أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

عن عبد الله بن سعد قال: سألت رسولَ الله ﷺ: أيهما أفضل؟ الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: «ألا ترى إلى بيتي؟ ما أقربه من المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحبُّ إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبةً».

حسن: رواه ابن ماجه (١٣٧٨) عن أبي بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد فذكر مثله وأخرجه ابن خزيمة (١٢٠٢) من طريق عبد الرحمن به مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن سعد قال: سألت رسولَ الله ﷺ: أيهما أفضل؟ الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: «ألا ترى إلى بيتي؟ ما أقربه من المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحبُّ إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبةً».
راوي الحديث:
هو عبد الله بن سعد -رضي الله عنه-، وهو صحابي جليل.

1. شرح المفردات:

● أيهما أفضل؟: أي أي الأمرين ذو فضل أكثر وأجر أعظم.
● بيتي: يقصد به بيته هو، أي بيت عبد الله بن سعد.
● ما أقربه من المسجد!: تعجب من قرب بيته من المسجد النبوي، أي أنه قريب جداً منه.
● صلاة مكتوبة: هي الصلوات الخمس المفروضة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء).

2. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن سعد -رضي الله عنه- أنه سأل النبي ﷺ عن أفضلية الصلاة في بيته أو في المسجد، وذلك ليرغب في الخير ويزداد قرباً من الله تعالى.
فأجابه النبي ﷺ رداً حكيماً ومعلماً، حيث لفت نظره أولاً إلى قرب بيته من المسجد، ثم بين له أن الصلاة في البيت (أي صلاة النافلة) أفضل من الصلاة في المسجد (للنافلة أيضاً)، إلا إذا كانت الصلاة مكتوبة (أي فرضاً)، فإنها تكون في المسجد أفضل بلا شك، لما فيها من فضل الجماعة وانتظار الصلاة وغيرها من الفضائل.
فالخلاصة:
- صلاة النافلة في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، خاصة إذا كان البيت قريباً من المسجد.
- صلاة الفرض (المكتوبة) في المسجد مع الجماعة أفضل من صلاتها في البيت.

3. الدروس المستفادة منه:

1- حرص الصحابة على الخير: حيث كانوا يسألون النبي ﷺ عن أفضل الأعمال ليعملوا بها.
2- تفضيل صلاة النوافل في البيت: وذلك لإخفاء العمل وإبعاده عن الرياء، ولتحصيل البركة في البيت، ولأنه أبلغ في الإخلاص. كما جاء في حديث زيد بن ثابت أن النبي ﷺ قال: «فَصَلُّوَا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ».
3- فضل صلاة الفرائض في المسجد مع الجماعة: فهي واجبة على الرجال القادرين، وهي أفضل من صلاتها منفرداً بدرجات كثيرة.
4- الحكمة في التعليم: حيث استخدم النبي ﷺ أسلوب التوجيه والإشارة إلى الواقع ("ألا ترى إلى بيتي؟") ليقرب المعنى للسائل.
5- مراعاة الظروف: حيث بين النبي ﷺ أن قرب بيته من المسجد يجعل المشقة قليلة، فيكون تخصيص النافلة للبيت أولى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدل على أن الأفضل في صلاة النافلة أن تكون في البيت، سواء كانت رواتب أو غيرها من النوافل المطلقة.
- يستثنى من ذلك النوافل التي شرعت في المسجد جماعةً كصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح، فهذه تكون في المسجد أفضل.
- إذا صلى الإنسان النافلة في المسجد فلا بأس، ولكن الأفضل أن يصليها في بيته اقتداءً بهدي النبي ﷺ.
- فضل صلاة الجماعة في الفرائض عظيم جداً، وقد بين النبي ﷺ أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٣٧٨) عن أبي بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه عبد الله بن سعد فذكر مثله وأخرجه ابن خزيمة (١٢٠٢) من طريق عبد الرحمن به مثله. وسبق ذكر هذا الإسناد في كتاب الحيض باب مؤاكلة الحائض وسؤرها.
ويُروى بهذا الإسناد مطولًا ومختصرًا، وقد جمع الإمام أحمد الأمور كلها في مسند عبد الله بن سعد (١٩٠٠٧)، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية - يعني ابن صالح -، عن العلاء - يعني ابن الحارث -، عن حَرَام بن حكيم، عن عمِّه عبد الله بن سَعْد: أنَّه سأل رسولَ الله ﷺ عما يوجب
الغُسْلَ، وعن الماء يكون بعد الماء، وعن الصلاة في بيتي، وعن الصَّلاة في المسجد، وعن مُؤَاكلَةِ الحائض. فقال: «إنَّ الله لا يَستَحي من الحق، أما أنا فإذا فَعَلْتُ كذا وكذا«فذكر الغُسْلَ، قال: «أتَوَضَّأ وُضُوئِي لِلصَّلاةِ أغْسِلُ فَرْجِي«ثم ذكر الغُسل، فأغسلُ من ذلك فَرْجي وأتَوَضَّأ، وأمَّا الصلاةُ في المسجد والصلاةُ في بيتي، فقد تَرَى ما أقْرَب بَيْتي منَ المَسْجد، ولأن أصَلِّي في بَيْتي أحَبُّ إليَّ من أن أُصَلِّي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة، وأمَّا مُؤاكلةُ الحائِض فواكِلْها».
واختلف في اسم والد حرام، فقيل هو: حكيم، كما في هذه الرواية، وقيل: معاوية، فظن بعض من ترجم له أنه اثنان، والصواب هما واحد كما نبَّه عليه الخطيب في «موضع أوهام الجمع والتفريق» والحافظ في التقريب في ترجمة «حرام بن حكيم» غير أنه لا يرتقي إلى درجة «ثقة» كما قال الحافظ، ولذا حسَّنه لما فيه من كلام خفيف.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 655 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

📜 حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أحب الصلاة في بيتي إلا المكتوبة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية