حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)﴾
عليهم؟ فقال: «لا بلْ شيء قُضي عليهم ومضى فيهم»، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾.
صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٠) عن إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا عزْرة بن ثابت، عن يحيى بن عُقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدِّيليّ، قال (فذكره).

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا حديث عظيم يتناول مسألة من أهم مسائل العقيدة الإسلامية، وهي مسألة القدر وعلاقته بفعل الإنسان ومسؤوليته، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.
أولاً. شرح المفردات:
● يكدحون: يعملون ويجتهدون.
● قضي عليهم: حُكم عليهم وقُدِّر.
● مضى عليهم: سبق في علم الله تعالى.
● القدر: علم الله الأزلي وما كتبه في اللوح المحفوظ.
● أحزر عقلك: أختبر ذكاءك وأعرف مقدار فهمك.
● فألهمها فجورها وتقواها: أي بيَّن لها وهداها إلى طريق الخير والشر.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- يسأل أبي الأسود الدؤلي سؤالاً عميقًا عن أعمال الناس: هل ما يعمله الناس من خير وشر هو شيء قد قُدِّر عليهم سابقًا، أم أنهم مسؤولون عن أفعالهم التي يقومون بها بعد مجيء النبي ﷺ ووضوح الحجة؟ فأجاب أبو الأسود بأنه شيء قد قُدِّر سابقًا، فاستشكل عمران بن الحصين هذا الجواب وقال: "أفلا يكون ظلمًا؟" لأن تقدير الأعمال قبل فعلها يبدو وكأنه إجبار على الفعل ثم المحاسبة عليه!
فظن أبو الأسود أن عمران يشك في القدر، ففزع وقال كلمته المشهورة: "كل شيء خلق الله وملك يده، فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون"، أي أن الله تعالى هو الخالق المالك، لا يُسأل عن أفعاله لحكمته البالغة، أما العباد فيُسألون عن أفعالهم.
فطمئنه عمران بن الحصين بأنه لم يقصد الشك، بل كان يختبر فهمه، ثم ذكر له أن رجلين من مزينة سألا النبي ﷺ نفس السؤال، فأجابهم النبي ﷺ بأن الأعمال مقدرة سابقًا، واستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ [الشمس:7-8].
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة، وأن الله تعالى قد قدّر كل شيء قبل خلقه.
2- الجمع بين القدر والمسؤولية: لا تنافي بين تقدير الله لأفعال العباد ومسؤوليتهم عنها، لأن الله أعطاهم إرادة واختيارًا، وهم يختارون بملء إرادتهم، ولكن علم الله السابق لا يعني إجبارهم على الفعل.
3- الحكمة من الابتلاء بالسؤال: sometimes يُسأل الإنسان أسئلة عميقة لاختبار فهمه وتقوية إيمانه، كما فعل عمران مع أبي الأسود.
4- الاستدلال بالقرآن على صحة الاعتقاد: النبي ﷺ استدل بالآية الكريمة على أن الله بيَّن للناس طريق الخير والشر، وأعطاهم القدرة على اختيار أي منهما، لكن علمه سبحانه شامل لكل شيء.
5- الأدب مع الله تعالى: كما في قول أبي الأسود: "فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون"، وهو أدب مع الله وإقرار بحكمته المطلقة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- مسألة القدر من المسائل التي يجب فيها الاعتدال، فلا ننفي القدر كما فعلت القدرية، ولا نجبر الناس على الأفعال كما قالت الجبرية، بل نؤمن بأن الله قدّر والأفعال اختيارية.
- الآية الكريمة ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ show أن الله جعل في النفس استعدادًا للخير والشر، وهداها إلى الطريقين، ولكن الإنسان هو الذي يختار by his free will.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1856 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1831 كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى سبح وفي الثانية قل...
- 1832 فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة! أفيضوا...
- 1833 من طلب الدنيا أضر بالآخرة
- 1834 مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت...
- 1835 كان يقرأ: هل أتاك حديث الغاشية
- 1836 من خلق السماء والأرض وجعل فيها ما جعل
- 1837 معنى أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا...
- 1838 قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟
- 1839 من شرد على الله شراد البعير على أهله
- 1840 العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر
- 1841 فضل العمل في العشر من ذي الحجة على الجهاد
- 1842 أيام العشر العمل فيها أحب إلى الله
- 1843 العمل في العشر أفضل من الجهاد في سبيل الله
- 1844 أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا
- 1845 مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها
- 1846 من يخر على وجهه هرما في مرضاة الله
- 1847 فضل عتق المسلم ونجاة الأعضاء من النار
- 1848 فنوميهم وتعالى، فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة
- 1849 أفش السلام وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقم بالليل والناس نيام
- 1850 أفضل الصدقة على الأقارب
- 1851 كافل اليتيم مع النبي في الجنة
- 1852 من لا يرحم الناس لا يرحمه الله
- 1853 معاذ أفتان اقرأ والشمس وسبح اسم ربك الأعلى
- 1854 الاصل في خلق الناس الفطرة السليمة
- 1855 كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟
- 1856 ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى...
- 1857 كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له
- 1858 اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب...
- 1859 انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه
- 1860 عنوان الحديث: أبو الدرداء يسأل: أفيكم من يقرأ؟
- 1861 اللهم يسر لي جليسا صالحا
- 1862 هل تقرأ على قراءة عبد الله بن مسعود
- 1863 أبو بكر يعتق رقابا ضعافا ابتغاء وجه الله
- 1864 اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة
- 1865 أنذرتكم النار أنذرتكم النار
- 1866 توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه
- 1867 ما ودعك ربك وما قلى
- 1868 اللهم أمتي أمتي وبكى النبي ﷺ لأمته
- 1869 عُرِض على رسول الله ﷺ ما هو مفتوح على أمته...
- 1870 شق صدر النبي ﷺ واستخراج حظ الشيطان منه
- 1871 فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري
- 1872 سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله
- 1873 التين والزيتون في صلاة العشاء
- 1874 بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ في غار حراء
- 1875 لئن رأيته لأطأن على رقبته
- 1876 لَوْ رَآنِي أَبُو جَهْلٍ أُصَلِّي لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ
- 1877 ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك...
- 1878 التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر في الوتر
- 1879 غفران الذنوب لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
- 1880 الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا
معلومات عن حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
📜 حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








