كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

عن أنس بن مالك قال: إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيتُ النَّبِيّ ﷺ يصلي بنا، قال ثابت: كان أنس يصنع شيئًا لم أركم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتَّى يقول القائل: قد نَسِيَ، وبين السجدتين حتَّى يقول القائل: قد نَسِيَ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٢١)، ومسلم في الصّلاة (٤٧٢) كلاهما من طريق حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس واللّفظ للبخاريّ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبينا ﷺ.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن حرص الصحابة رضي الله عنهم على تبليغ سنة النبي ﷺ وتعليمها للأمة كما هي دون زيادة أو نقصان.
الشرح المفصل للحديث:
1. شرح المفردات:
● لا آلو: أي لا أتقصِّر ولا أدَّخِر جهداً. فكلمة (آلو) تعني أُقصِّر أو أَبْخَس.
● بين السجدتين: أي الجلوس بعد الرفع من السجدة الأولى وقبل الهوي إلى السجدة الثانية.
● حتَّى يقول القائل: قد نَسِيَ: أي يمكث في هذه الهيئة مدة طويلة حتى يظن من يراه أنه قد نسي ولم يعد يتذكر ما يفعله بعدها.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو خادم رسول الله ﷺ، أنه لا يتقاعس ولا يدخر جهداً في أن يُصلّي بالناس exactly كما كان النبي ﷺ يصلي بهم، حرصاً منه على تبليغ السنة بدقة. ثم يأتي تلميذه ثابت البناني (أحد كبار التابعين) ليشهد لأنس بالمداومة على هذه السنة، فيذكر أن أنساً كان يفعل شيئاً في صلاته لم يعد الناس يفعلونه في زمن التابعين، وهو:
● الإطالة في الاعتدال بعد الركوع (قوله: "قام حتى يقول القائل: قد نسي"): أي أنه كان يطيل القيام بعد أن يرفع من الركوع وقبل أن يهوي إلى السجود، لدرجة أن شخصاً لا يعرف هذه السنة قد يظن أنه وقف طويلاً حتى نسي أن يسجد.
● الإطالة في الجلوس بين السجدتين (قوله: "وبين السجدتين حتى يقول القائل: قد نسي"): أي أنه كان يطيل الجلوس بين السجدتين (بعد رفعه من السجدة الأولى وقبل أن يهوي إلى السجدة الثانية) بنفس القدر من الطول.
3. الدروس المستفادة والعبر:
● حرص الصحابة على تبليغ السنة بدقة: فهم خير من فهم سنة النبي ﷺ ونقلها للأمة كما هي. قول أنس "لا آلو" يدل على أعلى درجات الحرص والاجتهاد في النقل الأمين.
● سنية إطالة الاعتدال بعد الركوع والجلوس بين السجدتين: هذه الهيئات من الصلاة ليست مجرد انتقالات سريعة، بل هي أركان أو هيئات مشروعة يُستحب فيها الطمأنينة والإطالة، اقتداءً بالنبي ﷺ. الإطالة هنا سنة وليست واجبة، ولكنها تدل على كمال الخشوع والطمأنينة في الصلاة.
● اهتمام السلف بالسنن المهجورة: يشير ثابت إلى أن هذه السنة (الإطالة) أصبحت غير مألوفة في زمانه ("شيئاً لم أَرَكم تصنعونه")، مما يدل على وجوب التنبيه على السنن التي قد يغفل عنها الناس.
● الصلاة ينبغي أن تؤدى بخشوع وطمأنينة: الإطالة في هذه المواضع تساعد المصلي على جمع قلبه واستحضار خشوعه،而不是 أن تكون الصلاة مجرد حركات متعجلة.
● الفقه في فهم أفعال النبي ﷺ: فعل أنس هو توضيح عملي لحديث النبي ﷺ: «أتموا الركوع والسجود» والذي يفهم منه الإطالة والطمأنينة في جميع أركان الصلاة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- الاعتدال بعد الركوع ركن من أركان الصلاة، يجب فيه الطمأنينة، ولكن الإطالة فيه كما فعل أنس سنة مستحبة وليست واجبة.
- الجلوس بين السجدتين ركن عند большин العلماء، ويجب فيه الطمأنينة، والإطالة فيه أيضاً سنة مستحبة.
- يستحب في هذا القيام بعد الركوع (الاعتدال) الذكر المشروع، وهو: «ربنا ولك الحمد» أو «ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه».
- يستحب في الجلوس بين السجدتين الدعاء بالمأثور، مثل: «رب اغفر لي، رب اغفر لي».
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقيمين للصلاة، الخاشعين فيها، المقتدين بنبينا محمد ﷺ في كل قول وعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٨٢١)، ومسلم في الصّلاة (٤٧٢) كلاهما من طريق حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس واللّفظ للبخاريّ.
وفي رواية أخرى عند مسلم (٤٧٣) عن أنس قال: ما صلَّيتُ خلْف أحدٍ أوجزَ صلاةً
من صلاة رسول الله ﷺ في تمام. كانت صلاة رسول الله ﷺ متقاربة، وكانت صلاة أبي بكر متقاربة، فلمّا كان عمر بن الخطّاب مدَّ في صلاة الفجر، وكان رسول الله ﷺ إذا قال: «سمع الله لمن حمده» قام حتَّى نقولَ: «قد أوهم» ثمّ يسجدُ ويقعدُ بين السجدتين حتَّى نقولَ: قد أوهم.
وقوله: قد أوهم معناه أي أسقط ما بعده، أو معناه قد أوهم في وهم الناس - أي في ذهنهم أنه تركهـ. قال الحافظ ابن القيم ﵀: «وهذه السنةُ تركها أكثر الناس من بعد انقراض عصر الصّحابة، ولهذا قال ثابت: وكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تصنعونه يمكث بين السجدتين ..».
انظر: «زاد المعاد» (١/ ٢٣٩).
قال الأعظمي: وهذا المكث ثابت في حديث رفاعة بن رافع وغيره أيضًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

📜 حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل قد نسي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية