حديث: ألا كان هذا قبل هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهية الاشتغال بركعتي الفجر إذا أقيم الصلاة

عن أبي موسى أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا يُصَلِّي ركعتي الفجر حين أخذ المؤذن يُقيم، فغمز النبي ﷺ منكبه وقال: «ألا كان هذا قبل هذا؟».

حسن: رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط» كما في «مجمع البحرين» (٧٧١) عن أحمد بن حمدان أبي سعيد التستري بعبادان، ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن سليمان الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، فذكر الحديث.

عن أبي موسى أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا يُصَلِّي ركعتي الفجر حين أخذ المؤذن يُقيم، فغمز النبي ﷺ منكبه وقال: «ألا كان هذا قبل هذا؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ رأى رجلًا يُصَلِّي ركعتي الفجر حين أخذ المؤذن يُقيم، فغمز النبي ﷺ منكبه وقال: «ألا كان هذا قبل هذا؟».
رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


● رَكْعَتَي الفَجْر: هما السُنَّة الراتبة القَبْلِيَّة لصلاة الفجر، وتسمى أيضًا "سُنَّة الفجر" أو "رَكْعَتَا الفَجْر".
● حِينَ أَخَذَ المُؤَذِّنُ يُقِيم: أي عند بداية الإقامة لصلاة الفريضة (الصبح).
● فَغَمَزَ النَّبِيُّ ﷺ مَنْكِبَهُ: الغَمْز هو النخس أو اللمس الخفيف بالإصبع؛ والمنكب هو الكتف.
● «أَلا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا؟»: أي: هلاَّ صلَّى هاتين الركعتين قبل الإقامة؟!


2. شرح الحديث:


يروي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ رأى رجلاً يصلي سُنَّة الفجر (ركعتا الفجر) بعد أن شرع المؤذن في الإقامة لصلاة الفجر (الصبح)، فلم يعجب النبي ﷺ هذا الفعل؛ لأنه تأخيرٌ للسنة عن وقتها المستحب، فلمس النبي ﷺ منكب الرجل برفقٍ وهو يصلي، ونبهه بقوله: «ألا كان هذا قبل هذا؟»، أي: هلاَّ صلَّيتَ سُنَّة الفجر قبل أن تُقام الصلاة؟!


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- استحباب تقديم سُنَّة الفجر قبل إقامة الصلاة:
دلَّ الحديث على أن وقت أداء سُنَّة الفجر ينتهي بمجرد شروع المؤذن في الإقامة للفريضة؛ لأن الإقامة علامة على دخول وقت الفريضة، والسنة تابعة للفريضة، فينبغي أن تؤدى قبلها.
2- الحكمة من النهي عن الصلاة بعد الإقامة:
- تجنُّب التشويش على المصلين والالتحاق بالجماعة.
- احترام قدسية وقت الفريضة وعدم تأخيرها.
- المحافظة على هدوء الصفوف واستعداد القلب للفريضة.
3- أدب النبي ﷺ في التعليم والتوجيه:
- لم يقطع على الرجل صلاته، بل نبهه برفقٍ بالغمز على منكبه.
- استعمل أسلوب الاستفهام التوبيخي اللطيف ألا كان هذا قبل هذا؟») لبيان الخطأ دون تجريح.
4- بيان أن سُنَّة الفجر من الرواتب المؤكدة:
فقد حرص النبي ﷺ على توجيه هذا الرجل لأدائها في وقتها المناسب، مما يدل على عظم شأنها.
5- عدم صلاة النافلة بعد شروع الإقامة للفريضة:
وهذا عامٌّ في جميع النوافل، إلا من دخل المسجد فيُسن له أن يصلي ركعتين تحية المسجد ولو أثناء الإقامة، لكن بسروعة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- لو شرع الإنسان في سُنَّة الفجر ثم أقيمت الصلاة، فإنه يقطعها إذا خاف فواتَ تكبيرة الإحرام مع الإمام، وإلا فيتمها خفيفة ثم يلحق بالجماعة.
- وقت سُنَّة الفجر يمتد من طلوع الفجر الصادق إلى صلاة الفجر، لكن الأفضل أن تصلى قبل الفريضة مباشرةً بعد الأذان الثاني (أذان الإقامة).
- لو فاتته سُنَّة الفجر قبل الصلاة، فالأفضل أن يقضيها بعد طلوع الشمس وارتفاعها.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط» كما في «مجمع البحرين» (٧٧١) عن أحمد بن حمدان أبي سعيد التستري بعبادان، ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن سليمان الشيباني، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل إبراهيم بن يوسف الصيرفي، فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢/ ٧٥): «رجاله موثقون».
ونقل الشوكاني في «النيل» (٢/ ٣١٤) عن العراقي أنه قال: «إسناده جيد».
وفي الباب أيضًا عن زيد بن ثابت وعائشة وابن عمر، وفي أسانيدهم كلام، وأحاديث الباب تدل على كراهة صلاة سنة الفجر عند إقامة الصلاة المكتوبة.
وأما ما رواه ابن ماجه (١١٤٧) من حديث علي رضي الله عنه أنه قال: كان النبي ﷺ يُصلي الركعتين عند الإقامة، ففي إسناده الحارث الأعور وهو ضعيف، وقد رُميَ بالكذب، وضعَّفه البوصيري في زوائد ابن ماجه، ثم هو يخالف ما ثبت عن رسول الله ﷺ أنه كان يبادر بهما عند سماع أذان الفجر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 679 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا كان هذا قبل هذا

  • 📜 حديث: ألا كان هذا قبل هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا كان هذا قبل هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا كان هذا قبل هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا كان هذا قبل هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب