حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من تثاءب فليضعْ يده على فمه

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا تثاءب أحدكم، فليمسك بيده على فيه، فإن الشّيطان يدخل».
وفي لفظ: «إذا تثاءب أحدكم في الصّلاة، فليكظم ما استطاع، فإن الشّيطان يدخل».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٥: ٥٧) عن أبي غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد،
حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سهيل بن أبي صالح، قال: سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري، يحدث أبي، عن أبيه، قال: فذكره باللفظ الأول.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا تثاءب أحدكم، فليمسك بيده على فيه، فإن الشّيطان يدخل».
وفي لفظ: «إذا تثاءب أحدكم في الصّلاة، فليكظم ما استطاع، فإن الشّيطان يدخل».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». وفي لفظ: «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ».


أولاً. شرح المفردات:


● تَثَاءَبَ: التثاؤب هو فتح الفم عند النعاس أو الملل لخروج النفس، وهو فعل لا إرادي غالباً.
● فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ: أي فليضع يده على فمه ليغطيه.
● فِي الصَّلَاةِ: اللفظ الثاني يخصص الحكم بحالة الصلاة.
● فَلْيَكْظِمْ: الكظم هنا يعني الحبس والكتمان، أي يحاول منع التثاؤب أو كتمه بقدر استطاعته وعدم إطلاقه.
● يَدْخُلُ: المقصود دخول الشيطان إلى الفم المفتوح، إما حقيقةً كما هو ظاهر الحديث، أو مجازاً عن الاستهزاء والضحك على المتثائب وإبعاد الخشوع، والله أعلم.


ثانياً. شرح الحديث:


يوجهنا النبي ﷺ في هذا الحديث إلى أدبٍ عظيمٍ من آداب الإسلام، وهو كيفية التعامل مع التثاؤب.
● الحالة العامة (خارج الصلاة): أمر النبي ﷺ من يتثاءب أن يغطي فمه بيده، ليمنع الشيطان من الدخول إليه. وهذا يدل على أن الشيطان يتخذ من الأفواه المفتوحة في حال التثاؤب مدخلاً له، إما حقيقة نؤمن بها كما وردت، أو معنىً مجازياً وهو استهزاؤه بالإنسان وتشويه منظره.
● الحالة الخاصة (في الصلاة): خصص اللفظ الثاني حالة الصلاة، وهي حالة الخشوع والمناجاة بين العبد وربه. هنا لا يكفي فقط وضع اليد، بل يؤمر المصلي بمقاومة التثاؤب نفسه وكتمه ما استطاع (فَلْيَكْظِمْ)، لأن التثاؤب في الصلاة من الشيطان ليقطع على المصلي خشوعه ويشغله عن مناجاة ربه. فالمقاومة والكظم هنا أدعى للمحافظة على الخشوع وأبعد عن الوسواس.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإسلام دين النظافة والآداب: شرع الإسلام تغطية الفم عند التثاؤب، وهذا من آداب النظافة والاحترام، حيث يحفظ الشخص نفسه وغيره من النظر إلى ما داخل فمه، ويحافظ على جمالية المنظر.
2- حقيقة عداوة الشيطان: الحديث يذكرنا بعداوة الشيطان المستمرة للإنسان، وأنه يتربص به في كل حال، حتى في اللحظات غير الإرادية كالتثاؤب، ليستغل ذلك للإيذاء أو إفساد العبادة.
3- المحافظة على الخشوع في الصلاة: التوجيه النبوي بالكظم في الصلاة يدل على أهمية الخشوع ومحاولة طرد كل ما يشتت الذهن والقلب أثناء مناجاة الله تعالى.
4- الإيمان بالغيب: الحديث يدعو إلى تصديق ما أخبر به النبي ﷺ حتى لو لم ندرك حقيقة كيفية دخول الشيطان، فذلك من الأمور الغيبية التي نؤمن بها.
5- التيسير ورفع الحرج: قال ﷺ: (مَا اسْتَطَاعَ)، مما يدل على أن الأمر حسب الطاقة والقدرة، فإذا غلب التثاؤب على الإنسان فلا إثم عليه، ولكن عليه أن يضع يده على فمه.


رابعاً. معلومات إضافية:


● حكم التثاؤب: التثاؤب نفسها ليس حراماً لأنه فعل لا إرادي، ولكن ترك الآداب الواردة فيه (كعدم تغطية الفم) هو المكروه.
● مصدر الحديث: رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب الحياة اليومية.
● نصيحة عملية: ينبغي للمسلم أن يتعود على هذه السنة النبوية، فيسارع إلى وضع يده على فمه عند التثاؤب، ويحاول كتمه في الصلاة، حتى تصبح عادةً له تدل على امتثاله لأمر نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٩٥: ٥٧) عن أبي غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد،
حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سهيل بن أبي صالح، قال: سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري، يحدث أبي، عن أبيه، قال: فذكره باللفظ الأول.
ورواه (٢٩٩٥: ٥٩) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، فذكره باللفظ الثاني.
وابن أبي سعيد هو: عبد الرحمن كما جاء في طرق أخرى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 259 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

  • 📜 حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب