إيتكلمون هكذا؟

حديث: إيتكلمون هكذا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧)﴾

عن ابن عباس قال: قدم على النبي ﷺ وفد بني أسد، فتكلموا، فأبانوا، فقالوا: يا رسول الله، قاتلتك مضر كلها، ولم نقاتلك، ولسنا بأقلهم عددا، ولا أكلهم شوكة، وصلنا رحمك. فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر حيث سمع كلامهم: «أيتكلمون هكذا؟» قال: يا رسول الله! إن فقههم لقليل، وإن الشيطان لينطق على لسانهم.
زاد في رواية: ونزلت هذه الآية: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ
اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧)﴾.

حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٤٥٥)، وأبو يعلى (٢٣٦٣)، والبزار (٥١٤١) كلهم من حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لأبي يعلى، والزيادة للبزار.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم على النبي ﷺ وفد بني أسد، فتكلموا، فأبانوا، فقالوا: يا رسول الله، قاتلتك مضر كلها، ولم نقاتلك، ولسنا بأقلهم عددا، ولا أكلهم شوكة، وصلنا رحمك. فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر حيث سمع كلامهم: «أيتكلمون هكذا؟» قال: يا رسول الله! إن فقههم لقليل، وإن الشيطان لينطق على لسانهم. وزاد في رواية: ونزلت هذه الآية: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧)﴾ [سورة الحجرات].

1. شرح المفردات:

● وفد بني أسد: مجموعة من قبيلة بني أسد جاءوا إلى النبي ﷺ.
● فأبانوا: أوضحوا كلامهم وتكلموا بصراحة.
● مضر: قبيلة عربية كبيرة، وكانت منها عدة قبائل حاربت النبي ﷺ.
● أكلهم شوكة: أي أقواهم وأشدهم بأسًا وقوة.
● يمنون: يعددون المنن ويتفاخرون بالإحسان.

2. شرح الحديث:

جاء وفد من قبيلة بني أسد إلى النبي ﷺ، وبدأوا يتكلمون بطريقة تفاخرية، قائلين: إن قبائل مضر كلها حاربتك، ولكننا لم نحاربك مع أننا لسنا أقل منهم عددًا ولا قوة، بل نحن من وصل رحمك (أي من قبيلتك أو بيننا وبينك قرابة).
فاستنكر النبي ﷺ كلامهم، وسأل أصحابه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: «أيتكلمون هكذا؟» أي: أبهذه الطريقة المتعالية يتحدثون؟
فأجابه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بحكمة: إن فهمهم للدين قليل، وإن الشيطان يتكلم على ألسنتهم ليزين لهم هذا الكلام المملوء بالعجب والافتخار.
وفي رواية أخرى: أن الله تعالى أنزل آية ترد على هذا المنطق، وهي قوله تعالى: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.

3. الدروس المستفادة:

● تحذير من المنّ بالإسلام: الإسلام نعمة من الله، فلا يجوز للمسلم أن يمنّ به على النبي ﷺ أو على الناس، بل يجب أن يشكر الله على هذه النعمة.
● التواضع في الدعوة والحديث: المسلم مطالب بالتواضع وعدم التفاخر بأعماله، فالعبرة بالإخلاص لا بالكمّ أو القوة.
● دور الشيطان في إفساد الكلام: الشيطان يوسوس للإنسان ليزين له الكلام السيء والتفاخر، فيجب على المسلم أن يتعوذ بالله من الشيطان ويسدد كلامه.
● فقه الصحابة وحكمتهم: رد أبي بكر رضي الله عنه يدل على فقهه وحكمته في تحليل الموقف ونصحه للنبي ﷺ بأدب.
● القرآن يرد على المنكر: القرآن جاء ليبين الأخطاء ويهدي إلى الصواب، كما في هذه الآية التي ردت على منّ بني أسد.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- سورة الحجرات سورة مدنية، تناولت آداب التعامل مع النبي ﷺ والمجتمع المسلم.
- القصة تظهر أدب الصحابة مع النبي ﷺ، وكيف كانوا يحمونه من أي سوء أو إساءة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بآداب الشريعة، ويجنبنا الكبر والمنّ بالنعم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (١١٤٥٥)، وأبو يعلى (٢٣٦٣)، والبزار (٥١٤١) كلهم من حديث يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن قيس الأسدي، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره، واللفظ لأبي يعلى، والزيادة للبزار.
وإسناده حسن من أجل يحيى بن سعيد الأموي، وهو ابن أبان بن سعيد بن العاص الكوفي.
والكلام عليه مبسوط في كتاب سيرة النبي ﷺ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1501 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إيتكلمون هكذا؟

📜 حديث: إيتكلمون هكذا؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إيتكلمون هكذا؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إيتكلمون هكذا؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إيتكلمون هكذا؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية