حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)﴾
الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة» فقال: «اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشّقاوة». ثم قرأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٤٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عن عليّ، قال: فذكره، واللّفظ لمسلم.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو موجود في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث المعتمدة. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بما يفتح الله به من فهم وعلم.
أولاً. شرح المفردات:
● بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المنورة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● مِخْصَرَة: عصا يُتوكأ عليها أو يُشار بها.
● نكّس: أي طأطأ رأسه وتفكّر.
● ينكت بمخصرته: يعني يحرك العصا في الأرض أو يخط بها.
● نفس منفوسة: كل إنسان مخلوق.
● كُتبت شقية أو سعيدة: أي قدّر الله لها في الأزل أنها من أهل الشقاء أو السعادة.
● مُيَسَّر: أي مُهيأ ومُسهّل له طريق الخير أو الشر حسب ما قدّر له.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الإمام علي رضي الله عنه أنهم كانوا في جنازة في مقبرة البقيع، فجاءهم النبي صلى الله عليه وسلم وجلس، فجلسوا حوله، وكان معه عصا، فطأطأ رأسه وتفكّر، وأخذ يخط بتلك العصا في الأرض، ثم قال: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار، وإلا وقد كُتبت شقية أو سعيدة".
هذا الكلام النبوي يؤكد حقيقة العقيدة الإسلامية في القضاء والقدر، وأن الله تعالى قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، وعلم من يكون من أهل السعادة ومن يكون من أهل الشقاء.
ثم قام رجل من الحاضرين وسأل سؤالاً يعكس حيرة البعض تجاه مسألة القدر، فقال: "يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟" يعني: إذا كان كل شيء مكتوبًا ومقدرًا، فلماذا نعمل؟ لماذا لا نترك العمل ونتكل على ما كُتب لنا؟
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم جوابًا حكيمًا يزيل هذه الإشكالية، فقال: "مَنْ كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومَنْ كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة". ثم قال: "اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة".
ثم استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم، فتلا قوله تعالى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [سورة الليل: 5-9].
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- الإيمان بالقضاء والقدر: الحديث يؤكد ركن الإيمان بالقدر، خيره وشره، من الله تعالى، وأن علم الله السابق ومشيئته نافذة في خلقه.
2- الرد على المشككين في القدر: يجيب الحديث على من يتعلل بالقدر لترك العمل والواجبات، ويبين أن الكتابة السابقة لا تعني إلغاء الإرادة والاختيار، بل هي وفق علم الله الأزلي بما سيفعله الإنسان باختياره.
3- السعادة والشقاء مرتبطان بالأعمال: يوضح الحديث أن أهل الساعة سيعملون بأعمال السعادة لأن الله يسرهم لها، وأهل الشقاء سيعملون بأعمال الشقاء لأن الله يسرهم لها، فالعمل علامة على ما كتب للعبد، وليس العكس.
4- الحث على العمل الصالح: الأمر النبوي "اعملوا" فيه حث على عدم التكاسل والتواكل، وأن المسلم مطالب بالسعي والعمل بما يرضي الله، والتفاؤل بأن الله سيسره لليسرى إذا كان من أهل الخير.
5- الاستدلال بالقرآن: استشهاد النبي صلى الله عليه وسلم بالآية الكريمة يربط بين السنة والقرآن، ويؤكد أن تيسير الله للعبد للخير أو الشر هو نتيجة لاختيار العبد وتوجهه.
رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تتناول باب القدر، وهو من أبواب العقيدة المهمة.
- يجب على المسلم أن يؤمن بالقدر، ولكن لا يجوز له أن يحتج به على معصية الله أو تقصيره في الطاعة، لأن الله أعطاه عقلاً واختيارًا وأمره ونهاه.
- من حكمة الله أنه أخفى عن الإنسان ما كتب له، حتى يجتهد في العمل ويخلص فيه، ولا يتكل على أنه من أهل الجنة أو يتهاون خوفًا من أنه من أهل النار.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الأعمال من fruits الإيمان ودلالاته، وأن الله يوفق من كان صالحًا للخير، ويخيب من اختار الشر.
أسأل الله أن يوفقنا all لطاعته، وأن ييسرنا لليسرى، ويجنبنا العسرى، وأن يجعلنا من أهل السعادة في الدنيا والآخرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1864 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1839 من شرد على الله شراد البعير على أهله
- 1840 العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر
- 1841 فضل العمل في العشر من ذي الحجة على الجهاد
- 1842 أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله
- 1843 العمل في العشر أفضل من الجهاد في سبيل الله
- 1844 أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
- 1845 مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
- 1846 من يخر على وجهه هرما في مرضاة الله
- 1847 فضل عتق المسلم ونجاة الأعضاء من النار
- 1848 فنوميهم وتعالى، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة
- 1849 أفش السلام وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام
- 1850 أفضل الصدقة على الأقارب
- 1851 كافل اليتيم مع النبي في الجنة
- 1852 من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
- 1853 معاذ أفتان اقرأ والشمس وسبح اسم ربك الأعلى
- 1854 الاصل في خلق الناس الفطرة السليمة
- 1855 كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟
- 1856 ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى...
- 1857 كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له
- 1858 اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب...
- 1859 انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه
- 1860 عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟
- 1861 اللهم يسر لي جليسا صالحا
- 1862 هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود
- 1863 أبو بكر يعتق رقابا ضعافا ابتغاء وجه الله
- 1864 اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
- 1865 أنذرتكم النار أنذرتكم النار
- 1866 توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه
- 1867 ما ودعك ربك وما قلى
- 1868 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ لأمته
- 1869 عُرِض على رسول الله ﷺ ما هو مفتوح على أمته...
- 1870 شق صدر النبي ﷺ واستخراج حظ الشيطان منه
- 1871 فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري
- 1872 سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله
- 1873 التين والزيتون في صلاة العشاء
- 1874 بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ في غار حراء
- 1875 لئن رأيته لأطأن على رقبته
- 1876 لَوْ رَآنِي أَبُو جَهْلٍ أُصَلِّي لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ
- 1877 ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك...
- 1878 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر
- 1879 غفران الذنوب لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
- 1880 الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا
- 1881 الله أمرني أن أقرئك القرآن
- 1882 عنوان الحديث: "ولو أن ابن آدم سأل واديا من مال...
- 1883 اقرأ ثلاثا من ذات الر
- 1884 عنوان الحديث: قراءة النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين كلتيهما...
- 1885 الأرض تخرج كنوزها يوم القيامة ولا يأخذها أحد
- 1886 ما أنزل الله عليَّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة
- 1887 إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها
- 1888 أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
معلومات عن حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
📜 حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








