حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر» فقام عكاشة بن محصن الأسدي، يرفع نمرة عليه، قال: ادع اللَّه لي يا رسول اللَّه! أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه أن يجعلني منهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «سبقك عكاشة».

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨١١) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدّثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: فذكر الحديث.

عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر» فقام عكاشة بن محصن الأسدي، يرفع نمرة عليه، قال: ادع اللَّه لي يا رسول اللَّه! أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه أن يجعلني منهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «سبقك عكاشة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا، تضيء وجوههم إضاءة القمر» فقام عكاشة بن محصن الأسدي، يرفع نمرة عليه، قال: ادع اللَّه لي يا رسول اللَّه! أن يجعلني منهم، فقال: «اللهم اجعله منهم» ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللَّه! ادع اللَّه أن يجعلني منهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «سبقك عكاشة».
مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب) والإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● زمرة: جماعة أو مجموعة من الناس.
● تضيء وجوههم إضاءة القمر: يشع نورًا من وجوههم كالشعاع المنبعث من القمر في الليلة المقمرة.
● عكاشة بن محصن الأسدي: صحابي جليل من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله.
● يرفع نمرة عليه: النمرة هي كساء من صوف مخطط، أي كان يرتديها فرفعها أو أشار بها حين قام.
● سبقك عكاشة: أي أن عكاشة قد حصل على هذه المكانة وسبقك إلى طلبها والدعاء بها.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أمته جماعة قوامها سبعون ألفًا سيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وعلامتهم أن وجوههم تشع نورًا كالقمر ليلة البدر. وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة.
فلما سمع الصحابة هذا الوصف العظيم، قام الصحابي الجليل عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه مسرعًا طامعًا في هذا الفضل العظيم، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له أن يكون من هؤلاء السبعين ألفًا. فاستجاب النبي صلى الله عليه وسلم لدعائه ودعا له قائلًا: «اللهم اجعله منهم».
ثم قام رجل آخر من الأنصار - وهم معروفون بسبقهم وفضيلتهم - وطلب نفس الطلب، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأن عكاشة قد سبقه إلى هذا الفضل.


3. الدروس المستفادة منه:


1- سعة فضل الله وكرمه: حيث خص أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وعددهم كبير.
2- الحرص على الخير والمسارعة إليه: كما فعل عكاشة رضي الله عنه، حيث لم يتردد في طلب هذا المقام الرفيع بمجرد سماعه.
3- فضل الدعاء وسؤال الله: فطلب الدعاء من الصالحين والأتقياء من أسباب حصول الخير.
4- استجابة الله لدعاء نبيه: حيث دعا النبي لعكاشة فاستجاب الله له، مما يدل على مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه.
5- أن الأقدار متفاضلة: فليس كل من طلب الخير يحصل عليه بنفس الدرجة، فقد يسبق إليه أحد بسبب صدق نيته أو سبق عمله أو فضل الله عليه.
6- بيان مكانة عكاشة رضي الله عنه: حيث بشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من هؤلاء السبعين ألفًا.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هؤلاء السبعون ألفًا هم أول من يدخل الجنة من هذه الأمة على هذه الصفة، كما ورد في بعض الروايات.
- وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى بأنهم "الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"، أي أنهم كاملو التوكل على الله، لا يطلبون العلاج بالكي (الذي كان يعتقد فيه اعتقادات شركية)، ولا يطلبون من غيرهم الرقية (إذا كانت تتضمن محذورًا شركيًا)، ولا يتشاءمون بالطيور أو غيرها.
- العدد سبعون ألفًا قد يكون على ظاهره، أو قد يكون كناية عن الكثرة، والله أعلم.
- هذا الحديث من بشائر النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبيان لمكانتهم وفضلهم عند الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، وأن يتفضل علينا بدخولها بغير حساب ولا عذاب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللباس (٥٨١١) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدّثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: فذكر الحديث.
ورواه أيضًا (٦٥٤٢) من طريق عبد اللَّه -وهو ابن وهب- قال: أخبرنا يونس عن الزهري، بإسناده قريبا منه.
ومن هذا الوجه رواه مسلم في الإيمان (٢١٦: ٣٦٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 118 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

  • 📜 حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب