حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)﴾

عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله ﷺ فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مِخْصَرَة، فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلّا وقد كتب الله مكانها من الجنّة والنّار، وإلّا وقد كُتبتْ شقية أو سعيدة». قال: فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟ فقال: «مَنْ كان من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومَنْ كان من أهل
الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة» فقال: «اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٤٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عن عليّ، قال: فذكره، واللّفظ لمسلم.

عن علي قال: كنّا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا رسول الله ﷺ فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مِخْصَرَة، فنكّس فجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: «ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلّا وقد كتب الله مكانها من الجنّة والنّار، وإلّا وقد كُتبتْ شقية أو سعيدة». قال: فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟ فقال: «مَنْ كان من أهل السّعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومَنْ كان من أهل
الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة» فقال: «اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو موجود في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث المعتمدة. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بما يفتح الله به من فهم وعلم.

أولاً. شرح المفردات:


● بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● مِخْصَرَة: عصا يُتوكأ عليها أو يُشار بها.
● نكّس: أي طأطأ رأسه وتفكّر.
● ينكت بمخصرته: يعني يحرك العصا في الأرض أو يخط بها.
● نفس منفوسة: كل إنسان مخلوق.
● كُتبت شقية أو سعيدة: أي قدّر الله لها في الأزل أنها من أهل الشقاء أو السعادة.
● مُيَسَّر: أي مُهيأ ومُسهّل له طريق الخير أو الشر حسب ما قدّر له.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الإمام علي رضي الله عنه أنهم كانوا في جنازة في مقبرة البقيع، فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم وجلس، فجلسوا حوله، وكان معه عصا، فطأطأ رأسه وتفكّر، وأخذ يخط بتلك العصا في الأرض، ثم قال: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، وإلا وقد كُتبت شقية أو سعيدة".
هذا الكلام النبوي يؤكد حقيقة العقيدة الإسلامية في القضاء والقدر، وأن الله تعالى قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، وعلم من يكون من أهل السعادة ومن يكون من أهل الشقاء.
ثم قام رجل من الحاضرين وسأل سؤالاً يعكس حيرة البعض تجاه مسألة القدر، فقال: "يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟" يعني: إذا كان كل شيء مكتوبًا ومقدرًا، فلماذا نعمل؟ لماذا لا نترك العمل ونتكل على ما كُتب لنا؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم جوابًا حكيمًا يزيل هذه الإشكالية، فقال: "مَنْ كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومَنْ كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة". ثم قال: "اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة".
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم، فتلا قوله تعالى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [سورة الليل: 5-9].

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالقضاء والقدر: الحديث يؤكد ركن الإيمان بالقدر، خيره وشره، من الله تعالى، وأن علم الله السابق ومشيئته نافذة في خلقه.
2- الرد على المشككين في القدر: يجيب الحديث على من يتعلل بالقدر لترك العمل والواجبات، ويبين أن الكتابة السابقة لا تعني إلغاء الإرادة والاختيار، بل هي وفق علم الله الأزلي بما سيفعله الإنسان باختياره.
3- السعادة والشقاء مرتبطان بالأعمال: يوضح الحديث أن أهل الساعة سيعملون بأعمال السعادة لأن الله يسرهم لها، وأهل الشقاء سيعملون بأعمال الشقاء لأن الله يسرهم لها، فالعمل علامة على ما كتب للعبد، وليس العكس.
4- الحث على العمل الصالح: الأمر النبوي "اعملوا" فيه حث على عدم التكاسل والتواكل، وأن المسلم مطالب بالسعي والعمل بما يرضي الله، والتفاؤل بأن الله سيسره لليسرى إذا كان من أهل الخير.
5- الاستدلال بالقرآن: استشهاد النبي صلى الله عليه وسلم بالآية الكريمة يربط بين السنة والقرآن، ويؤكد أن تيسير الله للعبد للخير أو الشر هو نتيجة لاختيار العبد وتوجهه.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تتناول باب القدر، وهو من أبواب العقيدة المهمة.
- يجب على المسلم أن يؤمن بالقدر، ولكن لا يجوز له أن يحتج به على معصية الله أو تقصيره في الطاعة، لأن الله أعطاه عقلاً واختيارًا وأمره ونهاه.
- من حكمة الله أنه أخفى عن الإنسان ما كتب له، حتى يجتهد في العمل ويخلص فيه، ولا يتكل على أنه من أهل الجنة أو يتهاون خوفًا من أنه من أهل النار.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الأعمال من fruits الإيمان ودلالاته، وأن الله يوفق من كان صالحًا للخير، ويخيب من اختار الشر.
أسأل الله أن يوفقنا all لطاعته، وأن ييسرنا لليسرى، ويجنبنا العسرى، وأن يجعلنا من أهل السعادة في الدنيا والآخرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٤٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عن عليّ، قال: فذكره، واللّفظ لمسلم.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى وهي مذكورة في كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1864 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

  • 📜 حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب