حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وقت ركعتي الفجر

عن حفصة قالت: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجرُ صلى ركعتين.

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٢٣: ٨٩) عن محمد بن عباد، ثنا سفيان، عن
عمرو، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: أخبرتني حفصة فذكرت الحديث.

عن حفصة قالت: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجرُ صلى ركعتين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي تفضلت بذكره هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها قالت: (كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا أَضَاءَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).
وفي رواية أخرى: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي سَجْدَتَيِ الْفَجْرِ - يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ - وَهِيَ خَفِيفَةٌ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ).


أولاً. شرح المفردات:


● أضاء الفجر: أي ظهر ضوء الصبح وبدا نوره في الأفق، وهو علامة بداية وقت صلاة الفجر. وهذا الوقت يسمى "الفجر الصادق".
● صلى ركعتين: المقصود بهما سُنَّة الفجر أو راتبة الفجر، وهي الركعتان اللتان تسبقان صلاة الفريضة (الصبح).


ثانيًا. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


يخبرنا هذا الحديث العظيم عن هدي النبي ﷺ الثابت والمستمر في فعل سُنَّة الفجر. فكان من عادته ﷺ أنه بمجرد أن يتبين الفجر الصادق ويؤذن للصلاة، يبادر إلى أداء هاتين الركعتين الخفيفتين قبل أن يقيم الإمام لصلاة الفجر.
والحديث يدل على عدة أمور:
1- مشروعية سنة الفجر وتأكيدها: فهي من السُنن الرواتب المؤكدة التي حافظ عليها النبي ﷺ في الحضر والسفر.
2- وقت أدائها: وقتها المفضل هو بعد طلوع الفجر الصادق وقبل أداء صلاة الفجر. وهذا هو الوقت الخاص لها.
3- صفة أدائها: كان النبي ﷺ يخففهما، فيقرأ فيهما بعد الفاتحة بسور قصيرة. ففي الركعة الأولى بعد الفاتحة يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثانية: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أو يقرأ في الأولى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} (آية 136 من سورة البقرة) وفي الثانية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (آية 64 من سورة آل عمران).


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحث على المحافظة على سُنَّة الفجر: فهي من أفضل الرواتب وأعظمها أجراً، حتى قال عنها النبي ﷺ: (رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا). رواه مسلم.
2- بيان هدي النبي ﷺ في تعامله مع السُنن: كان حريصاً على فعلها وعدم تركها، مما يدل على عظم شأنها وفضلها.
3- التيسير وعدم التشديد في النوافل: تخفيف هاتين الركعتين يدل على أن النوافل محل تسهيل وترغيب، وليست محل عسر وتكلف، لئلا يملها الناس ويتركوا المداومة عليها.
4- أفضلية التبكير في الخير: مبادرته ﷺ لأدائها فور طلوع الفجر تدل على فضل المسارعة إلى الطاعات وأعمال البر.


رابعًا. أحكام فقهية متعلقة بالحديث:


● من فاتته سُنَّة الفجر قبل الصلاة: يجوز له أن يقضيها بعد طلوع الشمس وبعد أداء ركعتي الشروق، كما جاء في الحديث: (مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ فَلْيُصَلِّهِمَا بَعْدَ مَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ). رواه الترمذي وحسنه.
● حكمها: سُنَّة مؤكدة، وليس تركها إثماً، لكن فاعلها يحصل على الأجر العظيم وتاركها يحرم منه.
● مكان أدائها: الأفضل أن تصلى في البيت، كما هو الحال مع جميع الرواتب، لكن لو صلاها في المسجد جاز ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المقتدين بنبينا محمد ﷺ، المحافظين على سننه، العاملين بشرعه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٢٣: ٨٩) عن محمد بن عباد، ثنا سفيان، عن
عمرو، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: أخبرتني حفصة فذكرت الحديث.
وفي رواية عن زيد بن محمد قال: سمعت نافعًا يحدث عن ابن عمر عنها قالت: إذا طلع الفجر لا يُصلي إلا ركعتين خفيفتين.
ورواه ابن ماجه (١١٤٣) عن هشام بن عمار، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن النبي ﷺ كان إذا أضاء له الفجرُ صلى ركعتين. وإسناده صحيح ورجاله ثقات غير أن المحفوظ هو عن ابن عمر، عن حفصة كما سبق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 670 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

  • 📜 حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي ﷺ إذا أضاء الفجر صلى ركعتين.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب