حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تخفيف القراءة في ركعتي الفجر

عن حفصة زوج النبي ﷺ قالت: إن رسول الله ﷺ كان إذا سكت المؤذِّن عن الأذان لصلاة الصُبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تُقام الصلاة.

متفق عليه: رواه مالك في صلاة الليل (٢٩) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة فذكرته، ورواه البخاري في الأذان (٦١٨) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في المسافرين (٧١٨) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به إلا أن البخاري قال في لفظ الحديث: «كان رسول الله ﷺ إذا اعتكف المؤذِّن للصبح، وبَدَا الصبح صلَّى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة».

عن حفصة زوج النبي ﷺ قالت: إن رسول الله ﷺ كان إذا سكت المؤذِّن عن الأذان لصلاة الصُبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تُقام الصلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها قالت: «إن رسول الله ﷺ كان إذا سكت المؤذِّن عن الأذان لصلاة الصُبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تُقام الصلاة».
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما)


١. شرح المفردات:


* سكت المؤذن عن الأذان: أي عندما ينتهي المؤذن من الأذان ويَسكُت.
* صلاة الصبح: هي صلاة الفجر.
* ركعتين خفيفتين: أي يصليهما بتخفيف في القيام والقراءة والركوع والسجود، من غير إطالة.
* قبل أن تُقام الصلاة: أي قبل أن يُقيم المؤذن أو الإمام للصلاة، أي قبل الإقامة.


٢. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن هدي النبي ﷺ في الوقت الموجود بين انتهاء أذان الفجر وبدء إقامة الصلاة. فكان من سنته ﷺ أن يصلي في هذا الوقت القصير ركعتين خفيفتين، وهما سُنَّة الفجر أو ركعتا الفجر.
* الوقت: وقت هاتين الركعتين يبدأ من طلوع الفجر الصادق (بداية وقت صلاة الفجر) ويمتد إلى أن يُقيم الإمام للصلاة. وهذا الوقت هو الأفضل لأدائهما، وهو ما يسمى "الفاضلة". ويجوز أداؤهما بعد الإقامة إذا فاتتا قبلها، ولكن ذلك خلاف الأفضل.
* كيفية أدائهما: كان النبي ﷺ يخففهما جدًا، حتى إن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول: كان يقرأ فيهما بعد الفاتحة بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (صحيح مسلم). وكان يخفف الركوع والسجود فيهما أيضًا.
* الحكمة من التخفيف: حتى لا يشق على المصلين المنتظرين لصلاة الفجر، وحتى لا يطيل عليهم الانتظار، ولئلا يفوته أو يفوّت على الناس فضل الصف الأول أو تكبيرة الإحرام مع الإمام.


٣. الدروس المستفادة والفوايد:


1- مشروعية سنة الفجر: الحديث دليل قاطع على مشروعية ركعتي سنة الفجر واستحبابها المؤكد، فهي من الرواتب التي كان النبي ﷺ يحافظ عليها.
2- أهمية المحافظة على النوافل: يبين الحديث حرص النبي ﷺ على النوافل حتى في أصعب الأوقات (وقت الفجر والنعاس)، مما يدل على عظيم منزلتها عند الله تعالى، وأنها تجبر نقص الفرائض.
3- التيسير ومراعاة أحوال الناس: في تخفيف النبي ﷺ لهاتين الركعتين درس عظيم في مراعاة أحوال المصلين وعدم إثقالهم بما يشق عليهم، وهو من كمال خلقه ﷺ ورحمته بأمته.
4- استغلال الأوقات: يعلمنا الحديث استغلال الأوقات القصيرة والفواصل بين العبادات بما يرضي الله، فالفترة بين الأذان والإقامة فرصة للذكر والدعاء والصلاة.
5- فضل سنة الفجر: ورد في أحاديث أخرى فضل عظيم لهاتين الركعتين، منها قوله ﷺ: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» (رواه مسلم). وكان النبي ﷺ يداوم عليهما حتى في السفر.
6- بيان وقت السنة القبيلة: يحدد الحديث بدقة الوقت المستحب لأداء هذه السنة، وهو ما بين الأذان والإقامة.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* حكمها: سنة مؤكدة، وأقلها أن تصلى ركعتان، وأفضلها أن تصلى في البيت.
* ما يقرأ فيهما: كما سبق، يُستحب أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثانية {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أو يقرأ في الأولى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} (البقرة: 136) وفي الثانية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (آل عمران: 64) كما جاء في بعض الروايات.
* المحافظة عليها: ينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه السنة العظيمة ويحرص عليها، لما فيها من الأجر العظيم والبركة في يومه كله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في صلاة الليل (٢٩) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة فذكرته، ورواه البخاري في الأذان (٦١٨) عن عبد الله بن يوسف، ومسلم في المسافرين (٧١٨) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به إلا أن البخاري قال في لفظ الحديث: «كان رسول الله ﷺ إذا اعتكف المؤذِّن للصبح، وبَدَا الصبح صلَّى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة».
فقوله: اعتكف قد استشكله كثير من العلماء وأجابوا عنه بأجوبة غير مقنعة فرجح الحافظ ابن حجر أنه محرف من لفظ «سكت».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 668 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

  • 📜 حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان إذا سكت المؤذن عن الأذان لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب