حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهية الاشتغال بركعتي الفجر إذا أقيم الصلاة

عن عبد الله بن سرجس قال: دخل رجل المسجد، ورسول الله ﷺ في صلاة الغداة، فصلى ركعتين في جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله ﷺ، فلما سلَّم رسول الله ﷺ قال: «يا فلان! بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك، أم بصلاتك معنا؟».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧١٢) من طريق عاصم الأحول، عن عبد الله بن سَرْجِس فذكر مثله.

عن عبد الله بن سرجس قال: دخل رجل المسجد، ورسول الله ﷺ في صلاة الغداة، فصلى ركعتين في جانب المسجد، ثم دخل مع رسول الله ﷺ، فلما سلَّم رسول الله ﷺ قال: «يا فلان! بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك، أم بصلاتك معنا؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: دخل رجل المسجد، ورسول الله ﷺ في صلاة الغداة (أي صلاة الفجر)، فصلى ركعتين في جانب المسجد (وهي سنة الفجر)، ثم دخل مع رسول الله ﷺ (في صلاة الفجر الفريضة). فلما سلَّم رسول الله ﷺ قال: «يا فلان! بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك، أم بصلاتك معنا؟».
(رواه مسلم في صحيحه)


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● الغداة: أول النهار، والمقصود هنا صلاة الفجر.
● اعتددت: من الاعتداد، أي أي الصلاتين جعلتها الصلاة المعتمدة التي تريد أن تؤديها وتقف بين يدي الله بها؟ أو بمعنى آخر: أيتهما قصدت بها أداء الفريضة؟

# 2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث موقفاً تربوياً رقيقاً من النبي ﷺ، حيث:
- دخل رجل المسجد وقد بدأ النبي ﷺ وأصحابه في صلاة الفجر (الفريضة).
- بدلاً من أن يدخل مباشرة في الصلاة مع الجماعة، ذهب إلى جانب المسجد وأدى أولاً ركعتي سنة الفجر (وهما سنة مؤكدة قبل فريضة الفجر).
- بعد أن انتهى من السنتين، انضم إلى الصف وأتم صلاة الفجر مع النبي ﷺ والجماعة.
- بعد انتهاء الصلاة، ناداه النبي ﷺ باسمه (يا فلان) وسأله هذا السؤال التربوي العجيب: بأي الصلاتين اعتدت؟ أي: أي الصلاتين جعلتها الفريضة التي تريد أن تقف فيها بين يدي الله؟ هل هي الصلاة التي صليتها وحدك (سنة الفجر) أم الصلاة التي صليتها معنا (فريضة الفجر)؟
المغزى من السؤال:
لم يكن سؤال النبي ﷺ استفهاماً عن حكم شرعي بقدر ما كان توجيهاً تربوياً ولفتاً للانتباه إلى مسألة مهمة في فقه الأولويات. فالسنة مؤكدة وحث النبي ﷺ عليها، لكنها لا تساوي أبداً فضل ومكانة الصلاة في جماعة، خاصة خلف الإمام (خلف الإمام). كان الأولى بالرجل أن يدرك فضل الجماعة فيلتحق بها مباشرة، ويؤدي السنة بعد الفريضة أو في وقت آخر إذا خاف فوات الركعة.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الصلاة في جماعة: الحديث يظهر بشكل غير مباشر العظيم منزلة صلاة الجماعة، حتى أن النبي ﷺ أنكر على من قدّم سنةً على الانضمام للجماعة في الفريضة.
2- فقه الأولويات: من أهم الدروس هو فهم أولويات العبادة. فالفريضة مقدمة على النافلة، والعبادة ذات الفضل الأعظم أولى بالاهتمام. هنا فضل الجماعة (وهو واجب أو مؤكد) مقدّم على سنة الفجر (مع فضلها العظيم).
3- الأسلوب النبوي في التعليم: لم يوبخ النبي ﷺ الرجل توبيخاً مباشراً، بل استخدم أسلوب الاستفهام والتوجيه الذي يثير انتباه السامع ويجعله يفكر بنفسه في الخطأ، وهو أسلوب تربوي عالي جداً.
4- جواز أداء سنة الفجر بعد دخول وقت الفريضة: فعل الرجل يدل على جواز فعل سنة الفجر بعد شروع الإمام في الصلاة، ولكن بشرط ألا يفوته فضل الجماعة أو إدراك بعض الصلاة مع الإمام. والأفضل لمن دخل والإمام يصلي أن ينضم للجماعة مباشرة، ويقضي السنة بعد ذلك، كما ورد في أحاديث أخرى.
5- مراعاة أحوال المصلين: النبي ﷺ كقائد ومرشد كان يتابع أحوال أصحابه وينبههم بلطف على ما قد يخفى عليهم من الأحكام أو الآداب.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور العلماء إلى أن الأفضل لمن دخل المسجد والإمام يصلي الفجر أن يلتحق بالجماعة مباشرة ويؤخر سنة الفجر فيصليها بعد السلام من الفريضة أو بعد طلوع الشمس.
- هذا الحديث لا يعني ترك سنة الفجر، بل يعني تقديم الأفضل فالأفضل. فالصلاة مع الإمام من أولها أفضل من فعل السنة أولاً.
- يستفاد من الحديث أيضاً جواز الكلام في المسجد بعد الصلاة لأجل التعليم والمصلحة، وليس للغيبة أو القيل والقال.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧١٢) من طريق عاصم الأحول، عن عبد الله بن سَرْجِس فذكر مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 675 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

  • 📜 حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بأي الصلاتين اعتدت، بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب