حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في هدم الكعبة في آخر الزمان

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه».

صحيح: رواه أحمد (٧٩١٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٧)، والحاكم (٤/ ٤٥٢ - ٤٥٣) كلهم من طريق ابن أبي ذئب (وهو محمد بن عبد الرحمن)، عن سعيد بن سنان قال: سمعت أبا هريرة
يخبر أبا قتادة أن رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو من أشراط الساعة الكبرى، يتعلق بمستقبل البيت الحرام.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يُبَايَعُ لِرَجُلٍ: أي يُعطى العهد والطاعة لإنسان يدعي الخلافة أو الإمامة.
● مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ: مكان مبارك بين حجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام في المسجد الحرام.
● لَنْ يَسْتَحِلَّ البَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ: أي لن ينتهك حرمة الكعبة ويستبيح قتالاً فيها إلا من كان من جنس العرب وأهل مكة أنفسهم (أي القرشيون أو من في حكمهم).
● فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ: أي إذا هم انتهكوا حرمتها بالقتال فيها وسفك الدماء.
● فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ العَرَبِ: أي ستقع فتنة عظيمة واقتتال شديد يؤدي إلى هلاك كثير من العرب.
● ثُمَّ تَأْتِي الحَبَشَةُ: أي جيش من الحبشة (إثيوبيا حاليًا أو سكان القرن الأفريقي).
● فَيُخَرِّبُونَهُ: أي يهدمون الكعبة.
● خَرَابًا لَا يُعْمَرُ بَعْدَهُ أَبَدًا: أي هدمًا كاملاً لا يُبنى بعده أبدًا إلى قيام الساعة.
● كَنْزَهُ: المقصود كنز الكعبة الذي يُدفن معها أو فيها، وهو ما يُسمَّى "الكنزان: الذهب والفضة" الذي سيخرجه هذا الجيش.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حدث عظيم من أشراط الساعة، حيث:
1- بيعة إمام أو خليفة في الحرم: سيظهر رجل (وهو من علامات الساعة، ويُعتقد أنه المهدي المنتظر الذي يبايع بين الركن والمقام) فيحصل له بيعة في هذا المكان المبارك.
2- اقتتال داخل الحرم: بعد ذلك، سيستبيح بعض أهل مكة أو العرب (وهم "أهله") حرمة البيت الحرام، فيقتتلون فيه، وهذه من أعظم الفتن والذنوب.
3- هلاك العرب: نتيجة هذا الاقتتال في الحرم، ستهلك العرب وتضعف قوتهم بسبب الفتنة والقتال.
4- هدم الكعبة على يد الحبشة: بعد ضعف العرب، سيأتي جيش من الحبشة (وهم في وصف الحديث قوم ذوو سوقة وحالة معينة، ليسوا بأقوياء لكن الله سلطهم بسبب ذنوب الناس) فيخربون الكعبة ويَهدمونها حجراً حجراً.
5- استخراج كنز الكعبة: هذا الجيش هو الذي سيستخرج كنز الكعبة المدفون (وهو من الذهب والفضة وغيرها).
6- خراب لا يعمر بعده: وهذا الخراب يكون نهائياً، فلا تُبنى الكعبة بعد ذلك أبداً، وذلك لأن الدنيا تنتهي بعدها بقريب، وتقوم الساعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظم حرمة البيت الحرام: الحديث يبين عظم حرمة مكة والكعبة، وأن القتال فيها من الكبائر العظيمة التي تجلب الهلاك.
2- تحذير من الفتن والاقتتال: الحديث تحذير للمسلمين من الاقتتال الداخلي والفتن، خاصة في الأماكن المقدسة.
3- اليقين بعلامات الساعة: الحديث يزيد إيماننا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأمور غيبية ستقع.
4- العبرة بالذنوب: هلاك الأمم بسبب ذنوبها ومعاصيها، وانتهاك الحرمات.
5- التسليم بقدر الله: كل هذه الأحداث تقع بقدر الله تعالى وحكمته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أشراط الساعة الكبرى التي تكون قرب قيام الساعة.
● الركن والمقام: مكان معروف في المسجد الحرام إلى يومنا هذا، وهو مكان داعي للبركة والعبادة.
● المهدي المنتظر: الذي يبايع بين الركن والمقام، هو من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه اسم النبي، ويملأ الأرض عدلاً.
● الحبشة: هم سكان أفريقيا (إثيوبيا وإريتريا والصومال حالياً)، وقد يكون المراد جيشاً منهم أو من في جهتهم.
● خراب الكعبة: يكون بعد خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، ويُعتقد أن هذه الآية من آخر العلامات.
نسأل الله أن يحفظ بلاد الحرمين، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٧٩١٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٧)، والحاكم (٤/ ٤٥٢ - ٤٥٣) كلهم من طريق ابن أبي ذئب (وهو محمد بن عبد الرحمن)، عن سعيد بن سنان قال: سمعت أبا هريرة
يخبر أبا قتادة أن رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٩٨): «في الصحيح بعضه، ورواه أحمد ورجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 287 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

  • 📜 حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يبايع لرجل ما بين الركن والمقام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب