حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من التسوية بين أركان الصّلاة

عن البراء قال: كان ركوع النَّبِيّ ﷺ وسجوده، وإذا رفع رأسه من الركوع، وبين السجدتين قريبًا من السواء.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٠١)، ومسلم في الصّلاة (٤٧١ / .

عن البراء قال: كان ركوع النَّبِيّ ﷺ وسجوده، وإذا رفع رأسه من الركوع، وبين السجدتين قريبًا من السواء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو يصف لنا هيئة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، التي هي خير مثال وأكمل صورة للصلاة.

أولاً. شرح المفردات:


● ركوع النبي ﷺ: أي انحناؤه في الصلاة بوضع كفيه على ركبتيه.
● سجوده: أي وضع جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وأطراف قدميه على الأرض في موضع السجود.
● إذا رفع رأسه من الركوع: أي عند قوله "سمع الله لمن حمده" وقوفاً.
● بين السجدتين: أي الجلوس بعد الرفع من السجدة الأولى وقبل الهوي إلى السجدة الثانية.
● قريبًا من السواء: أي متقاربة في الطول والمدة، متساوية تقريباً.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل أطوار صلاته الرئيسية متقاربة في الطول والزمن، فكان ركوعه، وسجوده، ووقوفه بعد الركوع، وجلوسه بين السجدتين، كلها متساوية في المدة تقريباً، لا يطيل أحدها على الآخر إلا ما جاء في بعض الأحوال الخاصة كالإمامة أو القنوت.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الاستقامة والاعتدال في الصلاة: دل الحديث على أن السنة في الصلاة الاعتدال والتوسط في جميع أركانها، فلا يطيل الركوع ويقصر السجود، أو العكس. وهذا من كمال خلقه صلى الله عليه وسلم وتوازن عبادته.
2- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الهيئة: ينبغي للمصلي أن يحرص على تحقيق هذه السنة، فيجعل ركوعه وسجوده وقيامه وقعوده متقاربة الطول، فهذا من كمال الصلاة وتمام الخشوع فيها.
3- إظهار العبودية الكاملة لله: تساوي هذه الأركان يدل على تعظيم كل جزء من أجزاء الصلاة، وأن المصلي يقف بين يدي الله في جميع أحواله (قائماً، راكعاً، ساجداً، جالساً) بكل خشوع وتذلل.
4- الحرص على السنن القولية والفعلية: ينبغي للمصلي أن يحرص مع هذا التساوي في الزمن على أداء الأذكار الواردة في كل ركن (كقول "سبحان ربي العظيم" في الركوع، و "سبحان ربي الأعلى" في السجود) بما يعينه على تحقيق هذا التوازن.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول صفة الصلاة، وقد اجتمع فيه ذكر أربعة أركان هي: الركوع، والرفع منه، والسجود، والجلوس بين السجدتين.
- المقصود بـ "القرب من السواء" هو التقارب في المدة والزمن، وليس المساواة التامة mathematically، إذ قد يختلف قليلاً بحسب الذكر الذي يقال في كل ركن.
- خالف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الاعتدال في بعض المواطن، كقيام الليل، حيث كان يطيل القيام والركوع والسجود تطويلاً عظيماً، فذلك لحكمة أخرى.
- هذا الوصف للصلاة (التساوي في الأركان) هو الهيئة الكاملة المستحبة، وإذا اختل شيء منها لم تبطل الصلاة ولكن ينقص أجرها وكمالها.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا صدق الاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله وأخلاقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٨٠١)، ومسلم في الصّلاة (٤٧١ / ...) كلاهما من طريق شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء، واللّفظ للبخاريّ، ولمسلم من طريق أبي عوانة، عن هلال بن أبي حُميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: رَفَقْتُ الصّلاة مع النَّبِيّ ﷺ فوجدت قيامه فركعتَه فاعتدالَه بعد ركوعه، فسجدتَه، فجلستَه بين السجدتين، فسجدتَه، فجلسته ما بين التسليم والانصراف، قريبًا من السواء.
قال النوويّ: «أن هذا الحديث محمول على بعض الأحوال، وإلَّا فقد ثبتت الأحاديث السابقة بتطويل القيام، وأنه كان يقرأ في الصبح بالستين إلى المائة، وفي الظهر بألم تنزيل السجدة، وأنه كان يُقام الصّلاة، فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته، ثمّ يرجع فيتوضأ، ثمّ يأتي المسجد يدرك الركعة الأوّلى، وأنه قرأ سورة المؤمنين حتَّى بلغ ذكر موسى وهارون، وأنه قرأ في المغرب بالطور وبالمرسلات، وفي البخاريّ بالأعراف وأشباه هذا. وكله يدل على أنه ﷺ كانت له في إطالة القيام أحوال بحسب الأوقات».
وقال الحافظ ابن حجر: وأجاب بعضهم عن حديث البراء أنَّ المراد بقوله: «قريبًا من السواء» ليس أنَّه كان يركع بقدر قيامه، وكذا السجود والاعتدال، بل المراد أنَّ صلاته كانت قريبًا معتدلة، فكان إذا أطال القراءة أطال بقية الأركان، وإذا أخفها أخفَّ بقية الأركان. «الفتح» (٢/ ٢٨٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 399 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

  • 📜 حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ركوع النبي وسجوده قريبًا من السواء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب