حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب انتزاع الغل من صدور أهل الجنة قبل الدخول فيها

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده،
لأحدهم أهدى بمنْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا».

صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد الخدري قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده،
لأحدهم أهدى بمنْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث أهوال يوم القيامة وعدل الله تعالى بين عباده، رواه الإمام البخاري في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● يخلص المؤمنون من النار: ينجو المؤمنون من عذاب النار ولا يدخلونها، أو يُخرج منها من دخلها من عصاة المؤمنين.
● فيحبسون على قنطرة: يُوقفون ويُحتجزون على جسر أو معبر.
● بين الجنة والنار: هذا الموضع هو مكانٌ يفصل بين الجنة والنار.
● فيقص لبعضهم من بعض مظالم: يُقتص ويُؤخذ الحق لبعضهم من بعض فيما كان بينهم من ظلم في الدنيا.
● حتى إذا هذبوا ونقوا: حتى إذا طُهّروا من الذنوب والظلامات، وتخلصوا من كل عيب.
● أذن لهم في دخول الجنة: أُعطوا الإذن والتصريح بدخول الجنة.
● أهدى بمنزله في الجنة: أدرك وأعرف طريق منزله في الجنة.
● منه بمنزله كان في الدنيا: أكثر من معرفته لطريق منزله الذي كان يسكنه في الدنيا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن مرحلة عظيمة من مراحل يوم القيامة، بعد أن ينجو المؤمنون من النار، سواء أكانوا لم يدخلوها أصلاً، أو خرجوا منها بشفاعة أو برحمة الله. فيُوقفون على قنطرة (جسر) بين الجنة والنار. وهناك يُحاسبون على المظالم التي كانت بينهم في الدنيا، فيقتص لبعضهم من بعض، حتى لا تبقى لأحد مظلمة عند أحد. وهذا من كمال عدل الله تعالى، فالجنة لا يدخلها نفس فيها ظلم لأخيها.
بعد أن يتطهرون تمامًا من هذه الذنوب والظلامات، ويصبحون نقيين من كل عيب، يُؤذن لهم بدخول الجنة. ثم يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم بقسمه على عظمة ما سيرونه، فيقول: "فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا"، أي أن المؤمن سيعرف مكان منزله في الجنة ويعرف الطريق إليه، أكثر وأوضح من معرفته لطريق بيته في الدنيا الذي عاش فيه سنين.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عدل الله المطلق: الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، وسيقيم العدل بين العباد حتى في الحقوق التي بينهم.
2- خطورة المظالم: الحديث تحذير شديد من ظلم الآخرين في الدماء أو الأموال أو الأعراض، فسيُقتص منها يوم القيامة.
3- التنقية والتطهير قبل الجنة: الجنة دار طيبة لا يدخلها إلا الطيبون، فلا بد من التخلص من كل شائبة وظلمة قبل الدخول.
4- عظمة نعيم الجنة ووضوحه: بيوت الجنة وحسنها أعظم من أن يتخيله عقل، حتى إن المؤمن سيعرفها ويجدها أسهل من بيوته في الدنيا.
5- الحث على المسارعة في التوبة وإرجاع الحقوق لأصحابها في الدنيا قبل أن يؤخذ من حسناتنا يوم القيامة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن المؤمنين سيعبرون الصراط، وأن هناك مراحل بعد النجاة من النار وقبل دخول الجنة.
- القنطرة المذكورة في الحديث قد تكون هي الصراط نفسه، أو مكان آخر قريب منه، والعلم عند الله.
- هذا القصاص للمظالم يكون بالحسنات والسيئات، فيُؤخذ للظالم من حسناته وتعطى للمظلوم، فإن فنيت حسناته أخذ من سيئات المظلوم وحملت عليه.
نسأل الله تعالى أن ينجينا من النار، ويُدخلنا الجنة بغير حساب، وأن يطهرنا من ذنوبنا وظلاماتنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٥) عن الصلت بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، أن أبا سعيد الخدري قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

  • 📜 حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المؤمنون يخلصون من النار ويحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب