حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كيف الجلوس في التّشهد الثاني

عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النَّبِيّ ﷺ، فذكرنا صلاة النَّبِيّ ﷺ فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، فذكر صفة صلاة النَّبِيّ ﷺ ثمّ قال: «فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليُسرى، ونصب اليُمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدَّم رجله اليُسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته».

صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (٨٣٨) عن يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللّيث، عن خالد (وهو ابن يزيد) عن سعيد (وهو ابن أبي هلال)، عن محمد بن عمرو بن حلْحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء فذكر الحديث.

عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النَّبِيّ ﷺ، فذكرنا صلاة النَّبِيّ ﷺ فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، فذكر صفة صلاة النَّبِيّ ﷺ ثمّ قال: «فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليُسرى، ونصب اليُمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدَّم رجله اليُسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي ﷺ، فذكرنا صلاة النبي ﷺ فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله ﷺ، فذكر صفة صلاة النبي ﷺ ثمّ قال: «فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليُسرى، ونصب اليُمنى، وإذا جلس في الركعة الآخرة قدَّم رجله اليُسرى ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته».


1. شرح المفردات:


● نفر: جماعة من الناس.
● أصحاب النبي ﷺ: هم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم الذين عاصروا النبي ﷺ وآمنوا به.
● أبو حميد الساعدي: هو صحابي جليل من الأنصار، شهد بيعة العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ.
● جلس على رجله اليسرى: أي جلس مفترشًا عليها.
● نصب اليمنى: أي أقامها وأبرزها وجعل أصابعها نحو القبلة.
● في الركعة الآخرة: أي في جلسة التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية أو الرباعية.
● قعد على مقعدته: أي جلس على الأرض مباشرة، لا على قدمه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصف هذا الحديث الشريف هيئة جلوس النبي ﷺ في الصلاة، حيث يبين أن للرسول ﷺ هيئتين للجلوس:
● الأولى: في التشهد الأول (بعد الركعتين في الصلاة الرباعية أو الثلاثية) كان ﷺ يجلس مفترشًا، أي يفرش رجله اليسرى تحت فخذه وساقه، وينصب رجله اليمنى.
● الثانية: في التشهد الأخير (في آخر صلاة) كان ﷺ يُقدِّم رجله اليسرى وينصب اليمنى، ويجلس على مقعدته (أي على الأرض) لا على قدمه، وهذه الهيئة تسمى جلسة التورك.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حرص الصحابة على تعلم سنن النبي ﷺ: فقد اجتمع نفر من الصحابة ليتذاكروا صفة صلاة النبي ﷺ، وهذا يدل على حرصهم على الاتباع والتقيد بالسنة.
2- الدقة في نقل السنة: حيث تقدم أبو حميد الساعدي رضي الله عنه ليبين أنه أحفظهم لصلاة النبي ﷺ، فوصفها بدقة متناهية، مما يدل على حرص الصحابة على حفظ السنة ونقلها كما هي.
3- التفريق بين هيئتي الجلوس في الصلاة: فالسنة أن يجلس المصلي مفترشًا في التشهد الأول، ومتوركًا في التشهد الأخير في الصلاة التي فيها تشهدان.
4- اتباع السنة في جميع حركات الصلاة: فالصلاة لها هيئات محددة علمها النبي ﷺ لأمته، وينبغي للمسلم أن يحرص على تطبيقها كما جاءت.
5- الاهتمام بالصلاة وهيئتها: لأن الصلاة عماد الدين، ولذلك أولى النبي ﷺ وصفها أهمية كبيرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم هذه الهيئات: سنة مؤكدة، وليس تركها مبطلًا للصلاة، لكن الأفضل للمصلي أن يحرص على متابعة النبي ﷺ فيها.
● الفائدة من التورك: قيل إنه لإراحة المصلي وتمكينه من الجلوس بطمأنينة، وقيل أيضًا للتمييز بين الجلوس الذي فيه تسليم (التشهد الأول) والجلوس الذي لا تسليم بعده (التشهد الأخير).
● مصدر الحديث: رواه البخاري في صحيحه، وهو من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.
● الاستدلال بالحديث: يستدل الفقهاء بهذا الحديث على مشروعية الافتراش في التشهد الأول والتورك في التشهد الأخير.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، المعظمين لشعائر دينه، وأن يتقبل منا الصلاة والطاعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٨٣٨) عن يحيى بن بكير، حَدَّثَنَا اللّيث، عن خالد (وهو ابن يزيد) عن سعيد (وهو ابن أبي هلال)، عن محمد بن عمرو بن حلْحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء فذكر الحديث. وسبق الحديث بالتفصيل في باب رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع منه.
وفي الحديث دليل على أن الصّلاة التي فيها تشهدان فهيئة الجلوس في التَّشهد الأوّل مغايرة لهيئة الجلوس في الأخير، إذ في الأخير الجلوس على المقعد متوركًا على الشق الأيسر، وقد جاء التصريح بهذا في حديث يحيى بن سعيد قال: حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر قال: حَدَّثَنِي محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد قال: كان النَّبِيّ ﷺ إذا كان في الركعتين اللتين تنقضي فيهما الصّلاة أخّر رجله اليُسرى، وقعد على شقه متوركًا، ثمّ سلم. رواه النسائيّ (١٢٦٢) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار بندار - واللّفظ له - قالا: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد به.
وبه قال الإمام أحمد، وأخذ الشافعي بعموم قوله (في الركعة الأخيرة) أن تشهد الصبح كالتشهد الأخير في الرباعيات والثلاثيات، وعليه يدلّ حديث ابن مسعود الآتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 405 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

  • 📜 حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب