مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال النبي ﷺ: «حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدًا».
وفي لفظ: «حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق». والباقي مثله.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٧٧) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي يصف حوض النبي صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة، وهو من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:

● حَوضي: الحوض هو مجمع الماء العظيم الذي يكون للنبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
● مَسِيرَةُ شَهْرٍ: أي أن طوله وعرضه مسافة شهر من السير.
● زَوَايَاهُ سَوَاءٌ: أي أن أطرافه متساوية (مربع أو دائرة) لا تفاوت فيها.
● أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ: بياضه يفوق بياض اللبن في نقائه وصفائه.
● أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ: رائحته أزكى وأطيب من أطيب الروائح وهي المسك.
● كِيزَانُهُ: جمع كوز، وهي الأواني التي يُشرب بها.
● كَنجُومِ السَّمَاءِ: أي في الكثرة واللمعان والجمال.
● لا يَظْمَأُ أَبَدًا: أي لا يعطش بعد شربه منه أبداً.
● مِنَ الوَرِقِ: الورق هنا يعني الفضة، أي أن بياض الماء يزيد على بياض الفضة.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أحد منح الله تعالى له يوم القيامة، وهو حوض عظيم يسقى منه أمته قبل دخول الجنة. وهذا الحوض له صفات عظيمة:
● اتساعه: فهو واسع جداً، حيث أن طوله وعرضه مسيرة شهر بكافة اتجاهاته، مما يدل على كرم الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، وسعة فضله لأمته.
● صفاء مائه: فهو أبيض من اللبن وأشد بياضاً من الفضة، مما يدل على نقائه وطهارته.
● طيب رائحته: فهو أطيب من رائحة المسك، وهي من أطيب ما يعرفه الناس من روائح.
● كؤوسه: كؤوس الشرب فيه كثيرة جداً كنجوم السماء في العدد والبهاء، مما يدل على كمال النعمة والجمال.
● بركته: من شرب منه شربة واحدة لا يظمأ بعدها أبداً، وهي نعمة عظيمة في يوم القيامة حيث يكون الناس في شدة العطش والحر.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- إثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم: وهو من الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها كما جاءت في النصوص.
2- عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله: حيث خصه بهذا الحوض العظيم لأمته.
3- السعي للورود على الحوض: وذلك بالتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب البدع والمعاصي، لأن بعض الناس يُحرمون منه بسبب بعدهم عن هديه.
4- التطلع لنعيم الآخرة: الذي يفوق كل ما في الدنيا من جمال ونعيم.
5- كرم الله تعالى وعطاؤه: حيث جعل هذا الحوض بهذه الصفات العظيمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- وردت أحاديث كثيرة في صفة الحوض، وأن من يفارق دين النبي أو يبتدع في الدين يُحرم من الشرب منه.
- الحوض يكون في عرصات القيامة قبل دخول الجنة، وهو من أول المنازل التي ينتقل إليها المؤمنون بعد الحساب.
- ينبغي للمسلم أن يدعو الله تعالى أن يورده حوض النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يوردنا حوض نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يسقينا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٧٧) عن سعيد بن أبي مريم، حدّثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: قال عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
ورواه مسلم في الفضائل (٢٢٩٢) عن داود بن عمرو الضبي، حدّثنا نافع بن عمر الجمحي، به باللفظ الثاني.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 99 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

📜 حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ شَرِبَ مِنْ حَوْضِي فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية