كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من مولود إلّا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجّسانه، كما تُنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تُحِسُّون فيها من جدعاء؟». ثم يقول أبو هريرة: واقرؤا إن شئتم: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: ٣٠].

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٥٩)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من حديث يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أنّ أبا هريرة، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:

● الفطرة: هي الخلقة الأصلية التي خلق الله الناس عليها، وهي الإسلام والتوحيد والاستعداد لقبول الحق.
● يهودانه: أي يجعلانه يهوديًا.
● ينصرانه: أي يجعلانه نصرانيًا.
● يمجسانه: أي يجعلانه مجوسيًا (والمجوس هم عبدة النار).
● جمعاء: البهيمة السليمة الخَلقية التي لم يقطع منها شيء.
● جدعاء: البهيمة المقطوعة الأذن أو الأنف أو غيرها.

2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن كل مولود يولد على الفطرة السليمة، وهي فطرة الإسلام والتوحيد، ولكن الأبوان (أو المحيط) هما اللذان يحرفان هذه الفطرة ويوجهان الطفل إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو غيرها من الملل المنحرفة.
ثم ضرب النبي ﷺ مثلاً توضيحيًا بالبهيمة (الناقة أو الشاة) التي تلد ولدًا سليمًا لا عيب فيه (جمعاء)، فلا يمكن أن تلد وهي مقطوعة الأذن أو الأنف (جدعاء) إلا إذا قام البشر بقطع ذلك منها. فكذلك الإنسان: يولد سليم الفطرة موحدًا، ولكن البيئة والمجتمع هما اللذان يحرفانه عن فطرته.
ثم استشهد أبو هريرة رضي الله عنه بالآية الكريمة من سورة الروم (30) والتي تؤكد أن فطرة الله التي فطر الناس عليها هي الدين القيم (الإسلام)، ولا تبديل لخلق الله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون حقيقة هذه الفطرة فينحرفون عنها.

3. الدروس المستفادة:

● عظمة العدل الإلهي: حيث يولد كل إنسان على الفطرة السليمة، فلا يحاسب أحد على ذنب غيره.
● مسؤولية التربية: على الوالدين والمجتمع تربية النشء على الإسلام وتنمية فطرته السليمة، وحمايته من الانحراف.
● اليقين بقبول الدعوة: لأن الفطرة السليمة تميل إلى الحق، فالدعوة إلى الله تكون مقبولة عند من لم تفسد فطرته.
● الرد على الجبرية: فالحديث يبين أن الانحراف ليس جبريًا، بل هو نتيجة التربية والبيئة، والإنسان مسؤول عن اختياره.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل عظيم في مسألة الفطرة والإيمان، وقد استدل به العلماء على أن الكفر والضلال أمر عارض على الفطرة، وليس أصليًا في الإنسان.
- الفطرة هنا تشمل الاستعداد للتوحيد ومحبة الخير والبر، كما تشمل الغرائز الأساسية السليمة.
- يجب على المسلم أن يحافظ على فطرته ويجنبها ما يفسدها من المعاصي والبدع والمنكرات.
أسأل الله أن يثبتنا على الفطرة السليمة، وأن يوفقنا لتربية أنفسنا وأولادنا على الإسلام والتوحيد. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٥٩)، ومسلم في القدر (٢٦٥٨) كلاهما من حديث يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره، أنّ أبا هريرة، قال: فذكره.
وقوله: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ أي: بَيَّن لها الخير والشر، والطاعة والمعصية، وما تأتي من الخير والبر وما تذر من الشر والفساد، وقد قدَّرها عليهم، ويسَّرها لهم، وقد جاء في الصحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1855 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

📜 حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كما تنتج البهيمة ببهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية