حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الأربع قبل الظهر وبعدها

عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: «من صلى أربع ركعات قبل الظهر، وأربعًا بعدها حَرَّمَ الله لحمَه على النار».

صحيح: رواه النسائي (١٨١٢) من طريق موسى بن أعين، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: لما نُزل بعنبسة، جعل يتضَوَّر، فقيل له: فقال: أما إني سمعت أم حبيبة زوج
النبي ﷺ تحدث فذكر الحديث وقال: فما تركتُهن منذ سمعتُهن.

عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: «من صلى أربع ركعات قبل الظهر، وأربعًا بعدها حَرَّمَ الله لحمَه على النار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم في فضل المحافظة على السنن الرواتب، وقد رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهم، عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا، حَرَّمَ اللهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ».

أولاً. شرح المفردات:


● صلى أربع ركعات قبل الظهر: المقصود بها سنة الظهر القبلية، وهي أربع ركعات.
● وأربعًا بعدها: المقصود بها سنة الظهر البعدية، وهي أيضًا أربع ركعات.
● حرم الله لحمه على النار: أي منَعَ اللهُ جسدَ هذا العبدِ وعظامَه ولحمَه أن تمسَّه النارُ أو تصلَ إليه، وهذا كناية عن وقايته من عذاب النار ودخوله الجنة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل عظيم وأجر جزيل لمن حافظ على هذه الصلوات النافلة، وهي أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع ركعات بعدها.
● المراد بالصلاة: المقصود هو المحافظة والمواظبة على هذه السنن، وليس مجرد فعلها مرة واحدة. فمن داوم عليها وأحسن أداءها، كان هذا الوعد العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم جزاءً له.
● العلاقة بين العمل والجزاء: نلاحظ أن الجزاء (تحريم اللحم على النار) هو نتيجة للمحافظة على هذه الصلاة، وهي من أعمال الجوارح. وهذا يبين لنا عظمة هذه السنن عند الله تعالى، وكيف أن العمل القليل الدائم خيرٌ عند الله من العمل الكثير المنقطع.
● صيغة الجزاء: جاء الجزاء بصيغة المبالغة حَرَّمَ اللهُ لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ») للدلالة على كمال العصمة والوقاية من النار، فلم يقل "جَنَّبَه النار" بل "حَرَّمَ لحمه عليها"، أي جعله محرماً عليها لا تقربه ولا تمسه، كالطعام المحرم على الإنسان.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فضل السنن الرواتب: الحديث دليل على المكانة الرفيعة للسنن الرواتب التي تتبع الصلوات المفروضة، وأنها تكمل الفرائض وترفع الدرجات.
2- الترغيب في المحافظة على النوافل: يحثنا الحديث على عدم إهمال النوافل والرواتب، فهي سبب عظيم للقرب من الله تعالى والنجاة من عذابه.
3- بركة العمل الدائم: ليس المطلوب هو أداء هذه الصلاة مرة واحدة، بل المطلوب هو المداومة عليها، فالعمل الصالح وإن قلَّ إذا داوم عليه العبد كان أحب إلى الله من العمل الكثير المنقطع.
4- رحمة الله تعالى وفضله: الجزاء المذكور في الحديث (الوقاية من النار) هو من فضل الله تعالى وعفوه، وهو أكبر بكثير من حجم العمل، مما يدل على سعة رحمة الله ومنته على عباده.
5- الاهتمام بسنة الظهر: يوجهنا الحديث للاهتمام بشكل خاص بسنة صلاة الظهر القبلية والبعدية، والمحافظة على أدائها أربعاً أربعاً.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم هذه الصلوات: سنة الظهر القبلية والبعدية من السنن المؤكدة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها.
● كيفية أدائها: الأفضل أن يصليها المرء أربع ركعات بتسليمة واحدة، أو يسلم بعد كل ركعتين، وكل ذلك وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
● مقارنة مع أحاديث أخرى: وردت أحاديث أخرى تبين فضل هذه الصلوات بأعداد مختلفة (مثل ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها)، وجمع العلماء بينها بأن من صلى أربعاً فله الأجر العظيم المذكور في هذا الحديث، ومن صلى أقل فله أجرٌ على قدر عمله.
● المرجع الأساسي: هذا الحديث رواه الترمذي وقال عنه: "حديث حسن"، وصححه العديد من أهل العلم.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعله من الذاكرين الشاكرين.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (١٨١٢) من طريق موسى بن أعين، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: لما نُزل بعنبسة، جعل يتضَوَّر، فقيل له: فقال: أما إني سمعت أم حبيبة زوج
النبي ﷺ تحدث فذكر الحديث وقال: فما تركتُهن منذ سمعتُهن. وإسناده صحيح.
وقوله: يتضوَّر - يُظهر الضور بمعنى الضر، يقال: ضاره يضوره ويضيره، وآخر الحديث يفيد أنه كان يفعل ذلك فرحًا بالموت اعتمادًا على صدق الموعد. كذا قاله السيوطي.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٦٧٦٢) عن رَوح، قال: حدثنا الأوزاعي به وفيه: لما نزل بعنبسة بن أبي سفيان الموتُ، اشتدَّ جزعُه، فقيل له: ما هذا الجزعُ؟ قال: أما إني سمعت أم حبيبة، يعني أخته تقول فذكر الحديث.
ورَوح هو: ابن عُبادة. وهذا من أصح الأسانيد التي روي عنه هذا الحديث.
وتابع حسانَ بن عطية القاسمُ أبو عبد الرحمن، ومن طريقه رواه الترمذي (٤٢٨)، والنسائي. قال الترمذي: «حسن صحيح غريب من هذا الوجه. والقاسم هو: ابن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن معاوية ثقة شامي، وهو صاحب أبي أمامة». انتهى
وأخرجه أبو داود (١٢٦٩)، والنسائي من طريق مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان به مثله، قال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئًا.
ورواه أيضًا الترمذي (٤٢٧)، والنسائي، وابن ماجه (١١٦٠) من طريق محمد بن عبد الله الشُعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان به مثله، قال الترمذي: حسن غريب.
قال الأعظمي: بل هذا الإسناد ضعيف لأجل عبد الله الشُعيني أبي محمد وهو: ابن المهاجر، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول».
وأما ابنه محمد فهو «صدوق». ولا بأس بذكر هذه الأسانيد للتقوية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 685 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

  • 📜 حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله لحمه على النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب