حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣)﴾

عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام، فسمع بنا أبو الدرداء، فأتانا فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم. قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إليَّ، فقال: اقرأ. فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ والذكر والأنثى قال: أنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم. قال: وأنا سمعتها من في النبي ﷺ، وهؤلاء يأبون علينا.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٤٣) ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٨٢٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، وزاد مسلم: «ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ: ﴿وَمَا خَلَقَ﴾ فلا أتابعهم» وهو عند البخاري في رواية (٤٩٤٤): «هؤلاء يريدوني على أن أقرأ: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ والله! لا أتابعهم».

عن علقمة قال: دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام، فسمع بنا أبو الدرداء، فأتانا فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم. قال: فأيكم أقرأ؟ فأشاروا إليَّ، فقال: اقرأ. فقرأت: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ والذكر والأنثى قال: أنت سمعتها من في صاحبك؟ قلت: نعم. قال: وأنا سمعتها من في النبي ﷺ، وهؤلاء يأبون علينا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر جليلة. سأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● علقمة: هو علقمة بن قيس النخعي، تابعي جليل، من كبار تلاميذ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
● عبد الله: هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الصحابي الجليل، حبر الأمة، وترجمان القرآن.
● أبو الدرداء: هو عويمر بن زيد الأنصاري، صحابي جليل، كان من كبار القراء والعلماء.
● يأبون علينا: أي يمنعوننا ويعترضون علينا.

2. شرح الحديث:


يحدثنا التابعي الجليل علقمة بن قيس أنه دخل الشام في جماعة من أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فسمع بهم أبو الدرداء رضي الله عنه فأتاهم وسأل: "أفيكم من يقرأ؟" أي من يحسن القراءة ويتقنها، فأجابوه: نعم. ثم سأل: "فأيكم أقرأ؟" أي الأكثر إتقاناً وحفظاً، فأشاروا إلى علقمة.
فطلب منه أبو الدرداء أن يقرأ، فقرأ علقمة سورة الليل من قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 1-3].
فلما قرأ علقمة: {وَالذَّكَرِ وَالْأُنثَى} بكسر الراء في "الذكر"، قال أبو الدرداء متعجباً: "أنت سمعتها من في صاحبك؟" أي من فم عبد الله بن مسعود مباشرة بهذه القراءة؟ فأكد علقمة ذلك.
فقال أبو الدرداء: "وأنا سمعتها من في النبي صلى الله عليه وسلم" بهذه الكيفية، ثم أشار إلى أن الناس في الشام يرفضون هذه القراءة ويعترضون عليها.

3. الدروس المستفادة منه:


● عناية الصحابة رضي الله عنهم بالقرآن وقراءاته: فقد كانوا يتواصون بتعلم القرآن وتعليمه ويتحققون من صحة القراءة.
● التثبت في نقل القرآن: فقد تحقق أبو الدرداء من مصدر قراءة علقمة، وسأله إن كان سمعها مباشرة من ابن مسعود.
● إثبات تعدد القراءات القرآنية: فالقراءة التي قرأ بها علقمة ووافقته عليها أبو الدرداء هي إحدى القراءات المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● مكانة الصحابة رضي الله عنهم: فها هو أبو الدرداء يتحقق من صحة القراءة مع أنه صحابي جليل، مما يدل على تواضعه وتثبته.
● الحفاظ على السنة النبوية: فقد حرص أبو الدرداء على تأكيد أنه سمع هذه القراءة من النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة تدل على أن قراءة {وَالذَّكَرِ وَالْأُنثَى} بكسر الراء هي قراءة صحيحة متواترة، وهي إحدى القراءات السبع المشهورة.
- القصة تظهر حرص الصحابة على تعليم القرآن ونشر قراءاته الصحيحة بين الناس.
- فيها دليل على أن الاختلاف في القراءات القرآنية كان موجوداً منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا يتعاملون معه بالعلم والتحقق لا بالإنكار والجحود.
- تظهر هذه القصة أيضاً مكانة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تعليم القرآن وعلومه.
أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا من أهله وخاصته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٤٣) ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٨٢٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه، وزاد مسلم: «ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ: ﴿وَمَا خَلَقَ﴾ فلا أتابعهم» وهو عند البخاري في رواية (٤٩٤٤): «هؤلاء يريدوني على أن أقرأ: ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾ والله! لا أتابعهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1860 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب