لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

عن أنس قال: خرج النبي ﷺ حين أقيمتِ الصلاةُ، فرأى ناسًا يصلون ركعتين بالعجلة، فقال: «أصلاتان معا؟» فنهى أن يُصلَّى في المسجد إذا أقيمت الصلاة.

حسن: رواه ابن خزيمة (١١٢٦) عن علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب، قال: ثنا محمد بن عمار، يعني الأنصاري، عن شريك بن عبد الله - وهو ابن أبي نمر - عن أنس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه حكم مهم يتعلق بآداب المسجد والصلاة.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين أقيمتِ الصلاةُ، فرأى ناسًا يصلون ركعتين بالعجلة، فقال: «أصلاتان معا؟» فنهى أن يُصلَّى في المسجد إذا أقيمت الصلاة.
(رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني في صحيح الجامع)

ثانياً. شرح المفردات:

● حين أقيمتِ الصلاةُ: أي عندما نُودي للصلاة بالإقامة، وهي الإعلام بدخول وقت الصلاة واقتراب ابتدائها.
● يصلون ركعتين: أي يؤدون صلاة نافلة (كتحية المسجد أو سنة الفجر مثلاً).
● بالعجلة: أي بسرعةٍ شديدةٍ غير معتادة في الصلاة، بحيث لا يطمئنون فيها.
● أصلاتان معا؟: استفهام إنكاري، بمعنى: هل تُجمع صلاتان في وقت واحد؟ أو كيف تصلون نافلة والإقامة قد قُيمت للفريضة؟
● فنهى: أي فحرّم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بترك هذا الفعل.

ثالثاً. شرح الحديث:

يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من بيته لصلاة الفريضة بعد أن سمع الإقامة، فوجد مجموعة من الناس يؤدون صلاة نافلة (وهي على الأرجح ركعتا تحية المسجد أو سنة الفجر) بشكل سريع جداً وغير طبيعي، حتى أنهم يسرعون فيها إسراعاً يخلّ بالطمأنينة الواجبة في الصلاة، وذلك خشية فوات تكبيرة الإحرام مع الإمام.
فاستنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل واستفهم عنه بقوله: «أصلاتان معا؟»، والمعنى: أتصّلون نافلة وفريضة في وقت واحد؟ أو كيف تشرعون في نافلة والإقامة قد قُيمت للفريضة التي هي آكد وأهم؟
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الفعل نهياً صريحاً، وأصدر حكماً عاماً بأنه لا يجوز لأحد أن يشرع في صلاة نافلة بعد أن تبدأ إقامة الصلاة.

رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- تحريم الشروع في النافلة بعد الإقامة: هذا هو الحكم الرئيسي من الحديث، وهو أنه متى سمع المصلي الإقامة للفريضة، فإنه يحرم عليه أن يبدأ في صلاة نافلة، سواء كانت تحية المسجد أو راتبة أو غيرها. وهذا النهي للتحريم عند جمهور العلماء.
2- الطمأنينة ركن في الصلاة: النهي ليس فقط عن الصلاة بعد الإقامة، بل وعن الصلاة "بالعجلة" التي تخل بالطمأنينة، وهي ركن من أركان الصلاة لا تصح بدونها. فلو شرع فيها مع الإقامة ثم أطال فيها، كان أشد إثماً.
3- تقديم الفريضة على النافلة: الفريضة لها حق الأولوية، فلا ينشغل المسلم عنها بما هو دونها من نوافل عندما يحين وقتها.
4- الحكمة من النهي: حتى لا ينشغل المصلي عن متابعة الإمام وتكبيرة الإحرام، وحتى لا يحدث تشويش على المصلين الذين يستعدون للفريضة، وحتى تؤدى النافلة في وقتها المشروع لها بكامل الخشوع والطمأنينة.
5- ما الحكم إذا شرع في النافلة قبل الإقامة؟: إذا شرع المصلي في النافلة *قبل* أن تبدأ الإقامة، ثم أقيمت الصلاة وهو فيها، فإنه يخففها (بشرط أن لا يخل بالطمأنينة) ثم يدخل مع الإمام. ولا يقطعها إلا إذا خاف فوات الركعة كاملة مع الإمام.

خامساً:

تنبيه مهم:
هذا النهي خاص بالصلاة التي لها سبب متقدم (كتحية المسجد)، أما صلاة الركعتين بعد الطواف فإنها تصلى حتى بعد الإقامة، لأن سببها حاصل وهو الطواف.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (١١٢٦) عن علي بن حجر السعدي بخبر غريب غريب، قال: ثنا محمد بن عمار، يعني الأنصاري، عن شريك بن عبد الله - وهو ابن أبي نمر - عن أنس فذكره.
وإسناده حسن لأجل ابن أبي نمر فإنه وإن كان من رجال الشيخين إلا أنه اختلف فيه، والخلاصة أنه «صدوق يخطيء» كما في التقريب.
ورواه البزار من طريق ابن أبي نمر به وجعل أن ذلك في صلاة الصبح.
وهذا الحديث رُوِي مرفوعًا ومرسلًا، فأما المرفوع فكما ذكرتُ، ورواه مالك في صلاة الليل (٣١) عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: سمع قوم الإقامة، فقاموا يصلون، فخرج عليهم رسول الله ﷺ فقال: «أصلاتان معًا؟ أصلاتان معًا؟، وذلك في صلاة
الصبح في الركعتين اللتين قبل الصبح. انتهى.
قال ابن عبد البر في «الاستذكار» (٥/ ٣٠٢) رواه الوليد بن مسلم، عن مالك فأسنده عن أنس، والصواب عن مالك مرسلًا».
وهو كما قال فإنه رُوِيَ عن مالك مرسلًا، وعن غيره مرفوعًا ومرسلًا.
قال ابن خزيمة: روى هذا الخبر مالكُ بن أنس وإسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نمر، عن أبي سلمة مرسلًا، وروى إبراهيم بن طهمان، عن شريك كلا الخبرين عن أنس، وعن أبي سلمة جميعًا.
حدثنا بهما محمد بن عقيل، ثنا حفص بن عبد الله، نا إبراهيم بن طهمان، بالإسنادين جميعًا منفردين، خبر أنس منفردًا، وخبر أبي سلمة منفردًا». انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 678 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

📜 حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تصلوا في المسجد إذا أقيمت الصلاة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية