حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)﴾

عن علقمة قال: لقيت أبا الدرداء، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: من أيهم؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: هل تقرأ على قراءة عبد الله
ابن مسعود؟ قال؟ قلت: نعم. قال: فاقرأ؟ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ قال: فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ والذكر والأنثى. قال: فضحك، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقرؤها.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٢٣: ٢٨٤) عن علي بن حجر السعدى، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، قال: فذكره.

عن علقمة قال: لقيت أبا الدرداء، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: من أيهم؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: هل تقرأ على قراءة عبد الله ابن مسعود؟ قال؟ قلت: نعم. قال: فاقرأ؟ ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ قال: فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ والذكر والأنثى. قال: فضحك، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقرؤها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن علقمة قال: لقيت أبا الدرداء، فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: من أيهم؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: هل تقرأ على قراءة عبد الله ابن مسعود؟ قال: قلت: نعم. قال: فاقرأ: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ قال: فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ والذكر والأنثى. قال: فضحك، ثم قال: هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقرؤها.

1. شرح المفردات:


● علقمة: هو علقمة بن قيس النخعي، تابعي جليل، من كبار فقهاء الكوفة وتلاميذ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
● أبو الدرداء: هو الصحابي الجليل عويمر بن زيد الأنصاري، أحد كبار علماء الصحابة وقرائهم، وكان بالشام.
● يَغْشَى: يغطي بظلامه.
● تَجَلَّى: انكشف وظهر بضيائه.
● وَالذَّكَرِ وَالْأُنثَى: هذه هي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لآية (3) من سورة الليل، والتي هي في المصحف العثماني المتواتر: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾.

2. شرح الحديث:


يحدثنا التابعي الجليل علقمة بن قيس عن لقائه بالصحابي العظيم أبي الدرداء رضي الله عنه. فسأله أبو الدرداء عن بلده، فأخبره أنه من الكوفة بالعراق، والتي كان من كبار قرائها وعلمائها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
سأله أبو الدرداء إن كان يقرأ القرآن على القراءة التي تلقاها عن ابن مسعود، والتي هي في الأصل متلقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجاب علقمة بالإيجاب.
ثم طلب منه أبو الدرداء أن يقرأ عليه سورة الليل بدءًا من قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾. فقرأ علقمة على طريقته التي تعلمها من شيخه ابن مسعود:
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَالذَّكَرِ وَالْأُنثَى (٣)﴾.
هنا ضحك أبو الدرداء رضي الله عنه ضحك استبشار وفرح، ثم أخبره أن هذه نفس القراءة التي سمعها من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ملاحظة مهمة: قراءة ابن مسعود (وَالذَّكَرِ وَالْأُنثَى) هي قراءة شاذة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها غير متلوة اليوم لأنها لم تدخل في المصحف العثماني الإمام الذي أجمعت عليه الأمة. والمقصود بالشاذة هنا التي خالفت الرسم العثماني، وليس أنها ضعيفة، بل صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمة أجمعت على جمع القرآن على الرسم العثماني وترك ما خالفه حفظًا للقرآن من التحريف والاختلاف. فهي قراءة تفسيرية معروفة وموقوفة على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

3. الدروس المستفادة منه:


1- حرص الصحابة والتابعين على تلقي القرآن مباشرة من أفواه الصحابة: وهذا يدل على العناية الفائقة بنقل القرآن الكريم وقراءاته بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2- التثبت في نقل العلم: لم يكتف أبو الدرداء بمجرد سماعه أن الرجل من تلاميذ ابن مسعود، بل اختبره بنفسه ليسمع كيف يقرأ.
3- وجود القراءات الشاذة التي صح سندها: وهي قراءات تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، ولكنها لم تتوفر فيها شروط القبول التي أجمع عليها العلماء (التواتر وموافقة الرسم العثماني)، فهي مقبولة في باب التفسير والاستشهاد، ولا يقرأ بها في الصلاة.
4- الفرح بتوافق الآثار واتصال السند: ضحك أبي الدرداء كان تعبيرًا عن الفرح والطمأنينة لسماعه نفس ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم يتلى من رجل من بلد بعيد، مما يؤكد دقة النقل وصفاء المنهج.
5- أدب التلميذ مع العالم: حيث أجاب علقمة بكل أدب ووضوح، وانقاد لطلب أبي الدرداء فورًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- سورة الليل التي وردت في الحديث هي السورة رقم 92 في ترتيب المصحف، وعدد آياتها 21 آية.
- القراءة المتواترة المتلقاة today عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للآية الثالثة هي: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ برواية حفص عن عاصم، وهي القراءة المعتمدة في معظم العالم الإسلامي.
- معنى القراءتين متقارب، فقراءة ابن مسعود (والذكر والأنثى) يقصد بها القسم بالذكر والأنثى، وهي من أساليب القسم في اللغة العربية. أما القراءة المتواترة (وما خلق الذكر والأنثى) فالمعنى: وقسم بما خلق من الذكر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٨٢٣: ٢٨٤) عن علي بن حجر السعدى، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، قال: فذكره.
وقراءة ابن مسعود المذكورة في الروايات قراءة شاذة، رويت بإسناد صحيح، وكان يقرأ بها في الدور الأول عند الصحابة والتابعين، ثم وقع الإجماع على الاكتفاء بالقراءات المتواترة المشهورة، تجنبا من وقوع الاختلاف في القرآن، فلا يجوز لأحد الآن أن يقرأها في الصلاة ويتعبد بها، ولا أن يكتبها في المصحف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1862 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

  • 📜 حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب