حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التحذير من هضم حقوق الضعفاء

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أحرّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٦٧٨)، وأحمد (٩٦٦٦،) وابن حبان (٥٥٦٥)، والحاكم (١/ ٦٣، ٤/ ١٢٨)، والبيهقي (١٠/ ١٣٤) كلهم من حديث ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أحرّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديثنا اليوم حديث عظيم يجسد رحمة النبي ﷺ وعدله، وهو تحذير شديد لمن يتعدى على حقوق الضعفاء في المجتمع.
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم! إني أُحرِّج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة».
(رواه النسائي في *السنن الكبرى*، وابن ماجه في *Sunan Ibn Majah*، وهو حسن).


1. شرح المفردات:


* أُحرِّج: من التَّحْرِيج، وهو الإِثْمام والتَّغْلِيظ والتَّحْذِير الشديد. وأصل الكلمة من الحَرَج، وهو الضِّيق، فكأن النبي ﷺ يوضح أن انتهاك حق هذين الضعيفين يورث المرء الحرج (أي الإثم والضيق) في الدنيا والآخرة. وفي رواية أخرى «أُحَذِّر» بدل «أُحرِّج».
* الضعيفين: هما الطرفان الأقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم، والمعرضان للظلم بسبب ضعفهم البدني أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
* اليتيم: هو من مات أبوه قبل أن يبلغ الحلم.
* المرأة: تشمل كل امرأة، سواء كانت بنتًا، أو زوجة، أو أُمًّا، أو أختًا.


2. شرح الحديث:


يستعطف النبي ﷺ ربه بهذا الدعاء لتأكيد خطورة الأمر وعظمه. فكلمة «اللهم إني أحرج» هي صيغة تحذير شديد اللهجة، كأنه يقول: "إني أُحذر تحذيرًا شديدًا، وأُغلظ في الزجر عن التعدي على حق اليتيم والمرأة، وأجعل من يفعل ذلك في إثم عظيم وحرج شديد".
لم يختص النبي ﷺ هذين الصنفين بالذكر إلا لأنهما الأكثر عرضة للظلم والاستغلال:
* اليتيم: ضعيف لأنه فقد سنده ومصدر رزقه وحاميه في الحياة (والده)، فسهل أن يؤكل ماله، أو يهان، أو يهمش.
* المرأة: كانت في الجاهلية تُظلم ولا حق لها، فجاء الإسلام ليؤكد على حرمتها وحقوقها. وهي قد تكون ضعيفة جسديًا أو تعتمد على غيرها في النفقة، مما قد يجعلها هدفًا للظلم إن لم يكن هناك وازع ديني وأخلاقي.
ليس المعنى أن حقوق غيرهما غير مهمة، بل المقصود التنبيه على من تُرْك حقوقهم غالبًا بسبب ضعفهم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحماية الشرعية للضعفاء: يضع الإسلام سياجًا منيعًا من التوجيهات والتحذيرات لحماية من لا يقوى على حماية نفسه في المجتمع.
2- خطورة التعدي على حقوقهما: هذا الحديث تحذير صريح لكل مجتمع وأسرة وولي أمر من أن يظلم يتيمًا أو امرأة، فإن الإثم فيه عظيم.
3- مسؤولية المجتمع والأولياء: يوجّه الحديث أنظار الأوصياء والقائمين على شؤون اليتامى والنساء (كالأمهات، والأجداد، والأخوة، والحكام، والقضاة) إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاههم، والرفق بهم، والمحافظة على أموالهم وحقوقهم المعنوية والمادية.
4- العدل والرحمة أساس التعامل: يأمر الإسلام بالعدل مع الجميع، ولكن يوصي بشكل خاص بالضعفاء، امتثالاً لقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ} [النساء: 36].
5- رفع مكانة المرأة: الحديث من جملة النصوص الكثيرة التي أكدت على تكريم المرأة ومنحها حقوقها وصيانة كرامتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* جمع النبي ﷺ بين اليتيم والمرأة في التحذير لأنهما غالبًا ما يجتمعان في بيئة واحدة (كالأرملة وأولادها الأيتام)، فتكون الحماية لهما مضاعفة.
* جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية شديدة في التحذير من أكل مال اليتيم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].
* من أعظم صور رعاية اليتيم كفالته والإنفاق عليه، وقد قال النبي ﷺ: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا (رواه البخاري).
نسأل الله أن يعيننا على رعاية حقوق الضعفاء وأن يحفظنا من ظلمهم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٦٧٨)، وأحمد (٩٦٦٦،) وابن حبان (٥٥٦٥)، والحاكم (١/ ٦٣، ٤/ ١٢٨)، والبيهقي (١٠/ ١٣٤) كلهم من حديث ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي رواية: «مال الضعيفين».
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل ابن عجلان فإنه حسن الحديث واستشهد به مسلم.
قوله: «أحرج حق الضعيفين» أي أحرّم مالهما على من ظلمهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 264 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

  • 📜 حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حق الضعيفين: اليتيم والمرأة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب