حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء

عن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: كنت قائما عند رسول اللَّه ﷺ، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد! فدفعتُه دفعةً كاد يُصرعُ منها. فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ: يا رسول اللَّه؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اسمى محمّد الذي سمّاني به أهلي». فقال اليهوديُّ: جئتُ أسألُك. فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أينفَعُك شيءٌ إن حدّثْتُك؟». قال: أسمع بأُذني، فَنَكَتَ رسولُ اللَّه ﷺ بعُودٍ معه، فقال: «سَلْ». فقال اليهوديُّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض والسماواتُ؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هم في الظُّلْمة دون الجسر». قال: فمن أوّل الناس إجازةً؟ قال: «فقراء المهاجرين».

صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣١٥: ٣٤) عن الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا أبو توبة -هو الربيع بن نافع- حدّثنا معاوية -يعني ابن سلام- عن زيد -يعني أخاه- أنه سمع أبا سلام، قال: حدّثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره في حديث طويل.

عن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: كنت قائما عند رسول اللَّه ﷺ، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد! فدفعتُه دفعةً كاد يُصرعُ منها. فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ: يا رسول اللَّه؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اسمى محمّد الذي سمّاني به أهلي». فقال اليهوديُّ: جئتُ أسألُك. فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أينفَعُك شيءٌ إن حدّثْتُك؟». قال: أسمع بأُذني، فَنَكَتَ رسولُ اللَّه ﷺ بعُودٍ معه، فقال: «سَلْ». فقال اليهوديُّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض والسماواتُ؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هم في الظُّلْمة دون الجسر». قال: فمن أوّل الناس إجازةً؟ قال: «فقراء المهاجرين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

الحديث:


عن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: كنت قائما عند رسول اللَّه ﷺ، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد! فدفعتُه دفعةً كاد يُصرعُ منها. فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ: يا رسول اللَّه؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اسمى محمّد الذي سمّاني به أهلي». فقال اليهوديُّ: جئتُ أسألُك. فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أينفَعُك شيءٌ إن حدّثْتُك؟». قال: أسمع بأُذني، فَنَكَتَ رسولُ اللَّه ﷺ بعُودٍ معه، فقال: «سَلْ». فقال اليهوديُّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض والسماواتُ؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هم في الظُّلْمة دون الجسر». قال: فمن أوّل الناس إجازةً؟ قال: «فقراء المهاجرين».


1. شرح المفردات:


● حَبْر: عالم من علماء اليهود، وجمعها "أحبار".
● دفعتُه دفعةً: أي دفعه دفعة قوية.
● كاد يُصرعُ منها: كاد يسقط على الأرض من قوة الدفع.
● نكت بعود: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخط أو ينكت بعصا في الأرض تأملًا أو تفكرًا.
● تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض: أي تُغير الأرض يوم القيامة وتصير أرضًا أخرى غير هذه الأرض.
● الظُّلْمة: الظلام، والمقصود هنا ظلمة ما قبل الجسر (الصراط).
● دون الجسر: أي قبل الصراط الذي يُمر على جهنم.
● إجازةً: المرور على الصراط أو العبور.


2. شرح الحديث:


يقول ثوبان رضي الله عنه: كنت واقفًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء عالم من علماء اليهود وسلم على النبي قائلًا: "السلام عليك يا محمد"، دون أن يناديه بلقب الرسالة. فدفعه ثوبان دفعة قوية؛ غيرة على رسول الله وتوقيرًا له. فاستفسر اليهودي عن سبب الدفع، فأجابه ثوبان: "ألا تقول: يا رسول الله؟"، فرد اليهودي بأنهم ينادونه باسمه الذي سماه به أهله (أي محمد)، فرد النبي صلى الله عليه وسلم بتأكيد ذلك قائلًا: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي"، معترفًا باسمه ولكنه لم يعترض على توقيره بلقب الرسالة.
ثم انتقل اليهودي إلى سؤاله عن أمر الآخرة، فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم: "أينفعك شيء إن حدثتك؟"، يعني: هل ستفيدك المعرفة إذا أخبرتك؟ فأجاب اليهودي بأنه يريد أن يسمع فقط، فأذن له النبي بالسؤال.
فسأل اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ (أي يوم القيامة)، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر"، أي أن الناس يكونون في ظلمة شديدة قبل الصراط.
ثم سأل: من أول الناس إجازة (أي مرورًا على الصراط)؟ فأجاب النبي: "فقراء المهاجرين"، وهم الذين هاجروا مع النبي وتركوا ديارهم في سبيل الله، وكانوا فقراء لكن إيمانهم كان قويًا.


3. الدروس المستفادة:


● توقير النبي صلى الله عليه وسلم: فعل ثوبان رضي الله عنه يدل على وجوب توقير النبي وتجنب مخاطبته بمجرد اسمه دون ألقاب التكريم مثل "رسول الله".
● أدب الصحابة مع النبي: كان الصحابة يغارون على النبي ويحافظون على أدب الحديث معه.
● اعتراف النبي باسمه: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر اسم "محمد"، بل أكده، لكن الأدب يقتضي مناداته بلقب الرسالة تعظيمًا له.
● الإجابة الحكيمة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفض الإجابة على سؤال اليهودي، بل ناقشه وسأله إن كان سينتفع بالعلم، مما يدل على أهمية النية والفائدة من العلم.
● بيان أحوال يوم القيامة: الحديث يذكر بعض أحداث يوم القيامة، مثل تبديل الأرض والسماوات، والظلمة قبل الصراط، وأول الناس مرورًا على الصراط وهم فقراء المهاجرين.
● فضل الفقراء والصابرين: أن فقراء المهاجرين هم أول من يعبر الصراط، مما يدل على فضلهم وتضحيتهم، وأن الفقر والصبر على الطاعة له أجر عظيم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- "فقراء المهاجرين" هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، وتركوا أموالهم وأهلهم في سبيل الله، وكانوا يعانون الفقر لكنهم كانوا أقوياء بالإيمان.
- "الجسر" هو الصراط الذي يكون على جهنم، يعبر الناس عليه حسب أعمالهم.
- الحديث يظهر أيضًا أدب النبي في الحوار، وحكمته في الإجابة، حتى مع غير المسلمين.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحيض (٣١٥: ٣٤) عن الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا أبو توبة -هو الربيع بن نافع- حدّثنا معاوية -يعني ابن سلام- عن زيد -يعني أخاه- أنه سمع أبا سلام، قال: حدّثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره في حديث طويل.
وفي الباب ما رُوي عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، أو أربعين سنة».
رواه أبو يعلى في معجمه (٦٣) عن محمد بن جامع بن أبي كامل -شيخ صدق- حدّثنا إبراهيم ابن موسى الزيات، عن المغيرة بن زياد، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: فذكره.
وإبراهيم بن موسى الزيات ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يخطئ» ولم يوثقه غيره ممن يعتمد على توثيقه فهو في عداد المجهولين، وشيخه المغيرة بن زياد مختلف فيه، والغالب عليه الضعف.
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالك، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة». فقالت عائشة: لم يا رسول اللَّه؟ قال: «إنهم
يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة».
رواه الترمذيّ (٢٣٥٢)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ١٢) كلاهما من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي، حدّثنا الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث غريب».
وهو كما قال، فإن الحارث بن النعمان ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وقال البخاري: «منكر الحديث».
وفي الباب ما روي عن جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا».
رواه الترمذيّ (٢٣٥٥)، وأحمد (١٤٤٧٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عمرو بن جابر الحضرمي، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وعمرو بن جابر الحضرمي، هو أبو زرعة المصري، ضعيف في حديثه، ومتكلم في دينه واعتقاده. كان يعتقد أن عليًّا في السحاب. قال أحمد: «روى عن جابر أحاديث مناكير» ومع ذلك حسّنه الترمذيّ.
وفي الباب ما روي عن ابن عمر قال: اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول اللَّه ﷺ ما فضل اللَّه به عليهم أغنياءهم، فقال: «يا معشر الفقراء ألا أبشركم أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمسمائة عام» ثم تلا موسى هذه الآية: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧].
رواه ابن أبي شيبة (٣٥٥٢٨)، وابن ماجه (٤١٢٤) كلاهما من طرق عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
وموسى بن عبيدة هو الربذي، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وهو يروي عن عبد اللَّه بن دينار أحاديث منكرة كما قال أحمد وابن معين.
قال الأعظمي: وهذا من روايته عن عبد اللَّه بن دينار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

  • 📜 حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب