حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في هدم الكعبة في آخر الزمان

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٩١)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠٩) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدّثنا زياد بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة» رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تتناول علامات من علامات الساعة، وسأشرحه لك بفضل الله على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● يخرب: أي يهدم ويُدمّر.
● الكعبة: بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وهو قبلة المسلمين.
● ذو السويقتين:
● سويقتين: تصغير "ساق"، أي صاحب الساقين الصغيرتين أو النحيفتين.
- والمعنى: رجل ضعيف الجسم، نحيل الساقين، قد لا يُتوقّع منه هذه القوة.
● من الحبشة: أي من أصل حبشي (إثيوبي)، أو من تلك المنطقة.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن رجلاً من الحبشة، ضعيف البنية، نحيل الساقين، سيكون سببًا في هدم وتخريب الكعبة المشرفة. وهذا الهدم سيكون في آخر الزمان، من علامات الساعة الكبرى أو قرب قيامها.
وقد وردت روايات أخرى تبين أن هذا التخريب يكون بمعول أو آلة يحفر بها، كما في رواية: «كأني أنظر إليه أسود أفحج، ينقضها حجرًا حجرًا» (رواه البخاري ومسلم). والأفحج: هو الذي بين فخذيه تباعد.


3. الدروس المستفادة:


● عظمة النبي ﷺ وعلم الغيب: فهذا من إخباره بالغيب الذي أطلعه الله عليه، مما يزيد في إيماننا بنبوته.
● علامات الساعة: الحديث يُعد من أشراط الساعة، ويذكرنا باقترابها، فيجب الاستعداد بالعمل الصالح.
● ضعف الأجساد لا يعني ضعف التأثير: فها هو رجل ضعيف البنية يكون سببًا في هدم أعظم بيت في الأرض، مما يدل على أن الأمور بيد الله تعالى، وقد يُقدّر لأضعف الخلق أن يفعل الأعظم.
● عزة الإسلام لا ترتبط ببناء: الكعبة بناءٌ مقدس، لكنه سيُهدم في آخر الزمان بأمر الله، مما يذكرنا أن العزة للإسلام وليست للأحجار، وأن الله قادر على أن يبدل الخير خيرًا منه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الهدم سيكون في زمن يخرج فيه المسيح الدجال، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، كما ورد في بعض الروايات.
- بعد هدمها، لا يُبنى شيء منها، كما في حديث: «لا تقوم الساعة حتى لا يُحج البيت» (رواه أحمد).
- ورد في بعض التفاسير أن هذا الهدم يكون بعد خروج "اليأجوج والمأجوج"، وأن الله تعالى يبعث ريحًا تقبض أرواح المؤمنين، فلا يبقى إلا شرار الناس، وعليهم تقوم الساعة.

أسأل الله أن يجعلنا من المستعدين لآخرتنا، المهتمين بأعمالنا، الواقفين عند حدود شرعه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥٩١)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠٩) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدّثنا زياد بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

  • 📜 حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذو السويقتين من الحبشة يخرب الكعبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب