حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)﴾

عن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله ﷺ يقول: كان يقول: «اللهم! إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللَّهم! آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللَّهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها».

صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٢٢) من طرق عن أبي معاوية، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، وعن أبي عثمان النهدي، عن زيد بن أرقم، فذكره.

عن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله ﷺ يقول: كان يقول: «اللهم! إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللَّهم! آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللَّهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه، وهو من الأدعية النبوية الجامعة التي كان النبي ﷺ يداوم عليها، وفيها من المعاني والدروس ما ينبغي للمسلم أن يتأملها ويعمل بها.

أولاً. شرح المفردات:


● أعوذ بك: ألتجئ وأعتصم بك يا الله من هذه الأمور.
● العجز: عدم القدرة على فعل ما يجب مع وجود الاستطاعة.
● الكسل: التثاقل عن فعل الخير وترك الطاعات.
● الجبن: الخوف من غير وجه حق، والتراجع عن الحق خوفاً من المخلوقين.
● البخل: منع الحق الواجب أو المستحب من المال أو غيره.
● الهرم: كبر السن وضعف البدن الذي يعيق عن الطاعة.
● عذاب القبر: ما يحصل للعبد في قبره من نعيم أو عذاب.
● تقواها: أي خوفها من الله وورعها عن المحرمات.
● زكها: طهرها من الأخلاق الرذيلة ونقها من الذنوب.
● وليها ومولاها: المتكفل بأمرها والناصر لها.
● علم لا ينفع: العلم الذي لا يعمل به صاحبه أو لا ينتفع به في الدنيا والآخرة.
● قلب لا يخشع: قلب قاس لا يخضع لذكر الله ولا يتأثر بآياته.
● نفس لا تشبع: النفس التي لا تقنع بما أعطيت وتطمع في زيادة الدنيا.
● دعوة لا يستجاب لها: الدعاء الذي لا يُقبل لوجود مانع من موانع الإجابة.

ثانياً. شرح الحديث:


هذا الحديث يتضمن دعاءً جامعاً يحوي استعاذة من مساوئ الأخلاق ومهلكات النفس، وطلباً للتقوى والتزكية، ثم استعاذة من أمور تضر بالإيمان والعمل.
1- الاستعاذة من العجز والكسل: العجز والكسل من أعظم المعوقات عن الطاعة والعمل الصالح، فالعجز عدم القدرة على الفعل، والكسل عدم الرغبة فيه مع القدرة، وكلاهما يمنعان العبد من الخير.
2- الاستعاذة من الجبن والبخل: الجبن يمنع من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبخل يمنع من الإنفاق في سبيل الله والإحسان إلى الخلق، وهما من الأمراض القلبية الخطيرة.
3- الاستعاذة من الهرم وعذاب القبر: الهرم يضعف البدن ويقلل من القدرة على الطاعة، وعذاب القبر هو عذاب البرزخ الذي يكون بين الدنيا والآخرة.
4- طلب التقوى وتزكية النفس: التقوى هي جماع الخير، وتزكية النفس تطهيرها من الرذائل وتحليتها بالفضائل، والله هو الذي يتولى تزكية النفوس وهو خير من زكاها.
5- الاستعاذة من علم لا ينفع: وهو العلم الذي لا يورث خشية ولا عملاً صالحاً، كمن يعلم الحق ولا يعمل به.
6- الاستعاذة من قلب لا يخشع: القلب الذي لا يخضع لذكر الله ولا يتأثر بمواعظه، وهو القلب القاسي.
7- الاستعاذة من نفس لا تشبع: النفس التي تطمع في الدنيا ولا تقنع، فتشغلها عن الآخرة.
8- الاستعاذة من دعوة لا يستجاب لها: وهو الدعاء الذي لا يُقبل لوجود مانع كأكل الحرام أو الاعتداء في الدعاء.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- حرص النبي ﷺ على الدعاء والالتجاء إلى الله: فقد كان يداوم على هذا الدعاء العظيم.
2- الاستعاذة من مساوئ الأخلاق: كالعجز والكسل والجبن والبخل، فهي مهلكات للنفس.
3- الاهتمام بتزكية النفس: وتطهيرها من الرذائل، والله هو المتولي لذلك.
4- الخوف من عذاب القبر: والاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.
5- الحرص على العلم النافع: الذي يورث الخشية والعمل.
6- الاهتمام بصلاح القلب: وعدم قسوته، فهو ملك الجوارح.
7- القناعة وعدم الطمع: في الدنيا التي تشغل عن الآخرة.
8- التأكد من شروط الدعاء: ليكون مستجاباً.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي ينبغي للمسلم أن يحفظها ويداوم عليها.
- فيه إشارة إلى أن تزكية النفس تكون بمساعدة الله تعالى، فالعبد يسأل ربه أن يزكيه.
- الاستعاذة من علم لا ينفع تدل على أن العلم ليس مقصوداً لذاته، بل ما يورث العمل والخشية.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يتقبل دعاءنا، ويجعلنا من عباده المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذكر والدعاء (٢٧٢٢) من طرق عن أبي معاوية، عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، وعن أبي عثمان النهدي، عن زيد بن أرقم، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1858 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

  • 📜 حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب