حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في كراهية الاشتغال بركعتي الفجر إذا أقيم الصلاة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا أُقيمتِ الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة».

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧١٠) عن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن وَرْقاءَ، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «إذا أُقيمتِ الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وغيره من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ».


1. شرح المفردات:


* أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ: أي نُودي لها بالإقامة، وهي الأذان الثاني الذي يكون مباشرة قبل ابتداء الصلاة، مثل قول المؤذن: "قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة".
* فَلَا صَلَاةَ: أي لا يجوز الابتداء بصلاة نافلة.
* إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ: أي إلا الصلاة التي أُقيم لها، وهي الفريضة التي سيصليها الناس جماعة.


2. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:
معنى الحديث النبوي الشريف واضح وجلي، وهو أنه إذا شرع المؤذن في إقامة الصلاة المفروضة، فإنه يحرم على المسلم أن يبدأ في أداء أي صلاة نافلة، سواء كانت راتبة (سنة قبلية) أو صلاة ضحى أو تحية المسجد أو غيرها من النوافل المطلقة.
فالواجب على المسلم في هذه اللحظة هو أن ينصت للإقامة، ويستعد للدخول في صلاة الفريضة مع الإمام، ولا ينشغل عنها بأي صلاة أخرى.
الحكمة من هذا النهي:
* الاهتمام بالفريضة: إظهار التعظيم للصلاة المفروضة والاهتمام بها، وعدم الانشغال عنها بما دونها.
* المشاركة في الجماعة: عدم التفريط في فضيلة صلاة الجماعة كاملة من أولها، فمن بدأ في نافلة عند الإقامة قد يفوت عليه تكبيرة الإحرام مع الإمام، أو يدخل في الصلاة بعد أن بدأ الإمام.
* الخشوع والاستعداد: التفرغ التام للاستعداد النفسي والبدني للفريضة، والإنصات للإقامة الذي هو من السنن.


3. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:
1- تحريم الابتداء بالنافلة بعد الإقامة: هذا هو الحكم الأساسي من الحديث، وهو قول جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
2- ما الحكم إذا كان الإنسان قد شرع في النافلة قبل الإقامة؟
* ذهب جمهور العلماء إلى أنه يقطعها خفيفة إذا خاف فوات تكبيرة الإحرام مع الإمام أو فوات الركعة الأولى.
* واستدلوا على ذلك بحديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ الَّتِي أُقِيمَتْ». أي التي كنت تصليها ليست هي المقصودة بالإقامة، فالأولى تركها للالتحاق بالجماعة.
* فإن أتمها خفيفة (بشرط ألا يكون في سجود التلاوة أو سجود السهو) بحيث لا يفوت عليه فضل الجماعة أو أول الصلاة، فلا بأس، لكن قطعها أولى وأحوط.
3- استثناء: تستثنى من هذا النهي ركعتا تحية المسجد إذا دخل الإنسان المسجد والإقامة قائمة، على القول الراجح. فيسن له أن يصليهما خفيفتين جدًا ثم يلحق بالجماعة، عملاً بحديث: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ». ويجمع بين الحديثين بأن تحية المسجد لها سبب خاص يقدم على العموم.
4- التأكيد على أهمية صلاة الجماعة: الحديث يربي المسلم على تقديم صلاة الجماعة والحرص على فضائلها الكبيرة.


4. خلاصة وبيان عملي:
* المنهي عنه: هو الابتداء بصلاة نافلة بعد سماعك للإقامة.
* المشروع لك: الإنصات للإقامة، والاستعداد للفريضة، والدخول مع الإمام من أول الصلاة.
* إذا كنت في نافلة وبدأت الإقامة: الأفضل والأحوط أن تقطعها (تتركها) لتلحق بالجماعة من أولها، إلا إذا كنت في آخرها جدًا ولم تفوتك تكبيرة الإحرام.
نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧١٠) عن أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن وَرْقاءَ، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه أيضًا من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عمرو بن دينار به مثله.
قال حماد: ثم لقيت عمروًا فحدَّثني به ولم يرفعه. انتهى.
قال الأعظمي: كذلك روي سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ولم يرفعه.
قال الترمذي: والحديث المرفوع أصح عندنا.
وكذلك رجح المرفوع البغوي في «شرح السنة» (٣/ ٣٦٢) والنووي في «شرح مسلم» والبيهقي وغيرهم، لأن في الرفع زيادة، وهي مقبولة عند الجمهور.
وأما ما ورد من استثناء ركعتي الفجر ففي الإسناد حجاج بن نُصير، عن عباد بن كثير، عن ليث، وهم كلهم ضعفاء وهو مخرج بالتفصيل في «المنة الكبرى» (٢/ ٣١٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 676 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

  • 📜 حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا صلاة عند الاقامة الا المكتوبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب