فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

عن أم حُميد امرأة أبي حُمدي الساعدي أنها جاءت النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك، قال: «قد علمتُ أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتُك في بيتك
خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتُك في حجرتِك خير من صلاتِك في دارك، وصلاتُك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي».
قال: فأمرتْ فَبُنِيَ لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلَمِه، فكانت تُصلي فيه حتَّى لقيتِ الله عز وجل.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٩٠) عن هارون (ابن معروف)، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حُميد فذكرت مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث فضل الصلاة في البيت، وبيان تفاضل أماكن الصلاة في الأجر والثواب. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

الحديث بلفظ آخر:

رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن خزيمة في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم. والحديث صححه عدد من العلماء كالألباني رحمه الله.

1. شرح المفردات:

● أم حميد: هي امرأة من الصحابيات، زوج أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما.
● حجرتك: الحجرة هي الغرفة الصغيرة أو البيت الصغير الملاصق للبيت الرئيسي.
● دارك: الدار هي البيت كله بما فيه من غرف وساحات.
● مسجد قومك: المسجد الذي يصلي فيه أهل الحي أو القبيلة.
● أمرت فبني لها مسجد: أي طلبت من أهل بيتها أن يبنوا لها مكانًا مخصصًا للصلاة.
● أظلمه: أي أكثرها ظلمة وأبعدها عن الضوضاء والازدحام.

2. شرح الحديث:

جاءت أم حميد رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بحبها للصلاة معه في المسجد، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يعلم ذلك منها، ثم بين لها أن الصلاة في البيت أفضل من الصلاة في المسجد النبوي معه صلى الله عليه وسلم، وذلك على التفصيل التالي:
● صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها (الغرفة الصغيرة داخل البيت).
● وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها (أي في فناء البيت أو ساحته).
● وصلاتها في دارها أفضل من صلاتها في مسجد قومها (مسجد الحي).
● وصلاتها في مسجد قومها أفضل من صلاتها في مسجده صلى الله عليه وسلم (المسجد النبوي).
ثم بينت الرواية أنها بعدما سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم، أمرت أن يبنى لها مسجد (أي مكان مخصص للصلاة) في أقصى البيت وأظلم موضع فيه (أي أبعد مكان عن الضوضاء وأكثرها خلوًا من المشغلات)، فظلت تصلي فيه حتى توفيت.

3. الدروس المستفادة منه:

1- فضل صلاة المرأة في بيتها: هذا الحديث من الأدلة القوية على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، وهذا خاص بالنساء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خص المرأة بالذكر هنا. أما الرجل فصلاة الجماعة في المسجد واجبة أو مستحبة على خلاف بين العلماء.
2- مراتب فضل أماكن الصلاة للنساء: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأفضلية تتناقص كلما خرجت المرأة من بيتها إلى المسجد، فأفضل صلاة للمرأة هي في أعمق مكان في البيت وأبعده عن أعين الناس.
3- حرص الصحابة على العمل بالسنة: لما سمعت أم حميد رضي الله عنها هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم، بادرت إلى تطبيقه فورًا، فبنت لها مصلى في أقصى بيتها، وظلت تصلي فيه حتى ماتت. وهذا يدل على حرصهم على اتباع السنة.
4- التيسير على النساء في العبادة: الشرع الحكيم راعى طبيعة المرأة وحياءها، فجعل صلاتها في بيتها أفضل؛ لتحصل على الخصوصية والخشوع، وتبتعد عن الاختلاط والتبرج.
5- الأجر على نية الخير: alرغم أن صلاتها في بيتها أفضل، إلا أن مجيئها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤالها يدل على حرصها على الخير، فأثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم وعلمها الأفضل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "فضل الصلاة في البيت" للمرأة، وهو مذهب الجمهور من العلماء.
- بعض العلماء استدل بهذا الحديث على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل حتى من صلاتها في المسجد الحرام، لكن المسألة فيها خلاف.
- ينبغي للمرأة أن تحرص على الصلاة في بيتها، وإذا صلت في المسجد فلا بأس بشرط أمن الفتنة وعدم التبرج.
- ينطبق هذا الحكم على الصلوات المفروضة، أما صلاة التراويح والتهجد فيRamadan فالأفضل للمرأة أن تصليها في بيتها.

ختامًا:

فهذا الحديث من الأحاديث التي تبين حرص الشريعة على صون المرأة وكرامتها، وتشجيعها على العبادة في مكان آمن وخالٍ من الفتنة. وفيه أيضًا قدوة في سرعة استجابة الصحابة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٠٩٠) عن هارون (ابن معروف)، حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني داود بن قيس، عن عبد الله بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حُميد فذكرت مثله.
ورواه ابن خزيمة (١٦٨٩)، وابن حبان (٢٢١٧) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب به مثله.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٣٣ - ٣٤): رواه أحمد ورجاله رجال الصّحيح غير عبد الله بن سويد الأنصاري وثقه ابن حبان.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن عبد الله بن سويد الأنصاري لم يوثِّقه غير ابن حبان، وهو من رجال «التعجيل» ولكنه توبع.
فقد رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٣٨٤)، والطبراني في «الكبير» (٢٥/ ٣٥٦)، والبيهقي (٣/ ١٣٢) كلهم من طريقين عن عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد، عن أبيه، عن جدته أم حُميد فذكرت مثله.
وبهذه المتابعة يرتفع إلى الحسن لغيره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 646 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

📜 حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: فضل صلاة المرأة في بيتها على المسجد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية