حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقال في الركوع والسجود

عن حذيفة بن اليمان أنه سمع رسول الله ﷺ يقول إذا ركع: «سبحان ربي
العظيم» ثلاث مرات، وإذا سجد قال: «سبحان ربي الأعلى» ثلاث مرات.

حسن: رواه ابن ماجة (٨٨٨) عن محمد بن رُمْح المِصري قال: أنبأنا ابن لَهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأزهر، عن حذيفة فذكره.

عن حذيفة بن اليمان أنه سمع رسول الله ﷺ يقول إذا ركع: «سبحان ربي
العظيم» ثلاث مرات، وإذا سجد قال: «سبحان ربي الأعلى» ثلاث مرات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، وهو حديث صحيح.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
* رَكَعَ: الانحناء في الصلاة بقصد التعبد، وهو الركن الذي يلي القيام.
* سَبَّحَ: نزّه الله تعالى ونفى عنه كل نقص أو عيب. والتسبيح هو قول: "سبحان الله".
* رَبِّي: أي مالكي، وخالقي، ومدبّر أمري.
* العَظِيم: ذو العظمة والجلال والكبرياء، الذي لا أعظم منه.
* سَجَدَ: وضع الجبهة على الأرض بقصد التعبد، وهو من أركان الصلاة.
* الأَعْلَى: الموصوف بالعلو المطلق، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن لنا هذا الحديث الشريف هدي النبي ﷺ وما كان يقوله في ركوعه وسجوده أثناء الصلاة. فكان إذا انحنى راكعاً يقول: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ" (أي: أنزّه خالقي العظيم عن كل ما لا يليق بجلاله) ويقولها ثلاث مرات. وإذا خفض نفسه إلى الأرض ساجداً يقول: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى" (أي: أنزّه خالقي المتعالي عن كل نقص) ويقولها ثلاث مرات أيضاً.
3. الدروس المستفادة منه:
* مشروعية الذكر في الركوع والسجود: الذكر في هذين الموطنين من الصلاة سنة مؤكدة عن النبي ﷺ.
* تنوع الأذكار بحسب هيئة المصلي: لكل هيئة في الصلاة ذكر يناسبها. ففي الركوع، الذي هو موضع الخضوع والانحناء، يناسب أن يذكر الله بـ "العظمة". وفي السجود، الذي هو غاية الخضوع ووضع أعلى جزء من البشر (الوجه) على الأرض، يناسب أن يذكر الله بـ "العلو" تعظيماً لله وإجلالاً له.
* التسبيح هو أفضل ذكر في الركوع والسجود: كما جاء في أحاديث أخرى، مثل قوله ﷺ: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِنٌ أن يُسْتَجَابَ لَكُمْ» (رواه مسلم). والتسبيح هو من أعظم أنواع تعظيم الرب.
* استحباب تكرار الذكر ثلاث مرات: التكرار هنا للتقريب وليس للحصر، فلو زاد المصلي على الثلاث أو نقص عنها فصلاته صحيحة، ولكن الأفضل الاتباع.
* الخشوع والتدبر: ليس المقصود مجرد قول الكلمات، بل استشعار معناها والتعظيم لله تعالى الذي هو المقصود الأعلى من الصلاة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* يجوز للمصلي أن يزيد على هذا الذكر، فيقول في الركوع أيضاً: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" كما في الصحيحين، أو يزيد من الدعاء في السجود.
* أقل الذكر الواجب في الركوع والسجود هو قول "سبحان ربي العظيم" مرة في الركوع و"سبحان ربي الأعلى" مرة في السجود، ومن تركه عامداً بطلت صلاته، ومن تركه سهواً يسجد للسهو.
* هذا الذكر هو من أسباب زيادة الإيمان والقرب من الله، لأنه يملأ الصلاة بذكر الله وتنزيهه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (٨٨٨) عن محمد بن رُمْح المِصري قال: أنبأنا ابن لَهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأزهر، عن حذيفة فذكره.
وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام معروف. وأبو الأزهر المصري روى عنه اثنان، ولم يوثقه أحدٌ.
ولكن رواه ابن خزيمة (٦٠٤) من طريق ابن أبي ليلى، عن الشعبيّ، عن صلة، عن حذيفة أن النَّبِيّ ﷺ كان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» ثلاثًا.
وفيه ابن أبي ليلى اسمه محمد بن عبد الرحمن وهو سيء الحفظ، إِلَّا أنه توبع في الإسناد الأوّل، وبهذين الإسنادين يصير الحديث حسنًا على رسم الترمذيّ، إذْ ليس فيه متهم.
وفي معناه ما رُوي عن عقبة بن عامر فرواه أبو داود (٨٦٩)، وابن ماجة (٨٨٧) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن أيوب الغافقيّ، قال: سمعتُ عمي إياس بن عامر (وأبهمه أبو داود) يقول: سمعتُ عقبة بن عامر الجهني يقول: لما نزلت: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [سورة الحاقة: ٥٢] قال رسول الله ﷺ: «اجعلوها في ركوعكم». ولمَّا نزلت: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [سورة الأعلى: ١]. قال: «اجعلوها في سجودكم».
وإياس بن عامر مجهول، أو ضعيف، قال الذّهبيّ: ليس بالقويّ، وقد تفرّد بالرواية عنه ابن أخيه موسى بن أيوب، أو أيوب بن موسى هكذا رواه أبو داود (٨٧٠) من طريق اللّيث بن سعد، عن أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر بمعناه وزاد قال: فكان رسول الله ﷺ إذا ركع قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا. وإذا سجد قال: «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاثًا.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة. وقال: انفرد أهل مصر بإسناد هذين الحديثين. انتهى.
رواه أيضًا ابن خزيمة (٦٠٠) من طريق موسى بن أيوب، قال: سمعتُ عمي إياس بن عامر فذكر الحديث ولم يذكر فيه العدد.
وكذلك ما رُوي عن ابن مسعود بلفظ: «إذا ركع أحدكم فليقُل في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثلاثًا، فإذا فعل ذلك فقد تم ركوعه، وإذا سجد أحدكم فليقل في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثلاثًا، فإذا فعل ذلك فقد تم سجوده، وذلك أدناه».
رواه أبو داود (٨٨٦)، والتِّرمذيّ (٢٦١)، وابن ماجة (٨٩٠) كلّهم من طريق ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهُذليّ، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود ... فذكر الحديث. وفيه علتان:
إحداهما: إسحاق بن يزيد الهذلي قالوا فيه: إنه مجهول، فإنه لم يرو عنه إِلَّا ابن أبي ذئب.
والثانية: فيه انقطاع كما قال الترمذيّ: «ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق
ابن مسعود». وقال أبو داود: «هذا مرسل، عون لم يدرك عبد الله». وأعله أيضًا البخاريّ بالإرسال «التاريخ الكبير» (١/ ٤٠٥).
قال الأعظمي: عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وإن كان ثقة عابدًا، إِلَّا إنه كان كثير الإرسال، وعبد الله بن مسعود الصحابي الجليل هو عم أبيه.
وكذلك ما رُوي عن جبير بن مطعم فرواه البزّار «كشف الأستار» (٥٣٧) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده أن النَّبِيّ ﷺ كان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم» ثلاثًا، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى» ثلاثًا.
قال البزّار: «لا نعلمه يروى عن جبير إِلَّا من هذا الوجه، وعبد العزيز بن عبيد الله صالح الحديث، وليس بالقويّ، وقد روى عنه أهل العلم واحتملوا حديثه» مسند البزّار (٣٤٤٧)، وعزاه الهيثميّ إلى الطبرانيّ في الكبير أيضًا.
وكذلك لم يصح قول أنس: ما صلَّيْتُ وراء أحد بعد رسول الله ﷺ أشبه برسول الله ﷺ من هذا الفتى - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.
رواه أبو داود (٨٨٨)، والنسائي (١١٣٥) كلاهما من طريق وهب بن مأنوس، قال: سمعت سعيد بن جبير، يقول: سمعتُ أنس بن مالك فذكره.
وفي إسناده وهب بن مأنوس «مستور»، ومن طريقه رواه أيضًا أحمد (١٢٦٦١).
فمن أخذ بهذه الأحاديث قال: من السنة أن لا يُسَبِّح أقل من ثلاث مرات، وإليه يشير الترمذيّ عقب قول ابن مسعود: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرّجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. ورُوي عن عبد الله بن المبارك قال: أستحبُّ للإمام أن يُسبِّح خمس تسبيحات، لكي يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات. وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم».
ومن رأى أن هذه الأحاديث معارضة للأحاديث الصحيحة بأن ركوعه وسجوده كان بقدر قيامه لم يأخذ بهذه الأحاديث، وجعل الأصل في ذلك بلا محدود. والصحيح الجمع بين هذه الأحاديث فأقل التسبيح والتحميد هو الثلاث، وأكثره لا حد فيه. وبالله التوفيق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 394 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

  • 📜 حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات في الركوع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب