حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)﴾

عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله ﷺ أعطى رهطا، وسعد جالس، فترك رسول الله ﷺ رجلا، هو أعجبهم إليَّ، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟» فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، فقلت: ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟»، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله ﷺ، ثم قال: «يا سعد! إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار».

متفق عليه: رواه البخاري في الإيمان (٢٧) ومسلم في الإيمان (١٥٠) كلاهما من طريق ابن شهاب الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله ﷺ أعطى رهطا، وسعد جالس، فترك رسول الله ﷺ رجلا، هو أعجبهم إليَّ، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟» فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، فقلت: ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟»، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله ﷺ، ثم قال: «يا سعد! إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله ﷺ أعطى رهطا، وسعد جالس، فترك رسول الله ﷺ رجلا، هو أعجبهم إليَّ، فقلت: يا رسول الله! ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟» فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، فقلت: ما لك عن فلان، فوالله! إني لأراه مؤمنا؟ فقال: «أو مسلما؟»، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله ﷺ، ثم قال: «يا سعد! إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار».

1. شرح المفردات:


● أعطى رهطًا: أعطى النبي ﷺ عطايا لجماعة من الناس.
● رهطًا: جماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● هو أعجبهم إليَّ: كان هذا الرجل أحبهم إلى سعد وأكرمهم عنده.
● ما لك عن فلان: لماذا تركت فلانًا ولم تعطه؟
● أو مسلما؟: بل هو مسلم (وهذا أقل من مرتبة الإيمان).
● غلبني ما أعلم منه: تغلب عليّ ما أعرفه من فضله وإيمانه.
● يكبه الله في النار: يلقيه الله على وجهه في النار.

2. شرح الحديث:


يحدث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان يوزع عطايا على مجموعة من الناس، وكان سعد جالسًا معه، فلم يعطِ النبي ﷺ رجلاً معينًا كان محبوبًا ومكرمًا عند سعد.
فتعجب سعد من هذا الإغفال وسأل النبي ﷺ: "لماذا تركت فلانًا ولم تعطه؟ وإني أراه مؤمناً حق الإيمان".
فرد النبي ﷺ بقوله: "أو مسلماً؟" أي أن هذا الرجل قد يكون مسلماً في الظاهر، ولكن قد لا يكون قد بلغ درجة الإيمان الكامل الذي يجعله مستحقًا لهذه العطية.
كرر سعد سؤاله ثلاثًا، وفي كل مرة يرد النبي ﷺ بنفس الرد، حتى بين له النبي ﷺ الحكمة من تركه لهذا الرجل، حيث قال: "إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار".
أي أن النبي ﷺ كان يعطي أناسًا قد يكون إيمانهم أقل، أو قد يكون في إسلامهم ضعف، خوفًا من أن يتركهم الفقر أو الحرمان فيرتدوا عن دينهم أو يقعوا في المعاصي، فيلقوا في النار.

3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة في توزيع العطاء: على الحاكم أو المسؤول أن يراعي الحكمة والمصلحة في توزيع الأموال والعطايا، وليس مجرد المحبة أو القرابة.
● الفرق بين الإسلام والإيمان: الإسلام هو الاستسلام الظاهري، أما الإيمان فهو ما وقر في القلب وصدقه العمل. وقد يكون الشخص مسلماً في الظاهر دون أن يكون مؤمناً إيماناً كاملاً.
● التثبت في الحكم على الناس: لا ينبغي الحكم على الناس بمجرد الظاهر، فالنبي ﷺ كان أعلم بحقيقة الناس وبما في قلوبهم.
● الحرص على هداية الناس: من حكمة النبي ﷺ أنه كان يعطي الضعفاء في إيمانهم ليجذبهم إلى الإسلام ويقوي إيمانهم.
● التدرج في الدعوة: مراعاة حال الناس والتدرج معهم في الدعوة والتعليم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- يشير الحديث إلى تفاضل الناس في الإيمان، فليس كل مسلم يكون في نفس درجة الإيمان.
- فيه دليل على أن الحاكم قد يخص بعض الناس بالعطاء ل مصلحة عامة، حتى لو كان هناك من هو أفضل منه.
- يعلمنا النبي ﷺ في هذا الحديث أدب السؤال والاستفسار، حيث سأل سعد بأدب واحترام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الإيمان (٢٧) ومسلم في الإيمان (١٥٠) كلاهما من طريق ابن شهاب الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1500 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

  • 📜 حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إعطاء الرجل خشية أن يكبه الله في النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب