حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال بوجوب التّشهد الأوّل

عن عبد الله بن مسعود قال: كنَّا لا ندري ما نقول في كل ركعتين، غير أن نُسَبِّح ونكبِّر ونحمد ربنا، وأن محمدًا ﷺ علَّم فواتح الخير وخواتمه، فقال: «إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السّلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه»، ولْيَتخير أحدكم من الدعاء أعجبَه إليه، فليدعُ الله عز وجل.

صحيح: رواه النسائيّ (١١٦٣) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا محمد قال: حَدَّثَنَا شعبةُ قال: سمعت أبا إسحاق يحدث، عن أبي الأحوص، عن عبد الله فذكره.

عن عبد الله بن مسعود قال: كنَّا لا ندري ما نقول في كل ركعتين، غير أن نُسَبِّح ونكبِّر ونحمد ربنا، وأن محمدًا ﷺ علَّم فواتح الخير وخواتمه، فقال: «إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السّلام عليك أيها النَّبِيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسولُه»، ولْيَتخير أحدكم من الدعاء أعجبَه إليه، فليدعُ الله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الألباني، يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو من كبار فقهاء الصحابة وعلمائهم. وفيما يلي شرحه وبيان فوائده:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


* "كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين": أي في حالة الجلوس للتشهد الأول في الصلاة الثلاثية (كالمغرب) أو الرباعية (كالظهر والعصر والعشاء).
* "غير أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا": كانوا يقتصرون على ذكر الله العام، مثل قول "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر" دون صيغة محددة للتشهد.
* "فواتح الخير وخواتمه": أفضل ما يفتتح به الكلام ويختم به. أي علمنا النبي ﷺ الكلمات المثلى التي نبدأ بها الختام في الصلاة.
* "التحيات لله": جميع أنواع التعظيم والتبجيل والثناء لله تعالى وحده.
* "والصلوات": جميع أنواع الدعاء والعبادات.
* "والطيبات": جميع الأقوال والأفعال الطيبة الصالحة.
* "السَّلام عليك أيها النبي": دعاء بالسلامة والنماء والبركة للنبي ﷺ.
* "ورحمة الله وبركاته": طلب للرحمة الإلهية والبركات التي تحل به.
* "السَّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين": دعاء بالسلام للمصلي نفسه ولجميع عباد الله الصالحين في السماوات والأرض.
* "وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه": أي يختار من الأدعية الشرعية ما يشاء ويرغب فيه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف لنا ابن مسعود رضي الله عنه الحال قبل تشريع صيغة التشهد، حيث كان الصحابة في حيرة من الأمر، فيجلسون في الصلاة ولا يعرفون ما يقولون سوى ذكر الله العام. فجاءهم النبي ﷺ بالهدى والنور، فعلمهم هذه الصيغة الجامعة (تشهد ابن مسعود) التي تجمع بين تمجيد الله تعالى، والصلاة على النبي ﷺ، والدعاء للمؤمنين، وإخلاص العبادة لله، والإقرار برسالة محمد ﷺ. ثم أمر النبي ﷺ بعد ذلك أن يدعو المسلم بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان منزلة النبي ﷺ التعليمية: فهو المبلغ عن الله تعالى، والمعلم للأمة كل خير، حتى في أدق تفاصيل عباداتها.
2- فضل الصحابة رضي الله عنهم: حرصهم على التعلم والسؤال عن أمور دينهم، وتواضعهم في الاعتراف بأنهم كانوا لا يعلمون قبل أن يعلمهم النبي ﷺ.
3- مشروعية التشهد في الصلاة: وأن له صيغة معينة علمها النبي ﷺ لأمته، وهذا التشهد هو known بـ "تشهد ابن مسعود".
4- أن التشهد هو محل للدعاء: حيث أمر النبي ﷺ أن يتخير المصلي من الدعاء ما يعجبه ويرغب فيه بعد الفراغ من الصيغة الثابتة. وهذا الدعاء يكون في التشهد الأخير.
5- إثبات صفات الله تعالى وأفعاله: ففي قوله "التحيات لله" إثبات أن جميع أنواع التعظيم والثناء مستحقة لله وحده.
6- مشروعية الصلاة على النبي ﷺ في الصلاة: وهي من واجبات الصلاة على القول الراجح.
7- الترابط بين الأمة: في الدعاء للمؤمنين جميعاً بقوله: "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين".
8- الجمع بين حق الله تعالى وحق عباده: فالصيغة جمعت بين تمجيد الله، والصلاة على نبيه، والدعاء للمؤمنين، والدعاء للنفس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا التشهد هو أحد صيغ التشهد الثابتة عن النبي ﷺ، وأشهرها تشهد ابن مسعود هذا وتشهد ابن عباس (المعروف بتشهد عمر) الذي فيه: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله...".
* يجوز للمصلي أن يأتي بأي صيغة ثابتة، والأفضل أن يأتي بهذا تارة وذاك تارة أخرى لإحياء جميع السنن.
* محل الدعاء المستحب هو في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي ﷺ وقبل التسليم.
* يستحب في هذا الدعاء أن يختار الأدعية الجامعة الكبيرة، كالذي علمه النبي ﷺ لمعاذ: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا ودعاءنا، وأن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (١١٦٣) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حَدَّثَنَا محمد قال: حَدَّثَنَا شعبةُ قال: سمعت أبا إسحاق يحدث، عن أبي الأحوص، عن عبد الله فذكره.
وإسناده صحيح، ومحمد هو: ابن جعفر، وعنه رواه أحمد في مسنده (٤١٦٠).
وأبو الأحوص هو: عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال مسلم.
وصحه ابن خزيمة (٧٢٠) فرواه من طريق محمد بن جعفر به مثله.
كما صحَّحه أيضًا ابن حبان (١٩٥١) فرواه من وجه آخر عن شعبة به مثله.
ورواه أيضًا النسائيّ (١١٦٢)، والتِّرمذيّ (٢٨٩) كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم الدورقيّ، حَدَّثَنَا عبيد الله الأشجعيّ، عن سفيان الثوريّ، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: علَّمنا رسولُ الله ﷺ: إذا قعدنا في الركعتين أن نقول: فذكر التّشهد مثله.
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير أبي إسحاق فإنه مدلِّس وقد عنعن، وأكد بعض أهل العلم من عدم سماعه من الأسود بن يزيد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 409 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

  • 📜 حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب