حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٣١٥: ٣٤) عن الحسن بن علي الحلواني، حدّثنا أبو توبة -هو الربيع بن نافع- حدّثنا معاوية -يعني ابن سلام- عن زيد -يعني أخاه- أنه سمع أبا سلام، قال: حدّثني أبو أسماء الرحبي، أن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: فذكره في حديث طويل.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:
الحديث:
عن ثوبان مولى رسول اللَّه ﷺ قال: كنت قائما عند رسول اللَّه ﷺ، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد! فدفعتُه دفعةً كاد يُصرعُ منها. فقال: لِمَ تدفعني؟ فقلتُ: ألا تقولُ: يا رسول اللَّه؟ فقال اليهوديُّ: إنما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنّ اسمى محمّد الذي سمّاني به أهلي». فقال اليهوديُّ: جئتُ أسألُك. فقال له رسول اللَّه ﷺ: «أينفَعُك شيءٌ إن حدّثْتُك؟». قال: أسمع بأُذني، فَنَكَتَ رسولُ اللَّه ﷺ بعُودٍ معه، فقال: «سَلْ». فقال اليهوديُّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض والسماواتُ؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هم في الظُّلْمة دون الجسر». قال: فمن أوّل الناس إجازةً؟ قال: «فقراء المهاجرين».
1. شرح المفردات:
● حَبْر: عالم من علماء اليهود، وجمعها "أحبار".
● دفعتُه دفعةً: أي دفعه دفعة قوية.
● كاد يُصرعُ منها: كاد يسقط على الأرض من قوة الدفع.
● نكت بعود: يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخط أو ينكت بعصا في الأرض تأملًا أو تفكرًا.
● تُبدَّل الأرض غيرَ الأرض: أي تُغير الأرض يوم القيامة وتصير أرضًا أخرى غير هذه الأرض.
● الظُّلْمة: الظلام، والمقصود هنا ظلمة ما قبل الجسر (الصراط).
● دون الجسر: أي قبل الصراط الذي يُمر على جهنم.
● إجازةً: المرور على الصراط أو العبور.
2. شرح الحديث:
يقول ثوبان رضي الله عنه: كنت واقفًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء عالم من علماء اليهود وسلم على النبي قائلًا: "السلام عليك يا محمد"، دون أن يناديه بلقب الرسالة. فدفعه ثوبان دفعة قوية؛ غيرة على رسول الله وتوقيرًا له. فاستفسر اليهودي عن سبب الدفع، فأجابه ثوبان: "ألا تقول: يا رسول الله؟"، فرد اليهودي بأنهم ينادونه باسمه الذي سماه به أهله (أي محمد)، فرد النبي صلى الله عليه وسلم بتأكيد ذلك قائلًا: "إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي"، معترفًا باسمه ولكنه لم يعترض على توقيره بلقب الرسالة.
ثم انتقل اليهودي إلى سؤاله عن أمر الآخرة، فاستفسر النبي صلى الله عليه وسلم: "أينفعك شيء إن حدثتك؟"، يعني: هل ستفيدك المعرفة إذا أخبرتك؟ فأجاب اليهودي بأنه يريد أن يسمع فقط، فأذن له النبي بالسؤال.
فسأل اليهودي: أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات؟ (أي يوم القيامة)، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر"، أي أن الناس يكونون في ظلمة شديدة قبل الصراط.
ثم سأل: من أول الناس إجازة (أي مرورًا على الصراط)؟ فأجاب النبي: "فقراء المهاجرين"، وهم الذين هاجروا مع النبي وتركوا ديارهم في سبيل الله، وكانوا فقراء لكن إيمانهم كان قويًا.
3. الدروس المستفادة:
● توقير النبي صلى الله عليه وسلم: فعل ثوبان رضي الله عنه يدل على وجوب توقير النبي وتجنب مخاطبته بمجرد اسمه دون ألقاب التكريم مثل "رسول الله".
● أدب الصحابة مع النبي: كان الصحابة يغارون على النبي ويحافظون على أدب الحديث معه.
● اعتراف النبي باسمه: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر اسم "محمد"، بل أكده، لكن الأدب يقتضي مناداته بلقب الرسالة تعظيمًا له.
● الإجابة الحكيمة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفض الإجابة على سؤال اليهودي، بل ناقشه وسأله إن كان سينتفع بالعلم، مما يدل على أهمية النية والفائدة من العلم.
● بيان أحوال يوم القيامة: الحديث يذكر بعض أحداث يوم القيامة، مثل تبديل الأرض والسماوات، والظلمة قبل الصراط، وأول الناس مرورًا على الصراط وهم فقراء المهاجرين.
● فضل الفقراء والصابرين: أن فقراء المهاجرين هم أول من يعبر الصراط، مما يدل على فضلهم وتضحيتهم، وأن الفقر والصبر على الطاعة له أجر عظيم.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- "فقراء المهاجرين" هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، وتركوا أموالهم وأهلهم في سبيل الله، وكانوا يعانون الفقر لكنهم كانوا أقوياء بالإيمان.
- "الجسر" هو الصراط الذي يكون على جهنم، يعبر الناس عليه حسب أعمالهم.
- الحديث يظهر أيضًا أدب النبي في الحوار، وحكمته في الإجابة، حتى مع غير المسلمين.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تخريج الحديث
وفي الباب ما رُوي عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يدخل فقراء أمتي قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، أو أربعين سنة».
رواه أبو يعلى في معجمه (٦٣) عن محمد بن جامع بن أبي كامل -شيخ صدق- حدّثنا إبراهيم ابن موسى الزيات، عن المغيرة بن زياد، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: فذكره.
وإبراهيم بن موسى الزيات ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «يخطئ» ولم يوثقه غيره ممن يعتمد على توثيقه فهو في عداد المجهولين، وشيخه المغيرة بن زياد مختلف فيه، والغالب عليه الضعف.
وفي الباب ما رُوي عن أنس بن مالك، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «اللهم أحيني مسكينا، وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة». فقالت عائشة: لم يا رسول اللَّه؟ قال: «إنهم
يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة».
رواه الترمذيّ (٢٣٥٢)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ١٢) كلاهما من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي، حدّثنا الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس، فذكره.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث غريب».
وهو كما قال، فإن الحارث بن النعمان ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وقال البخاري: «منكر الحديث».
وفي الباب ما روي عن جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه ﷺ قال: «يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا».
رواه الترمذيّ (٢٣٥٥)، وأحمد (١٤٤٧٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عمرو بن جابر الحضرمي، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وعمرو بن جابر الحضرمي، هو أبو زرعة المصري، ضعيف في حديثه، ومتكلم في دينه واعتقاده. كان يعتقد أن عليًّا في السحاب. قال أحمد: «روى عن جابر أحاديث مناكير» ومع ذلك حسّنه الترمذيّ.
وفي الباب ما روي عن ابن عمر قال: اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول اللَّه ﷺ ما فضل اللَّه به عليهم أغنياءهم، فقال: «يا معشر الفقراء ألا أبشركم أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمسمائة عام» ثم تلا موسى هذه الآية: ﴿وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [الحج: ٤٧].
رواه ابن أبي شيبة (٣٥٥٢٨)، وابن ماجه (٤١٢٤) كلاهما من طرق عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
وموسى بن عبيدة هو الربذي، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وهو يروي عن عبد اللَّه بن دينار أحاديث منكرة كما قال أحمد وابن معين.
قال الأعظمي: وهذا من روايته عن عبد اللَّه بن دينار.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 114 من أصل 286 حديثاً له شرح
- 89 نحن الآخرون الأولون يوم القيامة
- 90 الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة
- 91 أيام منى أيام أكل وشرب
- 92 إني رأيته في النار في بردة غلها
- 93 إني حرمت الجنة على الكافرين
- 94 الجنة لا يدخلها مشرك
- 95 مَنْ أحببتَ أنت مع مَنْ أحببتَ
- 96 من شهد أن لا إله إلا الله أدخله الله الجنة
- 97 من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة وإن سرق...
- 98 من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار.
- 99 من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل...
- 100 من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة...
- 101 من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى
- 102 من يضمن لسانه وفرجه
- 103 من أنفق زوجين من ماله ابتدرته حجبة الجنة
- 104 إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة
- 105 يدخلون الجنة في السلاسل
- 106 قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل
- 107 أفئدتهم مثل أفئدة الطير يدخلون الجنة
- 108 فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا
- 109 فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة
- 110 يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بخمس مئة عام
- 111 طوبى للغرباء ناس صالحون في ناس سوء كثير
- 112 يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء
- 113 فقراء الأمة ومساكينها يدخلون الجنة قبل الناس
- 114 فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
- 115 المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
- 116 من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم الذين لا...
- 117 يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب
- 118 يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم...
- 119 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة
- 120 فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر
- 121 سبعون ألفا يدخلون الجنة بوجوه كالقمر ليلة البدر
- 122 هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون
- 123 يدخل من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 124 لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون
- 125 النبي يمر ومعه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من...
- 126 وعدني سبعين ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، وزادني ثلاث...
- 127 يدخل من أمتي سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر
- 128 سعة حوض النبي ﷺ من البيضاء إلى بصرى
- 129 من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب
- 130 يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب ويشفع كل ألف لسبعين...
- 131 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً مع كل واحد سبعون...
- 132 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
- 133 أترضون أن تكونوا نصف أهل الجنة
- 134 من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار
- 135 أمتي يوم القيامة ربع أهل الجنة
- 136 أخرج بعث جهنم من ذريتك
- 137 يوم يقول الله لآدم: قم فابعث بعث النار من كل...
- 138 من ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى...
معلومات عن حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
📜 حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فقراء المهاجرين أول الناس إجازة يوم القيامة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








