حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعلْ لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعلْ لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا».
أخرجه مسلم في صحيحه.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● قَضَى: أي أتمَّ وأدى.
● مَسْجِدِهِ: المقصود به هنا المسجد الذي يصلي فيه المسلم عادةً، سواء كان المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو أي مسجد آخر.
● فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا: أي فليخصص لبيته حظًا وقسمًا.
● مِنْ صَلَاتِهِ: أي من صلاته النافلة، لا الفريضة.
● خَيْرًا: يشمل كل أنواع الخير من بركة، وراحة، وسكينة، وطمأنينة، وزيادة في الإيمان، وحفظ من الشيطان.

# 2. شرح الحديث:


يأمرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بعدم إهمال الصلاة في البيت، رغم فضل الصلاة في المسجد مع الجماعة. فبعد أن يؤدي المسلم الصلوات المفروضة في المسجد مع الجماعة –وهي من أعظم القربات– ينبغي عليه أن يحرص على أداء بعض النوافل والرواتب في بيته.
فالمسلم يجمع بين الفضيلتين:
● الفضيلة الأولى: فضل الصلاة في المسجد مع الجماعة، والتي فيها أجر عظيم.
● الفضيلة الثانية: فضل الصلاة في البيت، والتي يحث عليها هذا الحديث.
فالحديث لا يتعارض مع فضل الجماعة، بل يكملها ويحث على الاستزادة من الخير.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● إحياء السنة في البيت: الصلاة النافلة في البيت سنة مؤكدة حث عليها النبي ﷺ، وهي من أسباب بركة البيت وراحة أهله.
● البيت مكان للعبادة: البيت ليس مجرد مكان للنوم والأكل، بل هو محراب للعبادة والذكر، مما يجعله مكانًا تُذكر فيه الله تعالى.
● حماية البيت وأهله: الصلاة في البيت سبب لدخول الملائكة، وخروج الشياطين، ونزول الرحمة والسكينة، وبالتالي يصبح البيت محصنًا من الشرور والآفات.
● قدوة للأهل: عندما يرى الأبناء والأهل رب البيت يصلي النوافل في البيت، يتعلمون منه ويقتدون به، فيشبّ الصغار على حب الصلاة والعبادة.
● الجمع بين الفضائل: المسلم الحكيم هو من يجمع بين الفضائل، فيصلي الفريضة في المسجد مع الجماعة لحصول الأجر العظيم، ويصلي النافلة في البيت طلبًا للبركة والخير الذي وعد الله به.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- من النوافل التي يستحب أداؤها في البيت: رواتب الصلوات المفروضة (مثل ركعتي سنة الفجر، والسنة بعد المغرب، والسنة بعد العشاء)، وصلاة الضحى، وصلاة الليل كالوتر والتهجد.
- وردت أحاديث أخرى تؤكد على هذا المعنى، منها قول النبي ﷺ: «صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ». متفق عليه. وهذا خاص بالنوافل، أما الفريضة فالأفضل أداؤها في المسجد مع الجماعة.
- الفائدة العظيمة من الصلاة في البيت هي أن يجعل الله في هذا البيت خيرًا، وهو وعد من الله تعالى لا يتخلف، وهذا الخير يشمل البركة في الرزق، والطمأنينة في المعيشة، والانسجام بين الأهل، وهداية الأولاد، والحفظ من المصائب والشرور.

أسأل الله تعالى أن يجعل بيوتنا عامرة بذكره، وأن يرزقنا العمل بسنن نبيه ﷺ، وأن يحفظنا وأهلينا من كل سوء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٧٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.
وكذلك رواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش.
ورواه سفيان الثوري، عن الأعمش فجعله من مسند أبي سعيد كما سيأتي.
وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «إذا قضى أحدكم صلاتَه في المسجد فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، إن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا».
صحيح: رواه ابن ماجه (١٣٧٦) عن محمد بن بشار وغيره، عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا ـ
سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، فذكر مثله.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (١١٥٦٧) عن عبد الرزاق، وهو في مصنفه (٤٨٣٧)، عن سفيان، فذكر مثله.
وصحّحه ابن خزيمة (١٢٠٦)، ورواه من طريق عبد الرحمن بن مهدي وقال: «روي هذا الخبر أبو خالد الأحمر وأبو معاوية وعبدة بن سليمان وغيرهم، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، ولم يذكروا أبا سعيد».
قال الأعظمي: وهو يشير إلى بعض طرق الحديث الذي أخرجه مسلم كما سبق، وكله صحيح. فالذي يظهر أن جابر بن عبد الله مرة كان يروي عن أبي سعيد، وأخرى عن رسول الله ﷺ مباشرة بدون ذكر أبي سعيد وهو أمر كان معروفًا عند الصّحابة ﵃ جميعًا.
ولحديث أبي سعيد الخدري طرق أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها منها ما رواه الإمام أحمد (١١١١٢) من طريق ابن لَهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد، فذكر مثله إلا بزيادة: «فليصل في بيته ركعتين» وابن لهيعة فيه كلام معروف ولعل هذه الزيادة من تخليطه.
ومنها ما رواه أبو يعلى (١٤٠٨) عن سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، عن عبيد الله بن أبي حُميد، عن أبي مليح قال: حدثني أبو سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكر الحديث. وإسناده ضعيف، سفيان بن وكيع بن الجراح متكلم فيه، قال البخاري: يتكلمون فيه، وقال النسائي: ليس بثقة.
ويقال: إن السبب في ذلك أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه.
وأبو المليح بن أسامة لم يسمع من أبي سعيد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 654 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

  • 📜 حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب