حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن اللَّه يبعث في آخر الزمان ريحا تقبض روح كل مسلم، فيبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يبعث ريحًا من اليمن ألينَ من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبة -أو مثقال ذرة- من إيمان إلا قبضته»

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١١٧: ١٨٥) من طريق صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يبعث ريحًا من اليمن ألينَ من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبة -أو مثقال ذرة- من إيمان إلا قبضته»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي العظيم، الذي يبعث الأمل والطمأنينة في قلوب المؤمنين، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه يبعث ريحًا من اليمن ألينَ من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبة -أو مثقال ذرة- من إيمان إلا قبضته».
(رواه مسلم في صحيحه)


١. شرح المفردات:


● يبعث: يرسل ويُحدث.
● ريحًا: هنا بمعنى نسمة أو نسيمًا هوائيًا، وليست الريح العاصفة.
● من اليمن: جهة الجنوب، وقيل: من جهة اليمن المباركة.
● ألين من الحرير:形容 رقتها ونعومتها الشديدة، فهي ليست مؤذية بل مريحة.
● مثقال حبة أو ذرة: وزن أصغر شيء، كحبة خردل أو ذرة غبار، للدلالة على أدنى قدر من الإيمان.
● قبضته: قَبَضَت روحه وأخذتها بلطف، أي توفته وتُسَلِّم روحه إلى بارئها.


٢. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين عند قرب قيام الساعة. فقبل أن تقوم الساعة وتبدأ أهوالها العظيمة، يبعث الله تعالى ريحًا طيبة لينة، تأتي من اتجاه اليمن (وهو اتجاه مبارك)، تكون ناعمة جدًا كالحرير، لا تؤذي ولا تخيف.
وظيفة هذه الريح: أنها تمر على كل الناس، فلا تترك أحدًا في قلبه أدنى قدر من الإيمان، ولو كان بقدر حبة خردل أو ذرة غبار، إلا قبضت روحه بلطف ورحمة، دون أن يمر بأهوال الساعة وعذابها.
وبهذا تكون هذه الريح رحمة من الله للمؤمنين، حيث يُتوفَّون قبل أن تشتد فتن الدنيا وأهوال القيامة، فينجون من الفزع الأكبر.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين: فالله سبحانه لا يعذب من في قلبه ذرة إيمان، بل يتوفاهم برحمته قبل الأهوال.
2- قيمة الإيمان ولو كان قليلًا: فأدنى الإيمان يكون سببًا للنجاة والفوز برحمة الله.
3- الاستعداد الدائم للموت: فالموت يأتي فجأة، ويجب على المسلم أن يكون دائمًا على حالة من الإيمان والتقوى.
4- علامة من علامات الساعة: هذا الحديث يذكرنا بقرب القيامة، ويحثنا على الاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن أهل الإيمان لا يبقون في الأرض عند قيام الساعة، بل يتوفاهم الله برحمته.
- الريح المذكورة هي ريح طيبة، وليست عذابًا، فهي خاصة بالمؤمنين فقط.
- يستفاد من الحديث أهمية المحافظة على الإيمان ولو كان قليلًا، فإنه سبب للنجاة.
- هذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر عن غيب سيحدث في المستقبل.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين في قلوبهم إيمان، وأن يتوفانا وهو راض عنا.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١١٧: ١٨٥) من طريق صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: «إن اللَّه يبعث ريحا من اليمن» وقد جاء في حديث عبد اللَّه بن عمرو السابق: «ثم يرسل اللَّه ريحا باردة من قبل الشام» فيحتمل أنهما ريحان، شامية ويمانية، ويحتمل أن مبدأها من أحد الإقليمين، ثم تصل الآخر وتنتشر عنده.
وأما ما روي عن بريدة بن الحصيب قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «رأس مائة سنة يبعث اللَّه ريحا باردة يقبض فيها روح كل مسلم». ففيه نكارة.
رواه البخاريّ في التاريخ الكبير (٢/ ١٠١ - ١٠٢)، والبزار (٤٤٢٠)، والحاكم (٤/ ٤٥٧) كلهم من طرق عن بشير بن المهاجر، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن بريدة بهذا الإسناد».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وقال ابن حجر في المطالب (٤٣٤٩): «إسناده حسن».
قال الأعظمي: في إسناده بشير بن المهاجر مختلف فيه، وهو حسن الحديث عندي إذا لم يأت بما ينكر عليه.
وهذا الحديث مما أنكر عليه، قال البخاري في ترجمة بشير من التاريخ الكبير (٢/ ١٠٢): «يخالف في بعض حديثه هذا» وساقه الذهبي في مناكيره في الميزان، والمتن مشكل، فإن كان المراد مائة سنة بعد موت النبي ﷺ فهذا مخالف للواقع، وإن كان المراد قبل قيام الساعة فالتحديد بمائة سنة ليس له معنى كما أنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها أن اللَّه تعالى يبعث ريحا قبل قيام الساعة فتقبض روح كل مؤمن.
ولعله دخل حديث انقراض جماعة الصحابة بعد مائة سنة في حديث بعث الريح التي تقبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة. واللَّه أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 297 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: إن الله يبعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب