعي حال من خلفه، خاصة الضعفاء والمرضى وكبار السن وأصحاب الحاجات.
3- الجمع بين السنة والرفق: فيه دليل على حكمة النبي ﷺ حيث جمع بين تحقيق السنة (بإطالة القراءة أحياناً) وبين الرفق بالناس (بجعل معظم صلواته خفيفة). فلا ينبغي للإمام أن يداوم على الإطالة الشاقة، ولا أن يقصر دائماً تقصيراً مخلاً، بل يكون وسطاً بين الأمرين.
4- تنوع العبادة: ليس هناك نمط واحد ثابت في طول الصلاة أو قصرها، بل كان هَدْي النبي ﷺ متنوعاً بحسب الوقت والحال، مما يبعث على عدم الملل ويحقق كمال العبادة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث دليل على أن سورة (ق) من السور التي كان النبي ﷺ يقرأ بها في الصلوات الجهرية، وقد ورد في أحاديث أخرى أنه كان يقرأ بها في خطبة الجمعة أيضاً.
- "التخفيف" في الصلاة لا يعني التقصير في الأركان أو الهُوَيْنَة، وإنما يعني عدم الإطالة الزائدة التي تثقل على المصلين، مع إتمام الركوع والسجود والخشوع.
- هذا الهَدْي النبوي في التخفيف يشمل جميع الصلوات، لكنه في الصلوات الجهرية (كالفجر والمغرب والعشاء) آكد، لوجود المأمومين خلف الإمام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصلاة (٤٥٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1502 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

  • 📜 حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي يقرأ في الفجر بـ (ق والقرآن المجيد)

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب